مطالبات بضغط أمريكي على الإمارات لوقف تدفق السلاح للدعم السريع
عاين- 29 مايو 2025
طالب خبراء في الشأن السوداني ومسؤولين في منظمات دولية، لجنة العلاقات الخارجية الفرعية المعنية بأفريقيا بـ”الكونغرس الأمريكي”، بضرورة ضغط الولايات المتحدة الأمريكية على دولة الإمارات لوقف تدفق الأسلحة إلى قوات الدعم السريع، وأشاروا إلى تفاقم الأزمة الإنسانية مع دخول الحرب في السودان عامها الثالث.
واستمعت اللجنة برئاسة السيناتور سميت، وبحضور عضو الكونغرس سارة جاكوبس إلى شهادات أدلى بها كل من كين أيزك، نائب رئيس ومسؤول العلاقات الحكومية في “منظمة سمارتن بُرس”، وكاميرون هيدسون، زميل أول برامج أفريقيا في “مركز الدراسات الاستراتيجية الأمريكي”، بالإضافة إلى خلود خير، المدير المؤسس لمنظمة “كونفلونس أدفايزوري”.
ووصف كميرون هدسون، الوضع العسكري في السودان بأنه “حرب وجودية لكلا الجانبين”، وقال: “يبدو أن كلا الطرفين مستعد للقيام بكل ما يلزم، والتحالف مع أي جهة ضرورية، لشراء الأسلحة من أي مكان لتحقيق النصر”.
وأشار هدسون خلال الجلسة، إلى أنه في غضون أيام من هذا الشهر، قصفت طائرات الجيش السوداني التي تعمل من دون طيار و المشتراة من تركيا، قاعدة جوية لقوات الدعم السريع في نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، والتي تستخدمها قوات الدعم السريع لتصدير الذهب والصمغ العربي المهرب وإحضار الأسلحة الصينية والروسية. وأضاف هيدسون الذي بني دفوعاته على مصادر محلية حسب تعبيره: أن “هجوم نيالا أسفر عن مقتل ما يصل إلى ثمانية ضباط عسكريين إماراتيين، إلى جانب مرتزقة من كولومبيا وكينيا وإثيوبيا وجنوب السودان”.
وزاد هذا بالإضافة إلى قوات جُنّدت من ليبيا وتشاد وبوركينا فاسو ومالي والنيجر وجمهورية إفريقيا الوسطى، والتي وُثّقت مشاركتها في القتال إلى جانب قوات الدعم السريع”.
ويقول هيدسون:” في اليوم التالي لغارة الجيش على نيالا، شنّت قوات الدعم السريع هجومًا مضادًا على بُعد حوالي 1200 ميل في بورتسودان باستخدام مجموعة من الطائرات بدون طيار بعيدة المدى، يُعتقد أنها استخدمت من نيالا وأم درمان، في هجوم منسق على العاصمة الفعلية”. وتابع: “كانت هذه عملية جوية متطورة تتطلب تخطيطًا وتنسيقًا بين قوات متمركزة على بُعد مئات الأميال، لاستهداف أهداف محددة داخل مدينة مزدحمة. مهارات نعلم أن قوات الدعم السريع لا تمتلكها وحدها؛ مما يُظهر أن هذه الحرب لم تعد حملة برية تقليدية بخطوط قتال وتكتيكات متوقعة”.
وصف هيدسون ردود الفعل الدولية تجاه حرب السودان بأنها ضعيفة مقارنة بما يجري على الأرض. وأشار إلى أن السودان يواجه صراعًا يفتقر فيه المدنيون إلى الأمان، حيث تتغير خطوط المعارك بشكل مستمر. وتلعب الدول المجاورة للسودان دورًا في تحمل تكاليف الصراع والاستفادة منه، مما يجعل المدنيين ضحايا في صراع بين الجنرالات والدول الإقليمية الطموحة، حيث تهدد الظروف الإنسانية المروعة حياة عدد أكبر من الناس.
