تحذيرات من تجاهل الحكومة لأزمة الشرق المتصاعدة
25 سبتمبر 2021
احتشد اليوم السبت الآلاف شرقي السودان لدعم اتفاق الشرق المضمن في اتفاق سلام جوبا، ودعم الحكومة الانتقالية رداً على مطالب المحتجين المناوئين للمسار، بقيادة الزعيم الاهلي البجاوي محمد الامين ترك، الذي يُطالب بحل الحكومة الانتقالية في البلاد، وإلغاء مسار اتفاق سلام شرق السودان بعد إغلاق أنصاره مرافق حيوية في شرق البلاد بينها الميناء الرئيس للبلاد.
وتجمع الآلاف من انصار المجلس الأعلى للإدارة الأهلية بشرق السودان في منطقة “شمبوب” بولاية كسلا لدعم مسار الشرق والحكومة الانتقالية، وأقاموا مؤتمراً أوصى باعتماد الحكم المحلي، بالإضافة لتوصيات أخرى.
ويضم المجلس الأعلى للادارة الأهلية بشرق السودان نحو 17 قبيلة، أبرزهم البني عامر والبشاريين، إضافة إلى رجل الدين المعروف بنفوذه الواسع في الشرق على بيتاي.
وطالب المؤتمر بتأسيس المحكمة الدستورية وإعادة تأسيس الاجهزة العدلية على مستوى الإقليم، للمحافظة على القانون وبسط هيبة الدولة. كما طالبوا بمشاركة أبناء الاقليم الفاعلة في المؤسسات العدلية بشكل يضمن التوازن مع بقية أقاليم السودان.
ودعا المؤتمر في توصياته التي تحصلت (عاين) على نسخة منها، إلى إعادة هيكلة الدولة السودانية، إعتماداً على مبدأ الحكم الذاتي، بإعتبار أن تطور الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لأبناء الإقليم يتيح لهم إدارة أقاليمهم عبر الحكم الذاتي.
وألزم المؤتمر حكومة السودان بنسبة موارد 80%، تُخصص لإقليم شرق السودان، مع مراعاة المناطق المُتأثرة بالحرب طيلة 30 عاماً الماضية.
ونادى المؤتمر بفتح التحقيق القانوني في مذبحة جنوب طوكر 1997 وعدة جرائم أخرى، كما أوصى المؤتمر بتأسيس طريق يربط بين العاصمة الخرطوم وميناء عقيق.
مواصلة الإغلاق
ودخل إغلاق أنصار المناوئين للحكومة الانتقالية لمرافق حيوية في شرق السودان يومه الثامن بما في ذلك ميناء البلاد الرئيس وميناء بشائر لتصدير النفط.
وأعلنت وزارة الطاقة والنفط اليوم السبت، عن توقف العمل بخط انابيب المنتجات البترولية بسبب إغلاق أنصار الزعيم الاهلي “ترك” للموانئ والطرق الرئيسية لشرق السودان.
وناشد وزير الطاقة والنفط، جادين علي عبيد، عبر بيان، تلقته (عاين)، الأهل بشرق السودان للوصول إلى حلول عاجلة لتجنب البلاد الخسائر المالية والفنية الكبيرة والأزمات البترولية. مشيراً إلى أن خط أنابيب وارد المنتجات البترولية توقف عن العمل بصورة كاملة بسبب الإغلاق. وقال وزير الطاقة والنفط إن مخزون البلاد من الواردات النفطية يكفي لـ 10 أيام فقط بسبب توقفت محطات الضخ. موضحاً إستمرار الإنتاج في مصفاة الخرطوم بصورة طبيعية.
وأشار البيان، إلى أن خط أنابيب البترول الذي يُصدر نفط جنوب السودان، لا يزال مُستمراً في مد محطة “أم دباكر” للكهرباء بالخام، كما يستمر في مد مصفاة الخرطوم بالخام بصورة جزئية. وقال البيان، إن توقف الصادر بسبب منع إحدى البواخر من نقل الخام، أدى لتخزينه في المستودعات الرئيسية بميناء بشاير. وبحسب البيان فهذا لن يستمر أكثر من 10 أيام، لإمتلاء المستودعات بالخام بعدها، وبالتالي الخط الناقل، مما يجعله عُرضة للتجمد والتلف.
خسائر فادحة
وأكد وزير النفط، على أن خط انابيب البترول الذي يُعتبر الأول في أفريقيا، بلغت كلفته المالية 1.8 مليار دولار، وإن إيقاف الانتاج في حقول دولة الجنوب، يجعل البلاد تفقد من عائدات النقل السنوية 300 مليون دولار، بالاضافة إلى غرامات تأخير بواخر الشحن، التي تفوق الـ 25 مليون دولار في اليوم.
من جهته، قال المواطن بمدينة بورتسودان، حسن الطيب لـ (عاين) إن قطع الطريق الرئيسي الرابط بين بورتسودان والخرطوم العاصمة، أدى لخسائر مالية بالغة في ميناء بورتسودان، كما أدى لإرتفاع أسعار الخضروات التي تصلهم من الخرطوم العاصمة و كسلا ونهر النيل. وأشار إلى أن الميناء الجنوبي الذي يحتشد المحتجون بالقرب منه يحتوي على “تناكر” مليئة بالوقود والغاز مما يقود للخشية من نشوب حريق.
حشد كسلا
وبالعودة للحشد الجديد الذي إنتظم مدينة كسلا اليوم، وصف القيادي بالحرية والتغيير، جعفر خضر الحشد بالكبير، مشيراً إلى أن المحتشدين يعتبرون من مؤيدي مسار الشرق.
وقال خضر في حديث مع (عاين) إن الواقع الراهن بشرق البلاد يشهد إستقطاباً حاداً، مشيراً إلى أن مجموعة الزعيم الأهلي “ترك” درجت على تقديم خطاب عنصري، يستهدف مكونات قبلية أخرى بالشرق، مثل المُطالبة بمراجعة الرقم الوطني بهدف إلغاء الجنسية السودانية عن بعض المجموعات القبلية بالشرق باعتبارها ليست سودانية.
وحذر خضر، من مغبة الإهمال الحكومي للأزمة الناشبة في الشرق، مشيراً إلى أن إتفاق سلام جوبا، عمل على تعديل الوثيقة الدستورية، مؤكداً وجود إمكانية لفتح الوثيقة من جديد لتعديل الاتفاق لإحداث التوازن اللازم. داعياً لضرورة تدخل العمل السياسي كبديل للحراك القبلي الذي انتظم الشرق خلال الفترات الماضية.
وأوضح خضر إن الحكومة لم تتمكن من إيجاد آلية مناسبة حتى الآن لمعالجة أزمة الشرق المتصاعدة، مشيراً إلى وجود إتهامات مُوجهة للمكون العسكري في الحكومة الانتقالية بدعم الزعيم الأهلي، محمد الأمين ترك، من أجل تأجيج الصراع.
وانتقد خضر الأساليب التي انتهجتها المجموعة التابعة للزعيم الأهلي “ترك” ممثلة في قطع الطريق الرئيسي الرابط بين الخرطوم العاصمة وبورتسودان وقطع الإمداد، مشيراً إلى أن هذا النهج سيؤدي لوقوع أحداث عنف بإقليم الشرق.