تصيب أهدافها.. الطائرات المسيرة تصعيد جديد في حرب السودان
عاين- 26 أبريل 2025
أهداف مدنية وعسكرية أصبحت في مرمى نيران طائرات مسيرة يتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بإطلاقها، مما وضع الحرب التي دخلت عامها الثالث أمام تحولات جديدة بشأن ميادين المعارك لتكون في الأجواء.
وآخر هجمات الطائرات المسيرة كان خلال ساعات متأخرة من ليل الجمعة على قاعدة وادي سيدنا، وهي أكبر قاعدة عسكرية جوية للجيش في السودان.
وقال مواطن يسكن بالقرب من قاعدة وادي سيدنا الواقعة شمال مدينة أم درمان لـ(عاين): إنه “سمع أصوات انفجارات شديدة ليل أمس الجمعة، وبعدها شاهد لهيب النيران يتصاعد باتجاه القاعدة العسكرية التابعة للجيش السوداني”. لافتاً إلى أنه وجيرانه في الحي السكني أصيبوا بخوف شديد جراء الحادثة التي كانت بالقرب منهم.
وذكر مصدر عسكري لـ(عاين) أن الطائرات المسيرة ضربت قاعدة وادي سيدنا الجوية ومباني في الكلية الحربية المجاورة، ومعسكر جبل سركاب للتدريب العسكري في شمال أم درمان. ولم يصدر الجيش السوداني أي تعليق بشأن الحادثة حتى اللحظة، فيما لم تعلن قوات الدعم السريع بعد مسؤوليتها عن هذه العملية العسكرية.
وتفيد تقارير دولية متواترة بامتلاك قوات الدعم السريع لمسيرات حديثة.
الاستهداف الأكبر
وهذا هو الاستهداف الثاني الأكبر من نوعه على قاعدة وادي سيدنا الجوية، إذ أعلنت في يوم 23 نوفمبر، قوات الدعم السريع في السودان، الاثنين، أن عناصرها نفذت “عملية نوعية استهدفت قاعدة وادي سيدنا في أم درمان”.
وذكرت قوات الدعم السريع، في بيان وقتها أن العملية أدت إلى “تدمير طائرة حربية طراز C130 للذخيرة وعدد من الآليات والمعدات والمركبات”.
مؤخرًا، تصاعدت الهجمات بالطائرات المسيرة على عدة مواقع ومنشآت بمناطق سيطرة الجيش في ولايتي نهر النيل والشمالية، شمالي السودان، ويوم أمس الجمعة قصف مسيرات محطة توليد كهربائي ومركز إيواء نازحين في مدينتي عطبرة والدامر؛ مما أدى إلى مقتل 11 مواطناً، وأصيب 23 آخرين، وانقطاع التيار الكهربائي.
وأعلنت شركة كهرباء السودان في بيان صحفي تعرض محطة عطبرة التحويلية في ولاية نهر النيل شمالي البلاد، وهو الاستهداف الرابع، ما تسبب في قطع الإمداد الكهربائي عن ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر”.
وفي مطلع أبريل الجاري، استهدفت طائرات مسيرة محطة دنقلا الكهربائية، وسد مروي لتوليد الكهرباء لأكثر من مرة، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي، وتسبب في معاناة للمواطنين.
نوعان من المسيرات
وتأتي الهجمات بالطائرات المسيرة بعد تقدم الجيش السوداني في العاصمة الخرطوم، واستعادته السيطرة على ولايتي الجزيرة وسنار وسط البلاد.
وقال الخبير العسكري اللواء معاش، أمين مجذوب إسماعيل لـ(عاين): إن “لجوء قوات الدعم السريع إلى الهجوم بالطائرات المسيرة، يأتي كنتيجة لخسارتها 80 بالمئة من قواتها على الأرض، وهي تسعى إلى تعويض خسارتها وإثبات وجودها”.
وذكر الخبير العسكري، أن الدعم السريع يستخدم في هذه الهجمات ما يعرف بالمسيرات الاستراتيجية، التي تقطع مسافة تصل 3 آلاف كيلومتر تقصف؛ ومن ثم تعود سالمة، وهي متوفرة في الأسواق، لكنها غالية الثمن، مما يؤكد وجود جهات خارجية تدعم قوات الدعم السريع التي قطعاً لا تملك هذه الإمكانيات.
وأشار مجذوب إلى أن إصابة هذه المسيرات لقواعد عسكرية مثل وادي سيدنا سيؤثر في سير المعارك، والمشكلة تكمن في تنوع أهداف هذه الطائرات المسيرة وتعدد الأماكن المستهدفة.
وتابع الخبير العسكري: “الدعم السريع تستخدم أيضا نوعاً آخر وهو المسيرات الانتحارية، وهي تقصف مواقع قريبة من 30 – 100 كيلومتر”.
وامتنع مسؤول في قوات الدعم السريع عن التعليق على حوادث القصف بالطائرات المسيرة عندما تواصل معه مراسل (عاين).