جددت جمهورية مصر تاييدها بدعم المرحلة الانتقالية فى السودان والوقوف إلى جانب تطلعات الشعب السوداني وتحقيق أهداف الثورة . ووصل رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، إلى الخرطوم اليوم، السبت، الذي يقوم بأول زيارة له إلى الخرطوم منذ تشكيل الحكومة السودانية الانتقالية في 2019، يرافقه عدد من الوزراء في زيارة ليوم واحد لتعزيز أوجه التعاون بين البلدين
فى المجالات المختلفة ، ويرافق مدبولي وزراء الكهرباء والطاقة المتجددة، والموارد المائية والري، والصحة والسكان والتجارة . اكد الجانبان السوداني والمصري على ضرورة التفاوض حول ملف سد النهضة الإثيوبي وعدم اتخاذ اي اجراءات احادية قبل التوصل إلى اتفاق مرضِ للأطراف الثلاثة وملزم حول ملء وتشغيل السد بما يحفظ حقوق ومصالح الدول الثلاث استناداً على اتفاق إعلان المبادئ الموقع في الخرطوم في العام 2015.
وشدد الجانبان على الإستخدام العادل والمنصف للمياه وعدم إحداث ضرر ومبادئ القانون الدولي للمياه وكذلك اهمية الاتفاق على آلية فاعلة وملزمة لتسوية النزاعات وآلية للتنسيق بين الدول الثلاثة بما يضمن سلامة تشغيل جميع المنشآت والمشاريع المائية التي تتأثر بالسد.
وجدد الوفد المصري حرص مصر وتأييدها لمطلب السودان العادل فى سرعة ازالة اسمه من القائمة الامريكية للدول الراعية للإرهاب وتمكينه من الاندماج الكامل فى الاقتصاد العالمي والاستفادة من دعم مؤسسات التمويل الدولية المختلفة .
وأكد الجانب المصري على دعمه الكامل للتوصل الى اتفاق للسلام فى السودان يجسد المرحلة الجديدة التي يشهدها السودان ويمهد الطريق لاستقرار شامل، واطلع الجانب المصري على الجهود المبذولة فى ملف سلام السودان والتحديات الاقتصادية التي يواجهها ، والوقوف الى جانب السودان لتخطي الوضع الاقتصادي .
والتقي مدبولي رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو، كل على حدة واجرى مباحثات مع نظيره السوداني عبد الله حمدوك .
وجدد الجانبان فى مباحثات بين رئيس الوزراء لسوداني ، عبدالله حمدوك، روئيس الوزراء المصري ، مصطفى مدبولي ،التزامهما بالمفاوضات باعتبارها السبيل الأمثل لتحقيق مصالح شعوب المنطقة كما عبرا عن تطلعهما لنجاح المفاوضات الجارية تحت رعاية الاتحاد الأفريقي .
واتفق الجانبان خلال المباحثات على اهمية المضي قدما فى زيادة قدرة مشروع الربط الكهربائي بين البلدين من 70 ميقا واط وصولا الى 300 ميقاواط ، وتم الاتفاق على الالتزام بالإطار الزمني المحدد من جانب الفنيين للانتهاء من التجهيزات اللازمة للشبكة السودانية والتى يعمل الجانب المصري على توفيرها .
والتزم الجانبان بتعزيز التبادل التجاري ،والاتفاق على وضع خطة عمل لتذليل العقبات التى تعترض انسياب الحركة التجارية سيما المتعلقة بطرق النقل المؤدية الى المنافذ البرية وناقش الجانبان تطوير التعاون فى مجال الاستثمار والفرص المتاحة للشركات المصرية للاستثمار فى عدد من المجالات ذات الاهمية الاستراتيجية بالسودان .
وبحث الجانبان سبل تطوير التعاون فى مجال النقل واتفقا على إعادة هيكلة هيئة وادي النيل للملاحة النهرية ورفع قدرتها التنافسية وتطوير اسطولها وتفعيل اللجنة الفنية الدائمة ، ومشروع ربط السكك الحديدية بين البلدين ما يسهم فى فتح افاق ارحب للتعاون الاقتصادي والتجاري بينهما ، وتطوير التعاون فى مجالات البحرية والاستفادة من موارد البلدين على البحر الأحمر كما ناقش الجانبان تحديث اتفاقية التعاون الخاصة بالنقل البري الموقعة بين البلدين واضافة التعديلات المطلوبة بغرض تحسين الخدمات .
واعلن الجانب المصري استعداده للتنسيق مع الجانب السوداني للمساهمة فى علاج مصابي ثورة ديسمبر واتفق الجانبان على دعم وتعزيز التعاون مجال البحث العلمي والتقني والابتكار بين البلدين ، وتبادل المنح الدراسية على مستوى البكالوريوس والدراسات العليا بحيث يقدم السودان 100 منحة دراسية في جامعاته كما تقدم مصر 200 منحة في جامعة الازهر ، والبدء في برامج للتأهيل الفني والتعليم التقني في البلدين .
وقال رئيس الوزراء السوداني ، عبد الله حمدوك ، فى تصريحات صحفية ، ان زيارة رئيس الوزراء المصري تؤسس لبداية جديدة تقوم على العزم لتفعيل الاتفاقيات والبروتكولات وكل ما تم الاتفاق عليه للبدء فى برامج عملية تؤسس لعلاقة تقوم على المصلحة المشتركة لشعبي البلدين .
من جانبه قال رئيس الوزراء المصري ، مصطفى مدبولي ، انه يحمل رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لقيادات الدولة فى السودان تتعلق بالحرص الشديد على تقديم كل سبل الدعم الممكن للسودان فى هذه الفترة الدقيقة في كل المناحي والقطاعات ، واضاف “تم بحث البدء فى مرحلة جديدة لتفعيل كل الافكار والمشروعات التي نحلم بها ، المرحلة القادمة لا تقتصر على الكلام الجميل والأفكار الجيدة ولكن سيكون التركيز الكبير على تفعيل كل سبل التعاون وتنفيذ المشروعات المشتركة التي تخدم مصالح الشعبين وبالتالي كل الحرص على دعم استقرار وتقدم السودان “.
وأضاف مدبولي، “ستكون هناك زيارات منتظمة على مستوى كبار المسؤولين ، وقدمت الدعوة لرئيس الوزراء السوداني لزيارة مصر فى أقرب فرصة لتفعيل كل سبل التعاون المشترك التي تم التوافق عليها اليوم ” .