حرائق موسمية بدارفور تحول مساكن المواطنين إلى رماد
الفاشر – 11 مايو 2020م
تواجه بلدات متفرقة في اقليم دارفور غربي السودان في كل عام مع مطلع شهر مارس موجة من الحرائق الطبيعية التي تندلع في المساكن والمزارع مع ارتفاع درجات الحرارة وتخلف تلك الحرائق سنوياً خسائر في الأرواح وممتلكات المواطنين.
وتقابل السلطات المحلية هذه الحرائق بإمكانيات شحيحة لقوات الدفاع المدني في معظم بلدات الإقليم وتنعدم في القرى سيارات الاطفاء، حيث تقتصر على عواصم الولايات فقط. مع إقرار سلطات الدفاع المدني بان ولايات دارفور تشهد في الفترة من شهر مارس الى يونيو في كل عام تزايد معدلات الحرائق بسبب ارتفاع درجات الحرارة وزيادة سرعة الرياح.
ولدى بعض الإدارات الحكومية التنفيذية المحلية في دارفور، أسباب أخرى متعلقة بالمساكن الاضطرارية التي يتم تشييدها بمواد محلية تساعد على اشتعال النيران. ويقول المدير التنفيذي لمحلية اللعيت، معتصم جماع آدم لـ(عاين)، أن الحرائق عادة تندلع في أحد المنازل نتيجة لتداخل المنازل بسبب عدم التخطيط وتشييدها بالمواد المحلية التي تساعد في الاشتعال والانتقال إلى المنازل الأخرى.
ومطلع مارس الماضي اندلع حريق هائل بقرية (انضرابه) التابعة لوحدة حسكنيتة الإدارية على بعد (57) كيلو متر شمال غرب رئاسة محلية اللعيت بولاية شمال دارفور، وقضى الحريق على (350) منزلآ مشيدة بالمواد المحلية بالكامل بجانب نفوق المئات من الماشية وحرق محصولات غذائية وأربع سيارات.
الاحياء الطرفية في مدن الاقليم لم تسلم من حرائق مشابهة، وفي مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور شهدت عدد من الأحياء حرائق كثيرة في الفترة من مارس وحتى مطلع مايو الحالي، وبحسب المدير التنفيذي لمحلية الفاشر عبدالرحيم محمد احمداي الذي قال لـ(عاين)، “ان بات امر الحرائق في الثلاثة أشهر الماضية يؤرق الحكومة في كيفية مجابهتها”. واشار الى ان معظم الحرائق تنتج لأخطاء البناء غير المخطط وعدم وجود مساحات آمنة بين المساكن.
ويطالب السكان المتضررين بعد كل حادثة حريق السلطات بمنحهم أراضي سكنية دائمة عوضا عن السكن الاضطراري الذي يعرضهم لمخاطر الحرائق سنويا. وفي أبريل الماضي شب حريق هائل بمنطقة ام هجاليج رئاسة عمودية كسا الواقعة غرب منطقة شقرا بالريف الغربى لوحدة ريفى الفاشر بولاية شمال دارفور وادى الحريق لوفاة امرأة في العقد السابع من العمر وقضى الحريق على اكثر من (300) منزلا بجانب نفوق اعداد كبيرة من الماشية وحرق للمحاصيل.
وآخر حريق في المساكن بالاقليم حدث بقرية ام عشرة التي تبعد (36) كيلو شرقي مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، في الثاني من مايو الجاري واصيب على اثره اربعة مواطنين بحروق ، حيث التهمت النيران العشرات من المنازل المشيدة بالمواد المحلية بالكامل بجانب حرق مخزون تلك الأسر من المحاصيل الزراعية النقدية والممتلكات الأخرى.
وابلغ احد اعيان القرية، يدعى سليمان آدم (عاين)، ان اسباب اندلاع الحريق تعود الى قوة وسرعة الرياح المصحوبة بالغبار والأتربة التي ساعدت بدورها في انتشار ألسنة اللهب مما أدى الى حدوث تلك الخسائر. كما شهدت قرية سانى كرو بمحلية كليمندوا بشمال دارفور حريقا مماثلا قضى على عدد من المنازل بالاضافة إلى إتلاف كميات كبيرة من المحاصيل والحبوب الغذائية.