موجات نزوح جديدة وسط تطورات أمنية متسارعة شمال وشرق دارفور
عاين- 8 أبريل 2024
تشهد عدة بلدات غرب مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور حركة نزوح واسعة جراء اعتداءات من مليشيات مسلحة مقربة من الدعم السريع ومناوئة لحركات مسلحة أعلنت انحيازها مؤخرا للجيش، وتشترك في المعارك ضد الدعم السريع.
وتأتي موجات النزوح التي تشهدها المنطقة منذ ثلاثة أيام بعد مهاجمة المليشيات قرى “درما، حلة أحمدو وازباني” غرب المدينة بجانب عدد من البلدات الصغيرة، وأسفرت الهجمات ذات الطابع الاثني عن مقتل نحو (16) مدنياً وإصابة آخرين وفقاً لـ”لجنة طوارئ الولاية”.
وعلى ذات الصعيد شهدت قرى بلدة (لبدو) التابعة لولاية شرق دارفور والمتاخمة لشمال دارفور أمس الأحد، هجوم مسلح هو الثاني من نوعه نفذته مليشيا مسلحة مجهولة أدت إلى مقتل (6) مدنيين وجرح (3) آخرين وفقاً للجنة الطوارئ الصحة بولاية شرق دارفور.
وأكدت لجنة الطوارئ الصحية بمدينة الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور لـ(عاين)، وصول (5) جثامين بجانب إخلاء (4) جرحى إلى مستشفى شعيرية الريفي نتيجة لهجوم مسلح على بلدة في وحدة لبدو الإدارية فيما لم تتأكد دوافع وأسباب الهجوم والجهة المنفذة.
ويقول عضو لجنة طوارئ ولاية شمال دارفور محمد أبكر لـ(عاين): إن “حالة عدم الأمان التي تشهدها محليات شمال دارفور لاسيما ريف غرب وشمال وجنوب شرق مدينة الفاشر، أجبرت المدنيين إلى النزوح إلى داخل المخيمات حول المدينة التي أصبحت مأوى لآلاف النازحين”.
ويضيف عضو لجنة الطوارئ: أن “التطورات الأمنية التي تجري الآن حول ريفي الفاشر هو رد فعل طبيعي وتداعيات لإعلان حركة جيش تحرير السودان جناح مناوي القتال إلى جانب قوات الجيش، لجهة أن قوات الدعم السريع والمليشيات التي تقاتل معها يعتبرون أن مناصرة مناوي ما هي إلا مناصرة للمكونات الاجتماعية التي تتكون منها حركات تحرير السودان”.
وفي الأسبوع الماضي، شهدت بلدة “لبدو” التي تقع جنوب شرق الفاشر أحداث عنف مماثلة أدت إلى مقتل (3) من المدنيين وإصابة (4) آخرين في هجوم نفذه عناصر ينتمون إلى قوات الدعم السريع؛ مما تسبب في نزوح جماعي لأهالي بلدة ونهب ممتلكاتهم.
تصاعدة المواجهات
وتصاعدت في الأيام الأخيرة حدة المواجهات بين الجيش والحركات الموالية له وبين قوات الدعم السريع في شمال دارفور، إذ يحاول الجيش جاهدا استعادة بعض التوازن العسكري الذي فقده في الإقليم، بينما تسعى قوات الدعم السريع التضييق ومنع تقدم الجيش الذي يسعى لعمل مشترك مع قوات الحركات المسلحة.
وتشارك حركة جيش تحرير السودان قيادة مناوي، وقوات من حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم وأخرى من حركة تحرير السودان بقيادة “مصطفى تمبور” في المعارك التي تشهدها ولاية الخرطوم، وفي شرق البلاد على الحدود مع ولاية الجزيرة التي تخضع لقوات الدعم السريع، ويسعى الجيش السوداني لإعادتها.
وبدوره يرى الأستاذ في مركز دراسات السلام التابع لجامعة نيالا، محمد آدم حسن أن تكوين الحركات المسلحة في دارفور يرتكز على الإثنية أكثر من كونها حركات ثورية تمثل التنوع الاجتماعي لسكان الإقليم، وقال وأن “انحياز حركة مناوي للقتال مع الجيش سيكون له عواقب سالبة على الأرض”.
وقال خبير دراسات السلام في مقابلة مع (عاين): إن “دارفور تحتاج إلى تحرك اجتماعي أهلي يدير عملية سلام اجتماعي بعيداً عن التأثيرات السياسية والعسكرية الجارية بغرض تجنب المنطقة ويلات الحروب الأهلية”.