قطوعات مستمرة للكهرباء ترهق سكان شمال كردفان  

4 أكتوبر 2023

ألحقت  المعارك الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ضرراً  كبيراً بقطاع الكهرباء في السودان والذى ظل يعاني من مشكلات التوليد والتوزيع والصيانة منذ عدة سنوات.

وظلت مدن في البلاد بعد اندلاع حرب الخامس عشر من أبريل الماضي تعاني من الإظلام التام وأخرى تواجه قطوعات تتراوح بين ساعات و عدة أيام . و تعاني الولايات الغريبة خاصة ولايات إقليم كردفان من الانقطاع الدائم و المتكرر للتيار الكهربائي نتيجة الاشتباكات العسكرية وخروج المحطات التحويلية المتكرر عن الخدمة خاصة محطتي جبل أولياء ومحطة النيل الأبيض (أم دباكر) وهي المحطة التي تمد الولايات الغربية بالتيار الكهربائي، فالإشتباكات في منطقة الجموعية بجبل أولياء أدت إلى قطع الخط المغذي لمحطة النيل الأبيض (أم دباكر).

وإلى جانب ضعف الصيانة الدورية للمحطات و التحميل الزائد مع ضعف التوليد في السابق، تضررت بعد الحرب البنية التحتية من أسلاك وأعمدة و أبراج و المحولات والمحطات الداخلية للمدن من المعارك والاشتباكات العسكرية .

قطوعات مستمرة للكهرباء ترهق سكان شمال كردفان

ويشغل سكان مدينة الأبيض- إحدى أكبر المدن السودانية- الإنقطاع التيار الكهربائي، فلا يكاد يمر أسبوع دون قطوعات و تستمر مدته إسبوع إلى إسبوعين في المتوسط سواء كان بسبب خروج محطة أم دباكر عن الخدمة أو بسبب الإشتباكات داخل المدينة وخارجها في ظل معاناة كبيرة للمواطن فغياب الكهرباء يؤثر على قطاعات خدمية أخرى مثل توفير المياه، والقطاع الصحي -تشغيل المستشفيات- والمحافظة على الدواء.

فمنذ مطلع سبتمبر الماضي، تعيش ولايات كردفان حالة من الظلام التام بسبب إنهيار عدد 4 أبراج ضغط عالي في منطقة (أم كويكة) شرق تندلتي بسبب الرياح و الأمطار وسرقة أجزاء من الأبراج.

تأثير القطوعات 

قطوعات مستمرة للكهرباء ترهق سكان شمال كردفان

ونتيجة لقطوعات الكهرباء المتكررة يعاني مواطن الأبيض من عدم توفر المياه خاصة مياه الشرب مع إرتفاع أسعار البرميل الواحد (2,000 – 2,400) جنيه عند الباعة المتجولين (الكارو)، وكذلك يباع البرميل بمبلغ (1500) جنيه عند أصحاب التناكر الكبيرة التي تشترط البيع بكميات كبيرة . فيما ارتفعت أسعار الثلج حيث وصل سعر اللوح الواحد ( 10,000 – 12,000) جنيه.

ويقول مفيد مصطفى بابكر، وهو مصاب بمرض السكري منذ عشرة سنوات لـ(عاين)، “كنت أحفظ علاجي (الأنسولين) في ثلاجة المنزل لكن منذ ما يزيد عن الأربع أشهر التيار الكهربائي غير مستقر فأصبحت أشتري الثلج بقيمة 4,000 جنيه يوميا”، وهو المبلغ الذي كنت أدفعه لشراء الكهرباء شهريا، فشراء الثلج والمياه أصبح يحتاج ميزانية عالية في ظل توقف المرتبات”.

 فيما تقول “عائشة” وهي شابة تعمل مسوقة للبضائع والمنتجات على وسائل التواصل الاجتماعي لـ(عاين): أنها تعاني في شحن هاتفها، لذلك “لجأت للشحن عند أصحاب المولدات في الأسواق الشعبية و المحلات بتكلفة 500 جنيه يوميا بالرغم من عدم توفر الأمن الكافي في هذه الأسواق والخوف المستمر من فقدان الهاتف” .

ويقول أحد أصحاب المحلات التي تعمل في شحن الهواتف للمواطنين، أن “هذا العمل يعرض حياتهم للخطر مع إنتشار حالات النهب خاصة في الأحياء الغربية التي يتواجد بها عناصر وأفراد الدعم السريع”.

ولجأت حكومة ولاية شمال كردفان، لتشغيل المحطة الحرارية الداخلية لإمداد مستشفى الأبيض و القيادة العامة للجيش وبعض المناطق المحيطة، بينما لجأ أصحاب المؤسسات و البنوك و تجار الأسواق لتشغيل المولدات الكهربائية التي تحتاج لكميات كبيرة من الوقود .

بينما لجأ ميسورين الحال من مواطني المدينة لتركيب ألواح الطاقة الشمسية كحلول فردية لمشكلة القطوعات المتكررة رغم ارتفاع أسعارها التي تتراوح بين 500,000 جنيه سوداني و تصل حتى مليوني جنيه سوداني .

 قطوعات مستمرة للكهرباء ترهق سكان شمال كردفان

جهود شعبية

منذ اندلاع الحرب، عمل سكان المدينة على تكوين لجنة مختصة بمعالجة أزمات الخدمات الأساسية، (كهرباء، مياه، مواد غذائية، أدوية) لضمان توفرها و تعمل على التنسيق مع طرفي النزاع لفتح ممرات آمنة تضمن وصول هذه الخدمات بهدف تخفيف آثار الحرب على المواطنين.

ونجحت في أكثر من مرة جهود لجنة الخدمات في معالجة مشكلات الكهرباء المتكررة و تأمين المهندسين و فرق الصيانة والنقل، بجانب مساعدتها في تشغيل خطوط المياه المغذية للمدينة (المصادر الجنوبية) التي تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع- وفقا لأعضاء في اللجنة لـ(عاين). و يقول عضو اللجنة، موسى تاور، أن “الهدف الأساسي لهذه اللجنة هو خدمة إنسان الولاية و إقليم كردفان”.

تواصلت (عاين) مع عدد من المسؤولين بالشركة السودانية لتوزيع الكهرباء بجانب مهندسين للوقوف على الأسباب الفنية لمشكلة الكهرباء في مدينة الابيض وبقية أقليم كردفان. رفض من اتصلنا بهم التصريح امتثالا لـ”توجيهات داخلية بعدم التصريح إلا عبر إدارة العلاقات العامة للشركة وهي الجهة المخولة بإصدار البيانات و إجراء المقابلات”.