سلطات عطبرة تطرد نازحين وتخيرهم بالعودة إلى أم درمان أو التشرد
عاين- 29 أبريل 2024
أخلت قوة من الأمن والشرطة اليوم الاثنين، نازحين من مدرستين بمدينة عطبرة في ولاية نهر النيل تؤوي العشرات من نازحي الحرب في العاصمة الخرطوم.
وداهمت القوة بأمر من المحلية بمرافقة وفد من وزارة التربية مدرسة الحميراء بنات بحي الحصايا بعطبرة دون سابق إنذار، وطردت النازحين المقيمين والذين أحتموا بظل شجرة جوار المدرسة من الشمس بعد إخراج القوة الأمنية حاجياتهم وإغلاق المدرسة وتكسير الخيام.
وروى نازحون مقيمون في المدرسة لـ(عاين)، إن القوة الأمنية حضرت صباح اليوم دون سابق إنذار، وطالبتهم بالخروج بشكل عدائي ودون تفاهم في وقت هددت باعتقال كل من يرفض تنفيذ القرار، أو يعارض القائمين على الإخلاء.
وتضررت من قرار إخلاء مدرستي (الحميراء بنات، وبدر الكبرى بنين) بحي الحصايا اليوم عدد 27 أسرة، ووافقت أسرة واحدة فقط على قرار الترحيل للقرية ستة بالدامر، فيما لجأت أسرة أخرى لخيار السكن مع أقاربهم، بينما يجلس البقية أمام المدرستين إلى اللحظة.
قرارات اخلاء المدارس
وكان النازحون بالمدارس قد تلقوا خطابات بإخلاء المدارس بداية شهر رمضان، لكنها لم تكن رسمية، فيما يعتبر الإخلاء هو الثاني من نوعه، إذ طردت قوة أمنية نازحين من مدرسة الشروق جنوبي المدينة وسط تعتيم إعلامي ودون سابق إنذار.
ويوجد في مدينة عطبرة 95 مركزاً لإيواء النازحين موزعة بين الأحياء المختلفة، بـ 52 جمعية-زاوية-و4 أندية رياضية و39 مدرسة فيما يبلغ عدد النازحين في المدينة أكثر من 15 ألف شخص.
وفي نوفمبر الماضي حاولت حكومة الولاية إجبار النازحين على إخلاء المدارس بالقوة لبدء العام الدراسي، لكن رفض النازحين اضطرها إلى تقسيم ساعات الدراسة وتوزيع المدارس بين الطلاب والنازحين، فيما تحاول الحكومة تنفيذ القرار هذه المرة منذ بداية الفترة الدراسية الثانية قبل أسبوعين.
عودة اجبارية لأم درمان
وقالت النازحة ندى عامر لـ(عاين) إن وفداً من وزارة التربية والتعليم والمحلية حضر إلى المدرسة صباح اليوم، وأخبرهم بأن عربات الشرطة والأمن ستأتي للمساعدة على إخلاء المدرسة، وطالبهم بإخلاء المدرسة قبل حضور القوة.
وتابعت: “بعدها حضر عدد أكبر من عساكر الشرطة المدججين بالسلاح الأبيض والناري، وهدموا الخيام الصغيرة التي شيدها النازحون بالداخل”.
وأشارت إلى أن القوة أحضرت عربة وتخيير النازحين بنقلهم إما لمنطقة أم درمان بالخرطوم أو القرية ستة بالدامر”.
وتشير ندى، إلى أنها رفضت الترحيل بسبب أن الخطوة ستعيق متابعة أبنائها لدراستهم. وقالت:”ليس هنالك مكان نذهب إليه بعد إجلائنا من المدرسة” .
وكشفت عن اعتقال فردين من مدرسة الحميراء؛ بسبب اعتراضهم على الخطوة موضحة أنه لم يُفْرَج عنهم إلا بعد حوالي أربع ساعات.
ونوهت ندى، إلى أنها وجّهت سؤالاً للقائمين على الإخلاء عن سبب الإجراء المفاجئ، وتم الرد عليها بأن المدرسة شهدت حالة تحرش جنسي وسط استنكار الأخيرة التي، وضحت أن المدرسة لم تشهد أي حادثة مماثلة، وأن المقيمين بها أصبحوا كالأقارب، وتجمعهم علاقات قوية ببعضهم.
وتقول النازحة هالة عبد الله لـ(عاين) أن تهجم فرداً من المحلية على خيمتها الصغيرة داخل المدرسة دفعها للتوجه لنيابة عطبرة، ومنها لقسم شرطة الحصايا وفتح بلاغ؛ بسبب الطريقة التي اقتحم بها خصوصيتهم، لكنها تضيف بأنهم رغم تجاوبهم معها، لكن الضابط الإداري الذي سجلت الشكوى ضده اختفى بعدها.
اعتقال تعسفي
في السياق النازحة تقول عواطف مرحوم لـ(عاين): أنها “لا تدري إلى أين تتوجه برفقة أطفالها”، وتتابع: ” أصبحنا تحت الشمس وبدون ماء ولا طعام” وتطالب بإعادة النظر في حالتهم.
وتوضح أنها لا تعرف أقارب ولا أشخاص خارج أم درمان، فيما ترفض الخيارات المطروحة لها كبدائل خارج عطبرة مشيرة إلى أن ترحيلها لن يتسبب في تهجيرها فقط، لكنها ستفقد عملها أيضاً في تلك المنطقة النائية- تقصد القرية 6-.
النازح عوض بخيت، وبعد اعتقاله لأربع ساعات بالقسم الأوسط عطبرة والإفراج عنه لاحقاً يقول لـ(عاين) أن الاحتجاز تم على خلفية رفضه الانصياع للقرار واعتراضه بجمل مثل “لماذا لم تخطرونا قبل فترة، ماذا قدمتم لنا في السنة الماضية، وكيف يستطيع أهل الخير الذين كانوا يمدوننا بالغذاء في عطبرة الوصول إلينا في ما وصفه بـ”خلاء ” القرية 6″.
ويحكي بخيت، عن أخذه في عربة تتبع للشرطة ونقله للقسم والتحفظ عليه لأربع ساعات دون تحقيق أو تحر، ويتابع: “اعتبر خطوة اعتقالي إشانة سمعة بحقي لأني لم أقدم على أي عمل يدعو لاحتجازي في يوم ما ولا حتى اليوم”.
واعتبر بخيت الذي انضم إلى البقية تحت ظل شجرة بالقرب من المدرسة أن القرار بمثابة تهجير لهم، وواصل: المدرسة كانت مكاناً آمناً لنا، وأتيت لها بحثاً عن الأمان، لكننا أصبحنا مشردين مجدداً دون أكل وشراب ومسكن.