ضغوط إماراتية هائلة على السودان لقبول مبادرة الفشقة

 مصدر حكومي: المبادرة الإماراتية تضمنت انسحاب الجيش من الفشقة

 10 مايو 2012 

تواجه الحكومة الانتقالية في السودان ضغوطًا هائلة من الإمارات لقبول المبادرة التي تطرحها بشأن ازمة  منطقة الفشقة شرقي السودان والتوترات مع اثيوبيا.

وتستثمر الإمارات نحو مليار دولار في إثيوبيا وفي نفس الوقت لديها علاقات مع السودان وللخروج من المأزق تعتزم طرح مبادرة لتقاسم منطقة الفشقة التي تثير أزمة حدودية بين البلدين إلى درجة الاقتراب من المواجهة العسكرية منذ نوفمبر الماضي حيث أحرز الجيش السوداني تقدما واستعاد بعض المناطق المحتلة منذ 25 عاما.

وأبلغ مسؤول حكومي من مجلس الوزراء (عاين) مشترطا عدم الكشف عن هويته أن الإمارات تمارس ضغوط هائلة على الحكومة الانتقالية بشقيها المدني والعسكري لقبول مبادرتها رغم أن الخرطوم تتمسك بالسيادة على الأراضي.

وتابع قائلاً: “المبادرة تشترط انسحاب الجيش من المواقع التي سيطرت عليها بعد نوفمبر 2020 وإذا وافق السودان على هذا البند ما هي الضمانات أن لا تسيطر عليها إثيوبيا”.

  • حزب الأمة تبرئة موقف 

وسارع حزب الأمة أمس الأحد إلى اصدار بيان أعلن فيه رفضه للتفريط في السيادة الوطنية على خلفية المبادرة الإماراتية بين السودان وإثيوبيا والتي تسعى إلى تقديم حلول توفيقية بشأن مناطق الفشقة شرقي البلاد والتي تسيطر عليها مليشيات إثيوبية فيما يحاول الجيش السوداني استعادتها منذ نوفمبر 2020.

جاء بيان حزب الامة على خلفية تحركات مكثفة اجراها مسؤولون سودانيون إلى أبوظبي خلال الأسبوعين الماضيين حيث زار نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق محمد حمد دقلو المعروف بحميدتي الإمارات نهاية الأسبوع الماضي وذكرت وسائل إعلام أنه عاد بطائرة خاصة إلى العاصمة السودانية.

البرهان وبن زايد في الامارات 10 مايو 2021

أمس الأحد غادر رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان ووزير مجلس الوزراء خالد عمر إلى أبوظبي دون الإعلان عن تفاصيل الزيارة لكن فور وصولهما انخرطا اليوم الاثنين في اجتماعات مع محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي تطرقوا إلى أزمة الفشقة ورهن البرهان قبول اي تحركات اقليمية لحل الأزمة بوضع العلامات الحدودية في المنطقة التي تسيطر عليها المليشيات الأثيوبية.

ويقول المحلل في الشأن الأفريقي عادل إبراهيم في حديث لـ(عاين) إن المبادرة الإماراتية محاطة بسياج من السرية ولم تظهر أي معلومات سواء من الجانب السوداني أو من الإماراتي.

ووصف إبراهيم بيان حزب الأمة بشأن المبادرة الإماراتية بالمبهم وخلط بين وزارة الخارجية وحزب الأمة ولم يستطيع التعبير عن أي موقف  مضيفًا إن السودان طلب وضع العلامات الحدودية قبل أي خطوة.

وأضاف إبراهيم: “أي مبادرة تتحدث عن منطقة تكامل للفشقة لن تكتب لها النجاح لأنها تأتي على حساب السيادة الوطنية السودانية”.

وكانت الإمارات طرحت مبادرة لحل أزمة الفشقة بين السودان وإثيوبيا قبل شهرين نصت على إنشاء منطقة تكامل بتقسيمها إلى ثلاثة مناطق تذهب مساحات لإثيوبيا ومساحات للسودان فيما تدار المنطقة المشتركة عبر استثمار.

وأشار عادل إبراهيم إلى أن الإمارات قدمت عرضا لتأهيل البنية التحتية في المنطقة المشتركة لأنها تضم أراض خصبة.

  • تكتم حكومي  

ويرفض المسؤولين السودانيين الإدلاء بتفاصيل حول المبادرة الإماراتية كونها تحتوي على مايبدو على تقاسم المنطقة وفي أول اختبار للرأي العام المحلي صرحت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق ان المبادرة الإماراتية جيدة من حيث الشكل والمضمون دون أن تقدم مزيدا من التفاصيل وذلك في مقابلة مع قناة بي بي سي عربية.

ويشير المحلل في الشأن الأفريقي محمد تورشين في حديث لـ(عاين) إلى أن المبادرة الإماراتية غامضة وتثير الشكوك حول وجود خطة تقاسم للمنطقة الحدودية وهذا الأمر يجعل الحكومة السودانية تخفي المعلومات والإدلاء بتصريحات مبهمة.

ويؤكد تورشين أن كابينة السلطة في السودان غير متحدة حول الثوابت الوطنية بالتالي من السهل إضعاف القضايا الوطنية والإدعاء عكس ذلك أمام وسائل الإعلام ولفت أن العلاقات بين دول الخليج والسودان في الوقت الحالي لا تمر عبر القنوات الدبلوماسية لكن عبر بضعة مسؤولين موضحا أن أي تنازل لمنطقة الفشقة سيضعف من موقف الحكومة الانتقالية تماما.

ونصت المبادرة الإماراتية على “رغبة الإمارات في انسحاب الجيش السوداني إلى وضع ما قبل نوفمبر العام الماضي، وتقسيم الفشقة بنسبة 40% للسودان و40% للإمارات و20% للمزارعين الإثيوبيين تحت إدارة  مشروع استثماري تقيمه  الإمارات في المنطقة الحدودية.

ويعتقد عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير محمد الهادي في حديث لـ(عاين) أن أي مبادرة لا تعترف بسيادة السودان على أراضي الفشقة لن تجد الترحيب من السودانيين.

وأضاف: “الحكومة الانتقالية لن تورط نفسها تاريخيا كما ورط تنظيم الأخوان المسلمين نفسه بانفصال جنوب السودان بالتخلي عن نسبة من مساحة الفشقة حتى لو كانت ستقود إلى التهدئة لا يمكن للسودان أن يوافق على هذه أي حل ينتزع اراضيه”.

وتتميز أراضي الفشقة السودانية البالغة مساحتها 251 كيلومتراً مربعاً بخصوبتها الزراعية وهي مقسمة إلى ثلاث مناطق: الفشقة الكبرى والفشقة الصغرى والمنطقة الجنوبية”.