مخاوف ودعوات واسعة لتجنيب (الفاشر) معارك محتملة

عاين- 5 نوفمبر 2023

تتصاعد مخاوف السكان المدنيين في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور في أعقاب نذر مواجهات عسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي دفعت بتعزيزات عسكرية لمهاجمة المدينة.

وكثّفت قوات الدعم السريع من تواجدها في نقاط عديدة شمال وشمال شرق الفاشر العاصمة التاريخية لإقليم دارفور، بعد قصف متبادل خلال الأيام الماضية استخدمت فيه قوات الدعم السريع الطائرات المسيرة لأول مرة.

وتأتي مخاوف المدنيين بعد إعلان قوات الدعم السريع السبت سيطرتها على قيادة الفرقة (15) بمدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، بعد أيام من سيطرتها على حامية نيالا الرئيسية في إقليم دارفور، وحامية زالنجي.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، حذر الخميس، مما سماه “مؤشرات لهجوم وشيك واسع النطاق لقوات الدعم السريع السودانية في عاصمة ولاية شمال دارفور حيث فر الآلاف من المعارك إلى هناك”.

وحذرت منظمات مجتمع مدني ومسؤولون حكوميون من حدوث ما وصفوه بـ “الكارثة الانسانية” بالفاشر حال تحرك قوات الدعم السريع للاستيلاء على قيادة الفرقة (6) مشاة بالمدينة، لجهة أن المدينة تأوي آلاف النازحين فروا إليها من مدن ولايات السودان المختلفة بعد اندلاع القتال في الرابع عشر من أبريل الماضي لاسيما العاصمة الخرطوم ونيالا.

دعوات 

ودعت منظمات المجتمع المدني، وأهالي وأعيان مدينة الفاشر طرفي القتال إلى تحكيم صوت العقل لتجنيب المدينة أي مواجهات قتالية وحثهم على الالتزام بتعهداتهم السابقة مع اللجان المجتمعية، لجهة أن المعارك تترتب عليها أوضاع إنسانية كارثية نسبة وجود قيادة الجيش وسط المدينة وفي منطقة مأهولة بالسكان.

وقال مفوض العون الإنساني بولاية شمال دارفور، عباس يوسف لـ(عاين): إن “المدينة تأوي نحو (250) نازح بجانب آلاف النازحين القدامى يواجهون ظروفاً انسانية بالغة التعقيد وأن أي مواجهات أخرى ستسبب كارثة إنسانية”.

وأشار المسؤول الحكومي، إلى أن ولاية شمال دارفور ظلت تمثل حلقة وصل لتقديم المساعدات الإنسانية الضرورية لولايات دارفور الأخرى.

فيما طالب عضو لجنة الطوارئ الأحياء الجنوبية بمدينة الفاشر علي محمود طاهر، طرفي القتال بضرورة إيجاد طرق بديلة لتجنب المواجهات العسكرية وتعريض حياة المدنيين للخطر والنزوح مجددا. وأشار إلى أن الريف بولاية شمال دارفور أكثر قسوة ولا توجد به الخدمات الضرورية لاستيعاب النازحين.

نازحات في مركز إيواء بمدينة الفاشر- شمال دارفور

ولفت طاهر في مقابلة مع (عاين)، إلى تواصل الجهود المجتمعية بين الأطراف لوقف الصدام المسلح وسط المدينة، وأشار إلى أن أي هجوم مسلح سيخلق أضرارا في الأنفس وتدمير البنى التحتية للمدينة لجهة أن الولاية هي الوحيدة التي ظلت تستقبل المرضى من ولايات دارفور الأخرى.

من جهته أطلق حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، نداءاً عبر حسابه بمنصة (X) لتفادي الحرب في مدينة الفاشر نسبة للاكتظاظ الذي تشهده المدينة سببه النزوح الكبير، من مدن نيالا، وكتم، وطويلة، وكبكابية وآخرين من المدن الأخرى بما في ذلك الجنينة، بجانب إنها “الشريان الوحيد لتغذية كل دارفور”.

وكان والي ولاية شمال دارفور نمر عبدالرحمن الموجود في مدينة جوبا، عاصمة جنوب السودان، قد وجه رسالة صوتية لطرفي القتال، دعاهما فيها لفتح ممرات آمنة للمواطنين، والسماح لهم بمغادرة الأماكن التي يدور فيها القتال بسلام.