في هذا السياق، حذرت خلود خير، من استمرار الإمارات العربية المتحدة في دعم قوات الدعم السريع من خلال استخدام دول الجوار مثل كينيا ويوغندا وتشاد لتزويدها بأسلحة متطورة. وأشارت إلى أن أرض الصومال أصبحت منصة لإطلاق الطائرات المسيرة واستهداف مواقع مدنية حيوية في مختلف ولايات السودان. وطالبت الولايات المتحدة بالضغط على الإمارات العربية المتحدة لوقف إمدادات السلاح لقوات الدعم السريع، التي أصبحت تشكل تهديدًا للجميع.
أسوأ أزمة إنسانية
نائب رئيس منظمة سمارتن بروس كين أيزك تحدث عن الأوضاع الإنسانية في السودان، مشددًا على أهمية زيادة المساعدات الإنسانية للناس الذين هربوا من الحرب في جميع مدن السودان. وأوضح آيزك أن الجهود التي قامت بها المنظمة لتلبية بعض الاحتياجات في مناطق جنوب وغرب كرفان. لكنه أشار إلى أن المساعدات التي قُدِّمَت لا تكفي، خاصةً مع العدد الكبير من الناس الذين هربوا بسبب الحرب وتوقف الإنتاج في السودان.

وكشف أيزك، عن خطة المنظمة لبناء مستشفى بالعاصمة الخرطوم ضمن مشروعات المنظمة بطلب من قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في لقائهما الأخير ببورتسودان. وأكد كين إن الإدارة السودانية تبحث سبل التعاون مع الإدارة الأمريكية في مجالات الاستثمار. إلا أن رئيس الجلسة السيناتور سميث، يرى أن الجماعات الاسلامية المتشددة ما زالت تسيطر على الأمور في السودان والرئيس الحالي هو أحد الذين تلطخت أياديهم بدماء الأبرياء في إقليم دارفور. الأمر الذي يعيق الشراكات الاقتصادية بين السودان وأمريكا.
من جانبها، أكدت خلود خير، أن السودان يمر بأحد أسوأ الأوضاع الإنسانية في العالم نتيجة الحرب المستمرة ضد الشعب السوداني. وأوضحت أن السودانيين يعانون نقصاً حاداً في الغذاء؛ بسبب النزوح، بالإضافة إلى نقص الأدوية المنقذة للحياة، مما أدى إلى ارتفاع معدل الوفيات في البلاد.
تسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية
تساءل السناتور سميث، عن مدى قدرة الرئيس عبد الفتاح البرهان تسليم البشير لمحكمة الجنايات الدولية خاصة وأنه المسؤول الأول من تسليم كل مطلوبي العدالة. يجيب بهذا الخصوص كميرون هدسون متحدثا لـ(عاين): “البرهان ليس في موقع أو ظرف يمكنه من القيام بذلك”، ويرى هيدسون أن قائد الجيش يرى ضرورة إقامة محكمة محلية أو إقليمية للبت في هذه القضية”. وتابع كميرون: “نصحت البرهان بضرورة تسليم البشير لطي هذه الملف وبناء صفحة جديدة للسودان في العدالة الدولية”.
فيما تعتقد خلود خير، بأن البرهان ليس حريصاً على تسليم البشير للعدالة الدولية لأسباب متعددة أولها أنه يخشى على نفسه من ذات المصير خاصة وأنه أي “البرهان وحميدتي” هم من ابتدرا حرب الإبادة الجماعية في دارفور في مطلع الألفية الثانية. فضلاً عن انحيازه إلى المجموعة المحسوبة لنظام الإخوان المسلمين السابق، لذلك لم يكن جادا في التعاطي مع ملف تسليم البشير للجنائية. متهمة البرهان بالقيام بذات أدوار البشير في المناورة السياسية بين مكونات المجتمع الدولي.