قطوعات الكهرباء تثير سخط السودانيين
٤ فبراير ٢٠٢١
يقاوم السودانيون قطوعات الكهرباء بالسخرية على مواقع التواصل الإجتماعي فالإمداد يستمر 12 ساعة في اليوم في القطاعات السكنية بالعاصمة والولايات.ويعتمد السودان على المحطات الحرارية والمائية لإنتاج حوالي 2.5ألف ميغاواط في أفضل الحالات بينما الحاجة الفعلية لتغطية الاستهلاك في القطاعات السكنية والصناعية والزراعية أكثر من 3.5 ألف ميغاواط وحال توسيع الشبكة لتشمل مناطق جديدة فإن البلاد بحاجة إلى خمسة آلاف ميغاواط بينما تنتج حاليًا أقل من 1.9 ألف ميغاواط.
وقالت روعة ميرغني 36 عامًا من حي شمبات في شمال العاصمة السودانية في مقابلة مع (عاين) “لقد مرت ستة ساعات ليلة الأربعاء بدون كهرباء تعرضنا إلى البعوض وصفوف الانتظار للحصول على الخبز صباحًا”.
ويحذر خبراء في الطاقة من أن السودان على أعتاب أزمة طاحنة في الكهرباء في الصيف القادم ما لم “تحدث تدخلات حكومية جادة” لانتشال قطاع الكهرباء من وضعه الراهن والذي خسر 50% من الإنتاج الكلي خلال عام ونصف بسبب شح الوقود وتوقف المحطات الحرارية وصعوبة توفير قطع الغيار.
وذكر المحلل في اقتصاديات الطاقة محمد عمر عبد الرحمن في مقابلة مع (عاين) أن الوضع في قطاع الكهرباء أشبه بالانحدار نحو الحالة الصفرية لأن الإنتاج الحالي مهدد بالفقدان في أي وقت سواء بحدوث الإطفاء الكامل للشبكة أو فقدان جزء من الإنتاج بالتالي اللجوء إلى البرمجة اليومية التي تعني أن السودانيين يحصلون على الكهرباء 15 يومًا في الشهر.
وتابع قائلًا : “تقدمت وزارة الطاقة في 2020 إلى مجلس الوزراء بخطة تمويل 250مليون دولار لصيانة المحطات الحرارية وتوفير قطع الغيار ودفع المديونية التي تسمح بالتعاقد مع شركات الصيانة من تايلند والصين والهند لكن المبالغ لم تتوفر”.
وكان وزير الطاقة السوداني خيري عبد الرحمن وعد بتوفير 150ميغاواط مطلع فبراير الجاري بعد وصول شحنات الوقود من ميناء بورتسودان لكن الأزمة زادت منذ الثلاثاء عقب خروج محطة كوستي الحرارية جنوبي البلاد وتنتج 500ميغاواط لكنها في العامين الأخيرين انخفضت إلى 50%.
وفور خروج محطة كوستي الحرارية عن الخدمة الثلاثاء الماضي توسعت برمجة القطوعات اليومية لترتفع من ستة ساعات إلى عشرة ساعات و12 ساعة في بعض الأحيان فيما أثرت الأزمة على المخابز في ظل شح الجازولين وارتفاع سعره.
وذكر مصدر من وزارة الطاقة في مقابلة مع (عاين) أن الوضع في قطاع الكهرباء خطير للغاية وقد يقترب السودان من الإظلام التام إذا لم تتدخل الحكومة الانتقالية من أعلى مستوياتها وتوفر رغبة حقيقية للنهوض بالقطاع وفق خطة اسعافية بإدخال المحطات الحرارية المتوقفة وهما محطتي بحري وكوستي وجزء من قري إلى الخدمة.
مشيرًا إلى أن الخطة الإسعافية قد ترفع الإنتاج إلى 2.5ألف ميغاواط وفي الخطة المتوسطة يمكن استيراد ألف ميغاواط من مصر لأن الاستيراد الحالي حوالي 50ميغاواط بسبب ضعف البنية التحتية في الأراضي السودانية.
وتعتزم وزارة الطاقة رفع الإنتاج من التوليد المائي في فصل الصيف لسد العجز المتوقع بحسب ما صرح وزير الطاقة خيري عبد الرحمن نهاية الشهر الماضي أن السودان يحتجز كميات من المياه لاستغلالها في توليد الطاقة في فصل الصيف سيما في شهر رمضان.
ويعتقد المحلل في مجال الطاقة محمد عمر عبد الرحمن أن الاعتماد على حجز المياه في السدود ليس كافيًا لأن السدود المائية لا تتجاوز انتاجها في أفضل الأحوال 1.5ألف ميغاواط/ساعة ومن الأفضل الاعتماد على الخطة الاسعافية في الوقت الراهن لأن الازمة اشتدت هذه الأيام إلى جانب حجب وزارة الطاقة للمعلومات عن وضع الكهرباء لأنها ببساطة لا تعمل وفق خطط بل تديرها شركات غير مهيأة ولم تتعرض إلى التفكيك اللازم ولاتزال تعج بعناصر النظام البائد.
ويرى عمر أن الكهرباء “سلعة سياسية” تؤجج القطوعات الرأي العام بالإضافة الى شح السلع الأساسية والتي هي الأخرى تتأثر بالقطوعات مثل الخبز والمياه والخدمات الصحية. وحينما سألت (عاين) مصدر وزارة الطاقة عن وضع الإمداد الكهربائي خلال الفترة القادمة أجاب “نحتاج إلى معجزة”.