مسارح مدينة الفاشر تعود للحياة بعد كسر قيود النظام البائد  

مسارح مدينة الفاشر تعود للحياة بعد انفراج الأمن وكسر قيود النظام البائد

الفاشر  – 19 فبراير2020م

مؤخراً، بدأ سكان مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، في اصطحاب عائلاتهم  لقضاء أوقات مختلفة في الحدائق والساحات العامة للترفيه و ارتياد المسارح والمنتديات بعد أن أحجموا عن ذلك لفترات طويلة ابان اشتداد الحرب في الاقليم وما خلفته من اضطرابات أمنية في معظم مدن ولايات دارفور وعواصمها في الفترة الماضية علاوة على التضييق الذي كان فرضه النظام السابق على الحراك الثقافي.

وعمدت جماعات ثقافية في الفترة الأخيرة بمدينة الفاشر لاقامة منتديات ثقافية وفعاليات لمسرح الشارع والساحات العامة، مؤخرا تحولت هذه الفعاليات لجذب اعداد كبيرة من الجماهير  لطرح هذه المنابر قضايا المواطنين وتقديمها معالجات مسرحية لقضايا الناس. وتحت شعار “الدم بحن للدم” اطلق في المدينة موخراً منتدى المثلث التقافي، وهي مبادرة للسلام والتسامح ونبذ العنف عبر مخاطبات جماهيرية متنوعة تدعو للعودة الى الزمن الجميل وتصافي النفوس. في ذات السياق، وخلال الايام الفائتة انتج مركز نور الثقافي بالمدينة، مسرحية تحمل عنوان(كتكوريه) للسلام وصنعه والتعايش السلمي بين مكونات مجتمع دارفور .

وقالت الروائية ومدير المركز إكرام رابح لـ(عاين)، انه وفي ظل عدم وجود إتجاهات رسمية لإرسال رسائل معرفية والوصول إلى وعي شعبي مع صعوبة كسر حلقة الربط بين المثقف والجمهور في ولاية شمال دارفور قامت مجموعة نور الثقافية بتجسيد مسرحية تحمل اسم (كتكوريه) لعكس الواقع وكيفية الإعتراف بمكامن الخلل من أجل صناعة وبناء سلام أساسه التسامح وحب الغير ونبذ الجهوية والعفو بين مكونات المجتمع علاوة على ترك العادات الضارة .

وأضافت رابح، برغم كثرة المنابر الثقافية بالفاشر الا ان المرحلة تعتبر جديدة وصعبة مع قلة المحتوى المقدم للجمهور وان اغلب المنتديات تهتم بالغناء والحفلات الترفيهية، ومن الضروري أن نلتفت لهذه النقطة ونصحح طريقنا في كيفية الإستفادة من منابرنا لصالح الشارع العام”. ودعت مديرة المركز، لضرورة التأصيل لثقافة السلام والتعايش بصورة واضحة والشارع متاح لجميع الفنانين والشعراء وأهل الدراما والمسرح.

مسارح مدينة الفاشر تعود للحياة بعد انفراج الأمن وكسر قيود النظام البائد

وبرزت عدد من المنتديات الثقافية بمدينة الفاشر منها المثلث وعبدالرحمن الرشيد والمروج والوحدة ودرة الفاشر والتنمية من الواقع الثقافي ومجموعة نور الثقافية وفرقة المجمع الثقافي وفرقة الفاشر الدرامية ومجموعة مسرح الشارع وعدد من المجموعات والمنتديات في ظل غياب رسمي يؤكد عدم إلمام البعض بالمهام الموكل اليهم من الدولة حيث وجد عموم المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي في الفاشر ضالتهم في المنابر الثقافية المفتوحة .

وقال قاسم الفكي، احد مؤسسي منتدى مجموعة التنمية من الواقع الثقافي بالفاشر لـ(عاين) ان الثقافه شريان السلام، وان الاقتتال هي مسالة شاذة وغير طبيعية في حياة الانسان لذلك تنمو وتزدهر الابداعات والمواهب في ظل الأوضاع الديمقراطية وتتراجع وتنحسر الفنون في ظل الانظمة الدكتاتورية القهرية.

وأشار الفكي إلى ان ولايات دارفور ظلت تعيش كإقليم ثقافي واحد متنوع الثقافات بتعدد الإثنيات الموجودة في الاقليم، ونوه الى انه في محاولتنا الخروج اتون الحرب الى مرحلة تهيئة السلام لا يتم صناعته إلا بقبول كل انسان لأخيه الآخر بعاداته وتقاليده ودياناته فالشعر والموسيقى والشعر والدراما هي ادوات صنع السلام الفعاله وتحتاج هذه الادوات لقرارات سيادية واضحة تدعم مؤسساتها بالميزانيات الواضحة وذلك باقامة القوافل الثقافية والمهرجانات والزيارات والمعارض.