إطفاء الكهرباء لـ(20) ساعة يوميًا يشل حياة السودانيين 

عاين- 28 أبريل 2025

مع تدني إنتاج الكهرباء التي تعتمد عليها تسع ولايات سودانية إلى مستويات منخفضة وصلت إلى 40% من الإنتاج يواجه ما لا يقل عن ثمانية ملايين شخص في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة برمجة قاسية في الإمداد تمتد إلى 20 ساعة يوميا فيما تنعدم تماما في بعض الولايات.

ويعاني السودان من عجز متراكم منذ سنوات في قطاع الكهرباء بنسبة 45% وتفاقم خلال الحرب بخروج أكبر محطتين للتوليد الحراري بالعاصمة السودانية في مدينة بحري.

ولجأت شركة الكهرباء إلى توزيع الإمداد بواقع أربع ساعات يوميا وفق إفادات الشركة الحكومية في ولايتي القضارف وكسلا بسبب توقف التوليد المائي في سد ستيت وأعالي نهر عطبرة شرق البلاد خلال الصيف و تدني منسوب المياه.

توقف مرافق المياه

وتبعا لأزمة الكهرباء تعاني مدينة كسلا من شح غير مسبوق في إمدادات المياه وصلت لانعدام مياه الشرب داخل المنازل. وتقول الناشطة في مجال العمل الطوعي منال عبد الرحمن، والتي تقطن حي المربعات وسط كسلا لـ(عاين): إن “المواطنين يعيشون دون كهرباء ومياه منذ ثلاثة أسابيع وتحولت حياة الناس مع ارتفاع درجات الحرارة إلى 45 درجة مئوية إلى جحيم وارتفعت خدمات التبريد إلى أرقام فلكية ويباع لوح الثلج (4 كيلو جرام) بـ 50 ألف جنيه سوداني أي 9 دولارات أميركية ويضطر مرضى السكري لشرائه لتبريد الانسولين.

وأضافت: “يعاني مليوني شخص في كسلا من أزمة غير مسبوقة في مياه الشرب بسبب قطوعات الكهرباء ويلجأ المواطنون لشحن الهواتف بالمولدات الخاصة التي تعمل بالوقود”.

وكانت شركة الكهرباء الحكومية أكدت منتصف أبريل الجاري أن إمدادات الكهرباء ستشهد تحسنا في ولاية كسلا خلال مطلع مايو القادم وربطت الأمر بارتفاع منسوب نهر عطبرة وزيادة التوليد المائي. كما تقول مصادر مطلعة، إن الربط الإثيوبي قد يكون خيارا أمام الحكومة السودانية للتغلب على العجز المتفاقم للإمداد.

أزمة معقدة

ويقول الباحث في مجال الطاقة هاني عثمان لـ(عاين) إن أزمة الكهرباء مركبة فهي مرتبطة في بعض الولايات بالقذائف الناجمة عن المسيرات في ولايتي الشمالية ونهر النيل والأضرار التي خلفتها بقطع الإمداد عن مدينة بورتسودان منذ ثلاثة أيام.

ويوضح عثمان، أن شركة الكهرباء تعمل على تركيب أنظمة توفر الحماية للشبكات والمحولات الناقلة لذلك لا تزال مدينة دنقلا عاصمة الولاية الشمالية دون كهرباء منذ 29 يوما.

وتابع: “قطوعات الكهرباء في أجزاء واسعة من الشمالية أضرت بمحاصيل القمح وخرجت 40% من المساحات من موسم الحصاد الذي بدأ هذا الأسبوع بسبب العطش”.

ويرى هاني عثمان، أن الحكومة السودانية عاجزة في صيانة محطات الكهرباء وزيادة الإنتاج والإمداد المتوفر يشكل نسبة 40% من الاستهلاك المحلي في تسع ولايات سودانية.

ويشير عثمان، إلى أن الحكومة السودانية غير متحمسة لصيانة محطات الكهرباء لسببين أساسيين الأول شح التمويل المالي والثاني المخاوف من قصف المسيرات التي تلحق أضرارا كبيرة بالبنية التحتية للكهرباء بشكل شبه يومي.

وأضاف: “الجيش يفكر في الاستعانة بمصر وتركيا لتركيب أنظمة حماية وهذا ليس حلا جذريا لحماية مرافق الكهرباء لأن الطرف الثاني لن يتردد في تطوير أدواته العسكرية”.

بينما يقول مصدر حكومي في شركة الكهرباء بمدينة بورتسودان العاصمة المؤقتة للحكومة الموالية للجيش لـ(عاين): إن “الشركة السودانية للكهرباء عازمة على تحسين الإمداد خلال الأسابيع القادمة مع ارتفاع منسوب المياه”.

وأردف: “شرعت وزارة الطاقة في الاتفاق مع الشركات لتركيب محطة كلانيب الحرارية في بورتسودان وقد توفر 400 ميغاواط/ساعة إضافية للولايات الشرقية التي تشمل البحر الأحمر وكسلا والقضارف”.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *