“مخيم زمزم”.. النازحون يواجهون المجاعة وقصف الطيران

عاين 8 أغسطس 2024

تفاقمت الأوضاع الإنسانية والأمنية في مخيم زمزم بولاية شمال دارفور والذي ظل بمنأى عن المواجهات العسكرية، جراء الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور منذ أبريل الماضي، مع استمرار الهجمات على المدينة الوحيدة في دارفور التي تخضع لسيطرة الجيش وحلفائه من حركات دارفور المسلحة.

وفي الأول من أغسطس الجاري، أُعلن عن تفشي المجاعة في أجزاء من ولاية شمال دارفور السودانية، لا سيما مخيم زمزم للنازحين داخليا، وسيستمر ذلك خلال الشهرين المقبلين، وفقا لتقرير جديد معني بانعدام الأمن الغذائي العالمي.

وذكر تقرير لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن الصراع المتصاعد المستمر منذ 15 شهرا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع “أعاق بشدة وصول المساعدات الإنسانية ودفع بمخيم زمزم النازحين إلى براثن المجاعة”.

وبعد بضعة أيام من إعلان المجاعة بمخيم زمزم للنازحين في ولاية شمال دارفور، تعرض المخيم لقصف طيران الحربي لأول مرة ما أدى إلى إصابة أربعة أطفال، متسبباً في حالة من الرعب والفزع وسط النازحين، وسط نذر انتقال القتال المحتدم في مدينة الفاشر إلى المخيم الذي يأوي نحو (500) الف مدنياً معظمهم من نازحي الحرب في دارفور.

وعزت منظمة أطباء بلا حدود، تفاقم حالة الجوع في مخيم زمزم، نتيجة لاستمرار القتال الذي أدى بدوره إلى صعوبة إيصال المساعدات الإنسانية للمخيم الذي يقع على مقربة من المدينة المحاصرة، وقالت المنظمة التي تعمل على الأرض في دارفور في حسابها على منصة (X) إن قوات الدعم السريع احتجزت شحنات إمدادات طبية حيوية وأطعمة علاجية لمدينة الفاشر، ومخيم زمزم القريب منها.

تحذير

من جهته حذر الناطق الرسمي باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بدارفور آدم رجال، من مغبة استهداف المخيم الذي يعتبر ملاذا آمنا لمئات الآلاف من المدنيين، مضيفاً أن استهداف المخيم بالطيران فاقم من الوضع الإنساني المتدهور؛ بسبب القتال في شمال دارفور.

ووصف رجال في مقابلة مع (عاين) استهداف المخيمات بالطيران الحربي بالمؤشر الخطير في مراحل القتال الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع، لجهة أن المخيم منطقة معزولة عن مدينة الفاشر

ويؤوي مخيم زمزم 15 كيلومتر جنوب شرق الفاشر أكثر من 500 الف نازح معظمهم من ضحايا حرب دارفور 2023، علاوة على آلاف المدنيين الفارين من داخل مدينة الفاشر احتموا بالمخيم، بالإضافة إلى نازحين جدد من ولايات جنوب وشرق دارفور.

وتتهم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين “أكبر جسم مدني يمثل النازحين” قوات الجيش السوداني كونه الطرف الوحيد الذي يمتلك طيران حربياً، وطالبت في بيان مجلس الأمن الدولي والمنظمات الهيئات الدولية والإقليمية بضرورة تفعيل القرار الصادر من المجلس حظر الطيران الحربي في إقليم دارفور، ولعب دور في حماية المدنيين من نيران الأطراف المتصارعة.

ويشير عضو غرفة الطوارئ بولاية شمال دارفور، محمد أبكر، إلى أنه وبالرغم من إعلان المخيم منطقة مجاعة، إلا أن طرفي القتال غضوا الطرف عن حجم المأساة الإنسانية التي يواجهها المدنيون، حيث لا تزال قوات الدعم السريع تواصل عملية حصار المنطقة ومنع وصول المساعدات الإنسانية، ويتظاهرون بتضامنهم مع الجوعى، بينما يتمدد طيران الجيش في توسيع دائرة القصف نحو المخيم، رغم بعده من نطاق القتال.

وأضاف عضو غرفة الطوارئ، أن استهداف تجمعات النازحين يعتبر أمراً متعمداً، وينطوي تحت طائلة جرائم الحرب، ويتطلب التدخل عاجلاً لحمايتهم، مشيراً تفاقم الوضع الإنساني المتدهور.