هدوء حذر في الفاشر وأحصائية جديدة للضحايا
عاين- 16 مايو 2024
عاد الهدوء المشوب بالحذر إلى مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور اليوم الخميس بعد أيام من معارك وصفت بـ “الأعنف” بين الجيش السوداني والقوات المشتركة للحركات المسلحة، ضد الدعم السريع.
وقال المواطن مختار يحيى، من مدينة الفاشر لـ(عاين): “عاد الهدوء صباح اليوم الخميس إلى المدينة، وفُتحت الأسواق كما أن الخطوط الداخلية للمواصلات العامة عادت إلى العمل بجنوب المدينة”.
ومنذ الأسبوع الماضي اشتدت المعارك على نحو غير مسبوق بين أطراف النزاع في المدينة. وقتل نحو 65 شخصا، وأصيب أكثر 385 آخرين خلال خمسة أيام من القتال في مدينة الفاشر بحسب منظمة أطباء بلا حدود التي تدعم المستشفى الجنوبي، المرفق الطبي الوحيد الذي يعمل في المدينة.
وأشارت المنظمةً في بيان أمس الأربعاء، أن أعداد القتلى والمصابين بالمدينة جراء الاشتباكات الأخيرة أكبر بكثير من الأرقام المسجلة، ونوهت بأن أعداداً كبيرة من المصابين لم يستطيعوا الوصول إلى المدينة منذ بدء القتال الشديد في مايو 10 الحالي.
وتركز وجود قوات الدعم السريع في أحياء شرق شمال المدينة فضلا عن عدد من المحليات بالولاية، بينما يسيطر الجيش والقوات المشتركة للحركات المسلحة على أغلب أجزاء الفاشر عاصمة الولاية.
واتهم مواطنون بالمدينة قوات الدعم السريع بقصف عشوائي من خارج المدينة لمناطق مأهولة بالسكان داخل الفاشر.
وقال محمد على، أحد المتطوعين بالفاشر لـ(عاين): إن “قوات الدعم السريع قصفت المدينة بالدانات مساء أمس؛ مما أدى إلى مقتل نحو خمسة نازحين بمدرسة بشارية المكتظة بالنازحين جنوب الفاشر”.
وأشار أن المدرسة تأوي نازحين من ولايات دارفور المختلفة فضلا عن نازحين من أحياء شرق وشمال الفاشر.
بينما قال مواطنون إن قوات الدعم السريع تنشر قناصة في الأحياء الشرقية بالمدينة لمنع المواطنين من العودة إلى المدينة. وذكر حسن يوسف، أحد سكان شرق الفاشر، إن “عدداً من جيرانه حاولوا العودة إلى منازلهم بمناطق في شرق وشمال الفاشر غير أنهم تم استهدافهم بقناصة”.
وأشار في مقابلة مع (عاين) إلى أن القناصة الذين يتبعون للدعم السريع أصابوا اثنين من النساء بالمنطقة.
غارات جوية
وشنّت الطيران الحربي السوداني في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس هجمات على أحياء شرق وشمال المدينة.
وقال شاهد: “الطيران استهدف تجمعات للدعم السريع بالقرب من الميناء البري. ولفت الشاهد الذي تحدثت إليه (عاين) من الفاشر إلى أن غارات الطيران الحربي دمرت مجموعة من المنازل، وأدت إلى مقتل وإصابة عدد من الأشخاص.
اتصالات أمريكية مع الدعم السريع
وكان المبعوث الأمريكي للسودان توم بيرييلو، قال الثلاثاء أنهم أجروا اتصالات مباشرة مع قيادة الدعم السريع وتحذيرها من أن “أي هجوم على الفاشر سيكون له عواقب وخيمة” كما طالبناهم برفع الحصار عن الفاشر”.
وأشار في حديثه خلال لقاء مع منظمات مجتمع مدني سودانية بكمبالا الأوغندية، أنهم تواصلوا أيضا مع “قوات الجيش والقوات المتحالفة معه بعدم القيام بأي خطوات استفزازية للتصعيد في الفاشر “.
وقال بيرلو “نحن نعتبر ما يحدث في الفاشر بأنه تهديد بتوسعة الأزمة الإنسانية لحياة 800 ألف شخص وبالإضافة إلى ما يمثله من تداعيات للإقليم كله.
وأشار إنهم حثوا الأطراف في السودان على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني والسماح بمرور المساعدات الإنسانية في أرجاء البلاد. وقال “اتفقنا مع الجيش والدعم السريع على ضرورة السماح بإيصال الغذاء والدواء في كل أرجاء البلاد حتى في حال عدم التوصل إلى وقف إطلاق النار، لكننا غير راضين عن نتائج الاتفاق، وسنواصل المزيد من الضغط”.
عقوبات جديدة
من جهتها، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أمس الأربعاء فرض عقوبات على قائد الدعم السريع بوسط دارفور، على يعقوب جبريل، والقائد عثمان حامد المشهور بـ(عمليات)، مسؤول العمليات بالدعم السريع، وذلك بسبب الهجوم على الفاشر ودورهم في قيادة العمليات الحربية للدعم السريع.
وأشارت وزارة الخزانة في بيان حول القرار أن هجمات الدعم السريع في شمال دارفور التي بدأت الشهر الماضي أدت إلى مقتل العشرات من بينهم أطفال.
وأوضحت أن تطويق الفاشر عاصمة شمال دارفور والقتال الأخير بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة أدى إلى تعريض حياة ما يقارب المليون شخص سوداني للخطر.
وشملت العقوبات الأمريكية الحظر من السفر، بالإضافة إلى حظر التعامل المصرفي.