المجاعة تطرق أبواب نصف سكان السودان  

عاين- 25 ديسمبر 2024

بحلول منتصف العام 2025 تتوقع لجنة دولية أن يصل نحو 24.6 مليون شخص في السودان إلى مرحلة انعدام الغذاء نتيجة شح الخيارات بشأن الحصول على المساعدات الإنسانية وتوقف شبكات الأمان الغذائي بسبب الحرب التي تقترب من الشهر الـ 21 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وقالت وكالة رويترز نقلا عن اللجنة الاستشارية المعنية التابعة لنظام تصنيف الأمن الغذائي المتكامل (IPC) إن المجاعة في السودان امتدت إلى خمس مناطق جديدة متوقعةً اتساعها إلى خمس مناطق أخرى بحلول مايو 2025 لتضع اللجنة الدولية عددا من المحاذير في وقت أعلن ممثل الحكومة السودانية ووزير الزراعة أبوبكر البشرى الانسحاب من اللجنة الدولية احتجاجا على عدم موثوقية التقرير وتهديده لسيادة السودان وفق الرسالة التي اطلعت عليها وكالة رويترز.

دارفور الأكثر جوعا

وحسب تقرير اللجنة تشمل المجاعة مخيمي أبو شوك والسلام للنازحين في مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور التي تشهد معارك عنيفة بين الجيش والقوات المشتركة من جهة ضد قوات الدعم السريع كما وضعت منطقتين في ولاية جنوب كردفان على لائحة المناطق الأشد جوعا.

ورجحت اللجنة بشدة ما لم تحدث تطورات بدخول 17 منطقة جديدة إلى قائمة المجاعة في السودان من بينها مناطق أم كدادة والفاشر وطويشة واللعيت في شمال دارفور.

ويحتاج نحو 24.6 مليون شخص حوالي نصف سكان البلاد إلى مساعدات غذائية عاجلة حتى فبراير 2025 فيما كانت التقديرات السابقة 21.1 مليون شخص أي أن حوالي 3.5 مليون شخص دخلوا ضمن الشبكات الاجتماعية المتضررة من فقدان الأمان الغذائي.

تمدد المجاعة يعود إلى تصاعد المعارك العسكرية في النصف الثاني من العام 2024

عاملة إنسانية

وتقول العاملة في منظمة إنسانية سوسن عبد الكريم، إن “التقرير الصادر عن اللجنة الدولية لم يكن مفاجئا قياسا بالتطورات العسكرية  في 16 جبهة قتالية في أنحاء البلاد لأن القتال اشتد أكثر مما كان عليه قبل منتصف العام 2024 بالتالي أفرز مجموعات جديدة من النازحين”.

تباعد ملامح التعاون

وترى سوسن عبد الكريم في مقابلة مع (عاين) أن وتيرة المعارك العسكرية ارتفعت في النصف الثاني من العام 2024 بين الجيش وقوات الدعم السريع أكثر من النصف الأول بالتالي هذا الوضع أفرز مجموعات كبيرة من النازحين في سنار والجزيرة والخرطوم واقليم دارفور وكردفان.

مركز ايواء نازحين بمدينة القضارف

وتقول سوسن عبد الكريم، إن “اشتداد المعارك العسكرية أدى إلى تباعد الثقة بين الأطراف المتحاربة ولا تصل الشحنات الغذائية إلى النازحين كما حدث في الفاشر طوال الشهور الماضية كما إن المساعدات الدولية شحيحة للغاية ولا ترقى لمستوى الوضع الكارثي”.

بينما يرى المستشار السابق في منظمة إنسانية دولية أحمد الحاج، أن المفاوضات حول الملف الإنساني في جنيف خلال أغسطس الماضي لم تسفر عن أي تقدم ملموس بين الجيش وقوات الدعم السريع برعاية المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيرييلو.

المجتمع الدولي لا يُفعل أدواته لمنع المجاعة في السودان 

مستشار منظمة إنسانية

وأضاف: “الطبيعي أن يرتفع عدد الجوعى في السودان طالما عجز المجتمع الدولي في ايقاف الحرب وفشل في التعامل مع الملف الإنساني بعدم ممارسة الضغوط على الطرفين المتحاربين لأنهما لا يكترثان للأوضاع الإنسانية بقدر تجنبهما للضعوط الدولية التي انعدمت طوال الفترة الماضية”.

ويقول الحاج في مقابلة مع (عاين): إن “مسؤولية تفاقم المجاعة في السودان تقع على عاتق الطرفين المتحاربين في المقام الأول وطالما لا يكترثان فإن المسؤولية تنتقل إلى المجتمع الدولي لدفع قادة الجيش والدعم السريع لتوقيع اتفاق انساني يسمح بالمرات الآمنة للمدنيين ودخول الإغاثة إلى المناطق الساخنة مثل الفاشر والخرطوم وأم درمان وكردفان ومدن وقرى إقليم دارفور وحماية المدنيين أثناء النزاع العسكري”.

وأردف الحاج: “كلاهما – الجيش والدعم السريع – يتبادلان الاتهامات لأنهما يتصارعان على السلطة أكثر من عملهما لتوفير الحماية لملايين المدنيين والسماح بمرور قوافل المساعدات دون اعتراض”.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *