الفاشر.. هل يقود الاتفاق الإنساني إلى هُدنة مؤقتة؟
عاين- 23 أبريل 2025
يأمل المدنيون في ولاية شمال دارفور لا سيما مدينة الفاشر في الحصول على اعانات غذائية بعد موافقة الحكومة التي يقودها الجيش السوداني على مقترحات من الأمم المتحدة بدخول إمدادات الغذاء إلى المنطقة التي تشهد أزمة إنسانية على خلفية الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المدينة منذ أشهر.
وتلقى الاثنين 21 أبريل 2025 قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان محادثة هاتفية من مساعد الأمين العام للعمليات الإنسانية بالأمم المتحدة توم فليتشر حول الوضع الإنساني في الفاشر عاصمة شمال دارفور.
وحسب مجلس السيادة الانتقالي تطرق الاتصال الهاتفي بين البرهان ومساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية توم فليتشر، إلى إمكانية نقل الإغاثة إلى الفاشر وشمال دارفور دون عوائق.
الجيش يرحب
وأبلغ مصدر من وزارة الخارجية السودانية (عاين)، أن الحكومة السودانية وافقت على العمليات الإنسانية تحت إشراف الأمم المتحدة لانقاذ قرابة مليوني شخص يعيشون على حافة المجاعة بمدينة الفاشر بسبب حصار قوات الدعم السريع منذ 11 شهرًا.
واتفق قائد الجيش السوداني مع الأمم المتحدة على سرعة إيصال المساعدات الإنسانية إلى الفاشر ومحليات شمال دارفور من خلال إنشاء قواعد لوجستية في محليتي مليط وطويلة لتسهيل المهمة الإنسانية تحت إشراف الأمم المتحدة.
ويقول العامل في المجال الإنساني معاذ حسن لـ(عاين) إن موافقة مجلس السيادة الانتقالي جاء عقب إعلان وزارة الخارجية السودانية مطلع هذا الشهر استعداد الجيش التعاون مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة لفك الحصار عن مدينة الفاشر ونقل المساعدات الإنسانية.
وقف إطلاق النار
ويشير معاذ حسن، إلى أن الأمم المتحدة تسعى إلى تجنب كارثة إنسانية مع وصول ما لا يقل عن نصف مليون شخص في شمال دارفور أغلبهم في مدينة الفاشر إلى مرحلة الجوع في ظل احتدام المعارك العسكرية بين الجيش والقوات المشتركة من جهة ضد قوات حميدتي وفرض قوات الدعم السريع حصارا محكما على المدينة التي يعيش فيها قرابة 1.5 مليون شخص.
وتابع: “ستنطلق العمليات الإنسانية من مدينة مليط الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع وهذا يعني أن قائد هذه القوات محمد حمدان دقلو وافق على هذه العمليات الإنسانية”.
ويضيف معاذ حسن: “لا يمكن نقل المساعدات مع استمرار الاشتباكات ومن المتوقع أن تشهد الفاشر تهدئة مؤقتة للقتال ومتوافق عليها بين الأطراف العسكرية برعاية الأمم المتحدة … هذا لا يعني انحسار المعارك نهائيا ربما يلتزم الطرفان أثناء مواقيت زمنية لدخول الإغاثة بإيقاف المعارك”.
وتعيش مدينة الفاشر التي تحولت إلى ما يشبه منطقة عسكرية بالكامل وضعا إنسانيا حرجا جراء الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع يشتد مع مرور الوقت منذ مايو 2024.
“سيضطرون إلى هدن غير معلنة” بهذا التوقع يشرح مصطفى بشير المحلل الدبلوماسي، التطورات الأخيرة بشأن الاتفاق الإنساني حول نقل المساعدات الإنسانية إلى الفاشر بالإنطلاق من محليتي كتم و طويلة تحت إشراف كامل للأمم المتحدة اعتبارا من مطلع مايو 2025 وفق تقديرات أولية لبدء العمليات.
ويقول مصطفى بشير لـ(عاين) إن الاتفاق الإنساني لنقل الإغاثة إلى الفاشر يعني أن الأمم المتحدة حصلت على ضمانات كافية بوقف إطلاق نار مؤقت بالتواصل المباشر مع قادة الجيش والدعم السريع.
وتابع: “بعض الدول الكبرى مارست ضغوطا على الإمارات لحث الدعم السريع على قبول الاتفاق الإنساني في الفاشر وزادت وتيرة هذه الضغوط منذ اجتياح قوات حميدتي لمخيم زمزم خلال أبريل الجاري”.
وأردف بشير: “الأمم المتحدة تجري حاليا تقييم الوضع الإنساني لنقل المساعدات خلال أسبوعين على أقصى تقدير إلى الفاشر وهذا يعني أن الاشتباكات بما في ذلك العمليات الجوية العسكرية ستتوقف خلال فترة نقل المساعدات”.
ويرجح المحلل الدبلوماسي مصطفى بشير، التزام الجيش السوداني بالهدنة الإنسانية في الفاشر لأنه غير متعجل لحسم المعارك العسكرية هناك وطالما أن العمليات الإنسانية ستحدث انفراجا في أوضاع المواطنين في هذه المدينة المحاصرة سينظر الجيش على العملية بأنها مكسب حقيقي بالنسبة له.
ويكمل بشير قائلا: “الاتفاق الإنساني بخصوص الفاشر يعني بقاء الخارطة العسكرية كما هي دون أي تحرك من أي طرف حتى انتهاء وقت الاتفاق من طرف الأمم المتحدة”.