المعارك تشل قطاع الكهرباء وخروج (6) ولايات عن الشبكة العامة

28 مايو 2023

تأثر الإمداد الكهربائي في ستة ولايات سودانية بالعمليات العسكرية بين الجيش والدعم السريع على خلفية خروج محطات تحويلية مركزية بالخرطوم عن الخدمة ما أدى الى انخفاض الامداد الى أقل من النصف.

وتواجه ولايات الجزيرة وكسلا والقضارف وسنار والنيل الأبيض قطوعات كهرباء تمتد من 12 ساعة الى 18 ساعة يوميا وخلفت هذه الأزمة شحا في إمدادات مياه الشرب وصعوبة الحصول على الخدمات.

ويقول الباحث في مجال الطاقة ايهاب علي في حديث مع (عاين ) إن المعارك التي دارت بين الجيش والدعم السريع في منطقتي سوبا و جياد ألحقت أضرارا بالمحطة التحويلية التي تنقل الإمداد إلى ولايات الجزيرة والقضارف وسنار وكسلا والنيل الأبيض وشمال كردفان وعزلتها عن الشبكة العامة.

 وأضاف: “هذه الولايات المعزولة عن الشبكة العامة تحصل على الإمداد حاليا من الربط الإثيوبي بمقدار 70 ميغاواط /ساعة وخزان ستيت شرق السودان لا يتعدى انتاجه 60 ميغاواط /ساعة لذلك من الصعب أن يتوفر الإمداد بهذه الولايات على مدار اليوم” .

ويوضح الباحث في مجال الطاقة، أن الشبكة العامة تنتج نفس الكمية قبل الحرب وهناك فائض بسبب انخفاض كبير في الاستهلاك اليومي واذا عالجت الفرق الهندسية المحطات المتضررة من المعارك ستنتهي الأزمة “.

وجراء نقص الكهرباء يواجه ملايين السكان في ستة ولايات سودانية صعوبات يومية تتمثل في شح المياه بسبب توقف محطات التغذية كما إن المستشفيات لجأت الى تزويد نفسها بالوقود لتشغيل المولدات الخاصة.

وقالت “مشيرة” العاملة الطوعية بمدينة الأبيض:”منذ أربعة أيام انقطعت الكهرباء بالتزامن مع قتال عنيف بين الجيش والدعم السريع في أطراف المدينة الواقعة على مرمى خطوط الامداد التي تحاول قوات حميدتي السيطرة عليها في شمال كردفان”.

ذكرت المتطوعة لـ(عاين)، أن المياه توقفت مع الكهرباء كما إن المرضى يذهبون الى المستشفيات الخاصة التي توفر المولدات الخاصة.

المحطات الحرارية قلصت إنتاجها بسبب نقص وقود الفيرنس والديزل

والسودان أحد الدول التي تنتج طاقة كهربائية لا تغطي الاستهلاك اليومي سوى بنسبة 60 بالمائة في أفضل الحالات كما إن الحرب بين الجيش والدعم السريع شلت وزارة الطاقة التي تتولى استيراد ووقود الفيرنس وقطع الغيار للمحطات الحرارية.

نقص الإنتاج

وذكر مصدر من شركة توزيع الكهرباء الحكومية في حديث مع (عاين )، أن المحطات الحرارية قلصت إنتاجها بسبب نقص وقود الفيرنس والديزل و لم يعد بالإمكان دفع ملايين الدولارات لشراء الوقود من البواخر على ساحل البحر الأحمر لأن القطاع الحكومي مشلول بسبب الحرب الى جانب توقف ايرادات الذهب التي كانت تغطي هذه الدفعيات من البنك المركزي بالعملة الصعبة “.

بينما يرى الباحث في مجال الطاقة إيهاب علي، أن الهدنة الحالية الموقعة بين الجيش والدعم السريع في 20 مايو الجاري وتستمر لسبعة أيام قد تتيح لفرق الصيانة من شركة الكهرباء بالتوجه الى محطة سوبا وجياد واعادة  الولايات المعزولة الى الشبكة العامة.

وتابع :”أيضا محطة جبل أولياء التحويلية التي تغذي هذه الولايات من الشبكة العامة تخضع لصيانة الأضرار الناتجة عن الحرب لكن الفريق العامل يحتاج الى ضمانات أمنية “.

وأردف: “فرق الصيانة تحتاج الى ضمانات أمنية لاعادة محطة جياد وسوبا جنوب شرق العاصمة الى الخدمة حتى تعود ستة ولايات الى الشبكة العامة “.

فيما ذكر مصدر من وزارة الطاقة تحدث مع (عاين ) مشترطا حجب هويته لعدم التخويل له بالتصريح للصحفيين أن :”وفد حكوميا  يتواجد  مدينة بورتسودان لاستئناف العمل وإدارة قطاع الكهرباء واستيراد الوقود ..إنهم هناك منذ بداية الصراع المسلح لضمان تشغيل الخدمات الأساسية في جميع أنحاء السودان “.