سلسلة تحديات جنوب كردفان
للفترة الانتقالية وتحقيق السلام
الحلقة الثانية : المزارعين والرعاة

   بداية الخريف من كل عام يمثل اكبر التحديات التي تحدث بين الرعاة والمزارعين في رحلتهم  إلى مناطق المخارف سالكين المراحيل من ولاية جنوب كردفان إلى  شمالها وفي طريق العبور تحدث بعض الاحتكاكات التي ينتج عنها قتل العديد من المواطنيين من رعاه  وأيضاً للمزارعين داخل مزارعهم، وتكثر معاناتهم  في موسم الحصاد حيث عودة الماشية في طريقها إلى مناطقها في المصايف.

قامت شبكة عاين بتسليط الضوء لمعرفة الأسباب المباشرة للصراع بين المزارعين و الرعاة حول الممرات التي يسير فيها الرعاة عند تنقلهم من منطقة إلي أخري و تعرف محلياً بالمسارات و المراحيل بولاية جنوب كردفان

سلسلة تحديات جنوب كردفان للفترة الانتقالية وتحقيق السلام الحلقة الثانية : المزارعين والرعاة

 يقول محمد عبدالله محمد حمدين (ابارو) رئيس أتحاد مزارعي محلية العباسية السابق  “واجه المزرعون الكثير من التحديات  على راسها التغلبات المناخية التي شهدها السودان في الفترة الماضية والذي انعكس في انخفاض مستوى الانتاجية. كما ان هنالك بعض التهديدات الامنية المتبادلة بين الرعاة والمزارعين والذى ادى إلى توجيه اهتمام اتحاد المزارعين لحلحلة الاشكالات بدلاً عن تضافر الجهود من أجل تطوير التقنيات الزراعية، وياتي هذا لغياب الدور الحكومي في القيام بمهامها الاساسية في بسط الامن وحماية المواطنين

 ويضيف حمدين “يقدر عدد المزارعين الذين راحوا ضحية لهذا النزاعات قرابة الـ50 مزارع قتلوا داخل مزارعهم بسبب المسارات والمخاريف وهي الفترة بين شهر يوليو إلى سبتمبر”  الا أن الملاحظ خلال الفترة الاخيرة دائما ما ينشب النزاع عقب اكتوبر ما يوضح انه ليست هنالك مشكلات في المسائل الزراعة.

ويؤكد في خلال الموسم المنصرم بدانا الترتيبات منذ شهر يناير بحضور وفد من الولاية ممثلة في لجنة الامن والادارة الاهلية لوضع خارطة توضح المخارف والمسارات في منطقة الجبل، لكن للاسف مازالت القضايا والنزاعات قائمة إلى تاريخ اليوم، و تنتشر الماشية بصور واسعة داخل الاراضي والمشاريع الزراعية بالرغم من التزام اللجنة الامنية توفير عدد5 سيارات للقيام بمهام الحماية لكل المشاريع الزراعية.

 ويرى محمد عبدالله  أن كل تلك التعهدات ينقصها القرار السياسي للحد من حجم الأضرار الناجمة جراء هذا الصراع المتكرر. كما أن هذه النزاعات  اصبحت معروفة لدى الجميع فيمكن للسلطات مباشرة اعمالها بوضع قوانيين صارمة توضع موضع التنفيذ، لمحاسبة كل الضالعين في تجدد هذه المشكلات بين المزارعين والرعاة. 

اما حامد نورالدين حامد  عضو اللجنة التسيرية لاتحاد الرعاة  يقول “يجب الاعتراف أن التعقيد الذي لازم مشكلات الرعاة والمزارعين بولاية جنوب كردفان هو نتيجة لتدخل اطراف عديدة ابتداً من الجهات الحكومية والادارة الاهلية بالاضافة إلى بعض السكان أيضاً لذلك نرى ضرورة العودة إلى العرف المحلى التي تقوم فيها الادارة الاهلية بالتدخل في حال حدوث اي نزاع  بسلطة كاملة بحيث يتم العودة إلى الصيغ القانونية في حال فشل الاهالى في حل الخلاف

سلسلة تحديات جنوب كردفان للفترة الانتقالية وتحقيق السلام الحلقة الثانية : المزارعين والرعاة

ويضيف ” ان المتعارف علية بين المواطنيين  تقسيم منطقة جنوب كردفان إلى مناطق مخارف ومصايف بالاضافة إلى النزول وهي المناطق التي يتوقف فيها الرعى لايام قبل مواصلة المسير، ومن المعلوم أن في فترة التوقف ياتي مندوب الرحل لمقابلة الادارة الاهلية لتحديد المنطقة التي يسمح فيها للرحل بالرعى.

ويذهب ابارو أن بدايات هذه النزاعات كانت في العام 1972 حينما اعلنت حكومة مايو حل الادارة الاهلية ومن ثم بدات الاشكالات بين الرعى والمزارعين لان بعض الرحل فضلوا الاستقرار في المناطق الزراعية. ثم تحولت تلك المخارف إلى قري يقطنها المواطنين المنحدرون من المجموعات الرعوية وبطبيعة الحال تزايد عدد الماشية في المخارف قد شكل ضغط على المزارعين و المرعاة على السواء

ويؤكد على ضرورة العوده إلى الاعراف القديمة المتمثلة فى الاوامر المحلية التي تصدر من الادارة الاهلية وبموجبها يمنع الرعي في يعض المناطق وحماية المشاريع الزراعية المخططه وفق القانون العام وقانون تنظيم الزراعة والرعى  

أتحاد المزراعين

سابقاً كان لاتحاد مزارعي جبال النوبة دوراً هام في الاستقرار الزراعي والمساهمة في تسهيل اجراءات التمويل المالى  في زيادة الانتاجية الا أن سياسات التمويل البنكي حاليا من الصعوبة بحيث لا يستطيع البعض توفير الضمانات من أجل الحصول على قرض كافي لزراعة المشاريع. وذلك للشروط التي وضعتها البنوك في التعامل مع اصحاب المشاريع الزراعية والمقيدة بسياسات البنك المركزي، ويبلغ تكاليف الفدان ما يقارب الـ500الف جنيه إلى 600 اذاً كيف يستطيع المزارع توفير اصول وضمانات للحصول على قروض ضخمة لذلك يلجون إلى ما يعرف بالتمويل الاصغر والذي يكون في حدود 100الف جنيه فقط. ما يحتم العمل على ضرورة تغيير صيغ الضمان للمزارعين بشكل يسمح لهم باخذ قروض كافية من أجل النهوض بالانتاج الزراعي.

سلسلة تحديات جنوب كردفان للفترة الانتقالية وتحقيق السلام الحلقة الثانية : المزارعين والرعاة

مسارات الرحل

اما حامد نورالدين حامد عضو اللجنة التسيرية لاتحاد الرعاه فيقول “قديما لم تعرف محلية العباسية الصرعات بين المزارعين والرحل كما يحدث الان فقط كانت تمثلها أدارة أهلية واحدة مما جعل التعايش بين جميع المكونات في أستقرار ولكن عقب حل الاتحادات في فترة النظام البائد بدات بوادر الانشقاق في تنامي بين الرعاه والمزارعين مما جعلنا نبحث عن حلول لذلك قامت لجان ومبادرات لمجابهة المشكلات التي يمر بها اهالى المنطقة خلال الموسم الزراعي  كان ذلك منذ العام2016 كما قمنا بنشاء صندوق دعم الرعاه بالاضافة إلى صندوق دعم المزارعين للمساعد في حلحلة بعض مشاكل الرعاه و المزارعين. ولكن  المشكلات مازالت قائمة في ظل التوسع السكاني في الاراضي المعروفة بالمخارف بالاضافة إلى تزايد عدد الماشية. 

ويضيف كرعاه نرى أن المشاريع الزراعية التي تم تخطيطها في أطراف المدينة يجب تركها والسماح للماشية التي تعود لسكان المدينة في الرعى بعد توقف الرحل من القدوم إلى مخارف المحلية.

النظر في قضايا المزارعين

يقول رئيس اللجنة التسيرية لاتحاد المزارعين بمحلية ابوجبيهة المحامي  منتصر عبدالرحمن النمير  “واجه المزارعين اهمل شديد من قبل النظام البائد وقد خلف ذلك تركة عظيمة من التحديات التي اقعدت بالمواطنيين في ممارسة الاستزراع لاراضيهم”  وتتمثل اكبر هذه التحديات فى التمييز بين المزارعين فقد كانت هنالك مجموعة يسمون بالرواد قامت الحكومة بتلبيت جميع احياجاتهم من تقاوي وتقنيات زراعية بالاضافة إلى الدعم المالى  مع اهمال قطاع كبير من المزارعين مما شكل بداية للتفرقة فيما بينهم. لذلك عقب ذهب النظام البائد جاءت اللجنة التسيرية لاتحاد المزارعين الموالفة من 4 افراد لاعادة النظر في قضايا المزارعين وتزليل العقبات التي تواجه الموسيم الزراعي خصوصاً المسارات والمراحيل  إلى حين قيام الاتحاد الذى لم يرى النور بعد.