أمطار السودان تهدد بكارثة صحية ودمار مئات المنازل
8 أغسطس 2021
تسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت على العاصمة السودانية الخرطوم فجر اليوم الأحد في شلل شبه تام لحركة المواطنين وسط مخاوف من تدهور صحة البيئة لعدم التصريف الجيد لمياه الأمطار التي استقرت في المجاري والساحات العامة في أحياء المدينة.
ويشكو سكان أحد أكبر مخيمات النازحين في دارفور من تردي مريع لصحة البيئة على إثر الامطار التي اجتاحت المخيم خلال الأيام الماضية وسط غياب تام للسلطات الصحية المحلية.
وأطلقت لجان مقاومة في عدد من الأحياء الطرفية في العاصمة الخرطوم نداءات استغاثة بعد الدمار الذي لحق بالمنازل، وذكرت تقارير رسمية أن مئات المنازل دمرت؛ نتيجة للسيول والفيضانات.
وأفادت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) بأن مئات المنازل “انهارت” في عطبرة، الواقعة على بعد 350 كيلومتراً شمال العاصمة.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة “أوتشا” في بيان الجمعة إن 12 ألف شخص في 8 ولايات من جملة ولايات البلاد، الـ18 تأثروا بالأمطار الغزيرة. واضاف: “أفادت تقارير بتعرّض أكثر من 800 منزل للدمار، وأكثر من 4400 منزل لأضرار”.
وما يزيد تدهور الصحة في مخيم كلمة يعزوه السكان إلى غياب المنظمات الانسانية وتأثير خروج بعثة “يوناميد” على الاوضاع الانسانية في دارفور.
ويعيش نحو (160) الف نازح بمخيم “كلمة” ظروف إنسانية وصحية وصفت بالصعبة جراء الامطار والسيول التي اجتاحت أجزاء واسعة من المخيم الأسبوع الماضي، في ظل غياب التدخل الحكومي والمنظمات الانسانية التي خفضت مستوى خدماتها بالمخيمات في دارفور، وزاد الوضع تعقيدا خروج بعثة (يوناميد) التي كانت تقوم بخدمات طوارئ إنسانية بجانب حماية المدنيين
وضع كارثي
ووصف رئيس مخيم “كلمة” إسحق محمد الوضع بالكارثي في المخيم مع توقعات آثار صحية للسيول بسبب إنهيار المراحيض وطفح المياه واختلاطها بمياه الأمطار الراكدة في البرك.
وقال إسحق لـ(عاين) إن الامطار والرياح الشديدة دمرت الخيام والمساكن في كل من سنتر (٢،٣،٤،٥) تدميرا كاملا من جملة (8) سنترات بالمخيم، بجانب انهيار نحو (٦) مدارس وبصورة كاملة، منوها الى أن الاوضاع تحتاج للتدخل العاجل من الجهات المعنية مناشدا وزارة الصحة وإدارة الطوارئ بالتدخل وتوفير الناموسيات وردم البرك تحسبا للاوبئة.
في الأثناء أقر رئيس غرفة طوارئ الخريف بولاية جنوب دارفور الطيب عبدالرحمن، بتحديات تواجه غرفة طوارئ الخريف في التدخل في كوارث مخيم “كلمة” لحساسية الوضع بالمخيم وإدارته من قبل لجان مجتمعية بالتنسيق مع بعثة يوناميد، ودعا الطيب في تصريح لـ(عاين) النازحين بالمخيمات بضرورة التنسيق مع المؤسسات الحكومية المعنية في خاصة المتعلقة بالخدمات الصحية والاجتماعية بعيدا عن التقاطعات السياسية
وكان الناطق الرسمي بالمنسقية العامة لمعسكرات النازحين دارفور ، آدم رجال، أطلق مناشدة للمنظمات الإنسانية الإقليمية والدولية والخيرين وأصحاب الضمائر الإنسانية لتقديم الخدمات الإنسانية الطارئة للمتضررين بالمخيم، وقال رجال لـ(عاين) إن أجهزة الحكومة الانتقالية أصبحت عاجزة عن تقديم الخدمات للنازحين بالرغم أنها تحملت المسؤولية كاملة بعد خروج بعثة (يوناميد) ولفت رجال الي تفاقم الأوضاع الصحية خاصة للاطفال وتزايد مخيف في حالات سوء التغذية والأمراض المتعلقة بالخريف
من جهتها عزت مدير عام وزارة الصحة بولاية جنوب دارفور رحاب علقم غياب الخدمات الصحية الى خروج أعداد كبيرة من المنظمات الانسانية وتخفيض تقديم خدماتها بالمخيمات خاصة برنامج الغذاء العالمي العالمي مما إنعكس سلبا على حياة النازحين خاصة الأطفال والنساء مما زاد من مشاكل وحالات سوء التغذية ولفتت رحاب في تصريحات صحفية إلى وضع خطة لتدخل وزارة الصحة الولائية في مخيمات النازحين بصورة رسمية لاسيما بعد خروج بعثة (يوناميد) التي كانت تتحمل أعباء كبيرة بالمخيمات.