الصراع القبلي في شرق السودان  حلولا مؤقتة 

الصراع القبلي في شرق السودان حلولا مؤقتة

تقرير: عاين 26 سبتمبر 2019م

لم يقتصر الصراع القبلي الذي بدأ بين قبيلتي النوبة والبني عامر في شرق السودان علي اقليم واحد إذ تمدد من ولاية القضارف وحتى البحر الاحمر مرورا بمناطق أخري. وتشير أصابع اتهام العديد من أبناء الولاية وشهود العيان لاسيما من أبناء القبيلتين إلى عناصر الدولة البائدة في تأجيج نار تلك الصراعات من أجل تعطيل قطار الثورة، فيما حذر الكثيرون بان الحلول التي حاول فرضها عضو مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع علي القيادات القبلية في البحر الأحمر خلال الشهر الماضي، وفرضه عليهم التوقيع على عملية الصلح، تعد مجرد مصالحة قبلية لم تخاطب جذور الأزمة التي ربما تنشب من جديد.

ويري الكثيرون ان الحلول المؤقتة التي فرضت ستساعد في إعادة إنتاج الصراع وتفتح الفرصة لعناصر “الدولة العميقة” للعبث والتلاعب علي التناقضات الاجتماعية الموجودة أصلا في شرق السودان. 

 

محاكمات 

طالبت أسر المعتقلين المحتجزين بسبب النزاع بين قبيلتي النوبة والبني عامر في بورتسودان بالإفراج عنهم. وكانت السلطات حاكمت العشرات  من منطقتي دار النعيم و وفيليب بموجب قانون الطوارئ، وتم نقل 50 منهم الى سجن الفاشر. وترى أسر المحتجزين أنه لا مبرر للاحتفاظ بذويهم  بعد أن وقع الطرفان على مصالحة. وكان المجلس السيادي قد أخضع الاطراف الى صلح بمراجعة اتفاق التقارير المتعلقة بالتعويضات ودفع ديات القتلى وجبر الضرر عبر لجنة تحقيق  لتقصي الحقائق تم وقف نزيف الدماء ووضع حد لزهق الأرواح بين مجموعتي النوبة والبني عامر في شرق السودان لاسيما في مدينة بورتسودان. تم ذلك بإشراف المجلس السيادي الذي حضر توقيع اتفاق الصلح بين الطرفين.  رغم ذلك يرى بعض أبناء المنطقة بأن الطريقة التي تم بها التوقيع على اتفاق الصلح لم تناقش الجذور الاساسية للمشكلة وهي ان هناك جهات عملت بشكل دؤوب لتأجيج الصراع وبث الكراهية بين المواطنين.

 وقال عضو لجنة حكماء  البحر الأحمر الشيخ الضي موسى  أن السبب الرئيسي في تفاقم المشكلة هو تهاون السلطات الرسمية  متمثلة في القوات المسلحة التي انحاز بعض منها الى بني جلدته موضحاً في تصريحات صحفية حديثه ” نحن لجنة حكماء ما لقينا فرصة للتدخل المباشر” أغلقت الحكومة الأبواب بينا والمواطن العادي. متهما جهات لم يسمها بالتدخل لتأجيج الصراع.  وما يعزز قول الشيخ الضي هو القرار الذي كانت اتخذته السلطات باقالة والي البحر الأحمر، فرض حالة الطوارىء مع إيفاد قوات الدعم السريع للتدخل المباشر. بعد أن خرقت الهدنة التي أشرف عليها عضويين من مجلس السيادة وبعض قادة قوى الحرية والتغيير. واتخذ والي البحر الاحمر قرار بمصادرة كافة الأسلحة حفظ النسيج الاجتماعي 

الصراع القبلي في شرق السودان حلولا مؤقتة

ضحايا الاقتتال

صراع شب كما الهشيم  اودى بحياة العشرات وأصيب فيها المئات جراء استخدام كافة أدوات القتال من سلاح ابيض- حريق إطلاق رصاص حي حصد ارواح الناس من الطرفين وقالت لجنة اطباء السودان المركزية : إن عدد القتلى  كان يتزايد يوم بعد يوم. موضحة ان انها كانت تحصر فقط الحالات التي وصلتها بمستشفيات الحوادث أبرزها مستشفى عثمان دقنة وقال عضو لجنة الأطباء المركزية الطبيب معاذ ميرغني: لجنة الاطباء  تحركت منذ بداية الأحداث في 22 اغسطس الى 24 أغسطس المنصرم واستقبلت خلال هذه الأيام 86 اصابة وبلغت الوفيات 34 حالة. زاد “الاصابات كانت عبارة عن حريق او طلق ناري هناك 8 بالحريق حالات حريق  12 طلق ناري – 18 سلاح أبيض. العدد الكلي للإصابات الحريق 12 حالة- طلق ناري 26 حالة إصابات بالسلاح الأبيض 172 حالة العدد الكلي للإصابات 210 العدد الكلي للوفيات كان 38 حالة”. من جهته وصف لأسقف كودي  ما جرى المؤسف متهماً جهات لم يسمها بالفرح حال غياب السلام وهي الجهات التي تقف خلف أجندة الصراع،  موضحاً أن الكنيسية ستقوم بدورها في السلام كرسالة جوهرية للكنيسة

الصراع القبلي في شرق السودان حلولا مؤقتة

 

جذور الأزمة   

لم يكن صراع البحر الأحمر  القبلي هو الأول بشرق السودان  حيث كانت الشرارة الأولى للصراع القبلي بولاية القضارف التي دار فيها اقتتال بين النوبة والبني عامر لاسباب بسيطة تم تأجيلها الى اقتتال قبلي بتدخل مباشر من القوات المسلحة التي كانت مكلفة بالحكم هناك وكشف احمد محمد ادريس من ابناء القضارف ويتبع لمجموعة البني عامر النقاب عن جذور الصراع بالقضارف وقال لـ(عاين) ” أسباب المشكلة في القضارف نقاش بين بائع موية وواحدة من الخالات في السوق، سالتو الجوز بكم قام اتناقش معها و طعنها بسكين وقعت ميتة”. ويمضى ادريس ساردا بالقول  “جو أقرباء الخالة المطعونة وكتلو الراجل لحدي هنا المشكلة انتهت”.

بعد ثلاثة أيام مباشرة ظهرت مجموعات مجهولة وهم  ليس من ابناء الحي أشعلت الصراع  قامت ذات المجموعة بتوزيع سلاح ناري “قالت ليهم مافي حكومة هاكم تقدرو تدافعو عن انفسكم”  فضلاً عن ان هناك جهات مجهولة أطلقت النار على المواطنين في ظل صمت حكومة الولاية التي لم تحرك ساكنا إلا بعد تدخل قوات الدعم السريع. ومضى في ذات الاتجاه استاذ اللغة الانجليزية ساندي الذي اكد لـ(عاين) تدخل جهات اخرى لم يعلمها في الصراع؛  موضحاً ان انهم كانوا قد نظموا مبادرة من شباب المجموعتين وهناك من تعرض منهم لإصابات بعد أن تأزم الموقف، معلناً عن أنهم في المنطقة ظلوا متعايشين لفترات طويلة دون أي صراع مناشداً اصحاب الاغراض الدنيئة بالابتعاد عن استخدام المواطنين في أجندتهم الخاصة.