القصف المدفعي يهدد بتوقف آخر مستشفى يعمل بالفاشر
عاين- 3 أغسطس 2024
على مدى أسبوع من القصف المدفعي المتواصل على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، ومنع وصول الإمداد الطبي للمدينة أصبح الوضع العلاجي في المستشفى السعودي المرفق الطبي الوحيد الذي يعمل بالمدينة مهدداً بالتوقف عن الخدمة.
وتتهم منظمة أطباء بلا حدود، التي تشغل المستشفى العام الوحيد بالمدينة، قوات الدعم السريع باحتجاز شاحنات إمدادات طبية وغذاء طوارئ في كبكابية بولاية شمال دارفور التي كانت في طريقها لإنقاذ الأوضاع الإنسانية المتأزمة.
والخميس، قالت المنظمة، في بيان “إن الدعم السريع احتجزت شاحنات إمدادات تابعة لها في كبكابية خلال الأسابيع الماضية، وذلك من شأنه أن يؤدي إلى توقف المستشفى السعودي في الفاشر قريباً، لجهة أن معدات الجراحة بدأت في النفاد، وتفي لعلاج (100) حالة فقط”. وحذرت من أن الهجمات المتكررة على المرافق الصحية في الفاشر تتسبب في زيادة حصيلة القتلى المرتفعة في المدينة.
ومنذ أسبوع تجدد القصف المدفعي المتبادل بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، بعد هدوء دام أكثر من أسبوع، وذلك منذ اندلاع القتال المميت بين الجيش وحلفائه من الحركات المسلحة وقوات الدعم السريع والمليشيات المساندة لها من جهة أخرى في مايو الماضي.
وبدوره وصف عضو غرفة الطوارئ الصحية في مدينة الفاشر، خالد أبكر محمد، الوضع الصحي في المدينة أنه أصبح خطيراً ومزرياً للغاية، مشيرا إلى أن الهجمات على المنشآت الصحية آخذة في الازدياد.
وقال أبكر لـ(عاين): أن “نحو 90 بالمئة من المرافق الصحية في المدينة لم تعد تعمل، والتي تعمل بأن كفاءة، وذلك بسبب والهجمات على العشوائية على المستشفيات، نقص القوى العاملة الصحية، تكاليف التشغيل ونقص الإمدادات الطبية”.
وبحسب مدير عام وزارة الصحة بالولاية، د. إبراهيم عبدالله، فإن المستشفى التخصصي السعودي ومنذ الاثنين الماضي يتعرض للقصف.
وقال أطباء متطوعون في مدينة الفاشر لـ(عاين): إن “توجيه القصف المدفعي على آخر المستشفيات العاملة في الفاشر سيؤدي إلى إجبار الكوار الطيبة والمدنيين على مغادرة المدينة، مشيرا إلى أن الكوادر الطبية في المستشفى السعودي التخصصي طالبوا بنقلهم إلى موقع آمن، رافضين استقبال حالات جديدة.
وفي يونيو الماضي توقف المستشفى الجنوبي المرجعي لعلاج الجرحى بعد تعرضه لهجمات قوات الدعم السريع، بجانب خروج مركز بابكر نهار للأطفال من الخدمة بسبب غارة جوية.
وتسبب تجدد المواجهات في موجات نزوح جديدة لمئات المدنيين إلى مناطق جبل مرة، نيالا، الضعين وشعيرية، بعد أن عادوا إلى الفاشر في أعقاب توقف العمليات القتالية في المدينة قبل تتجدد المواجهات بصورة أعنف بين الطرفين الأسبوع الماضي.
وذكر خميس أبكر، أحد الفارين بسبب تجدد العنف إلى مخيم “دريج” بمدينة “نيالا” حاضرة ولاية جنوب دارفور أن (199) أسرة وصلوا مخيمات نيالا جراء القصف المدفعي الأخير في الفاشر وهم يعانون أشد المعاناة بسبب الأمطار وانعدام المساعدات الإنسانية.
ويشير خميس في مقابلة مع (عاين) إلى إنهم تفاجئوا بتدوين مدفعي في سوق المواشي الذي ظل بعيداً عن المواجهات العسكرية، ولفت إلى أنه مع عشرة أفراد من عائلته قرروا مغادرة المدينة بعد مقتل ابن عمه وجرح 4 آخرين من أسرته. لافتاً “أنهم تركوا كل شيء، كما تركوه قبل 19 عاماّ في بلدتهم شرق جبل مرة نتيجة لحرب دارفور”.