“عاين” تلتقي ضحايا وشهود عيان مجزرة “شنقل طوباي” 

تقرير: عاين 30أغسطس 2019م

مثلت حوادث استمرار القتال بين من يعتقد بأنهم مجموعات من المزارعين والرعاة المدعومين من قبل المليشيات الحكومية في اقليم دارفور حالة من الإحباط بالنسبة للكثير من سكان الإقليم لا سيما بعد ان ارتفع سقف الطموحات لامكانية تحقيق سلام عادل ومحاسبة شفافة وتنمية شاملة. شبكة ((عاين)) استطاعت الالتقاء بذوي الضحايا الذين لقوا حتفهم في مجزرة شنقل طوباي، كما أجرت مقابلات مع عدد من شهود العيان لعمليات القتل التي وقعت امام النازحين. ويوجه النازحون أصابع الاتهام للمليشيات الحكومية واتباعها بالتورط في عمليات القتل والاغتصاب وترويع المدنيين واحتلال الأراضي الزراعية من قبل مجموعات من الرعاة المدعومين من المليشيات الحكومية التي ترتدي زي الدعم السريع. 

الأمن 

يعاني مواطن معسكر نيفاشا شنقل طوباي بولاية شمال دارفور من عدم توفر الأمن، وانتشار المجموعات الرعوية المسلحة التي تعتدي عليهم بشكل ممنهج، وتدخل مواشيها في مزارعهم بالقوة، ورغم وعود الولاية المتكررة بتوفير الأمن وحفظه، إلا ان الحوادث في حالة ازدياد مستمر، وأبدت قوات اليوناميد لحفظ السلام بدارفور قلقها من تكرار الصدامات بين المزارعين والرعاة بالاخص في موسم الخريف، في بيان لها، أكدت البعثة عدم وجود أي مؤشرات للتخفيف من حدة الاحتكاكات، كما أنها رصدت 37 حادثة وقعت في شهر يوليو الماضي، وبتاريخ 11 أغسطس قتل رعاة 3 من النازحين بمعسكر نيفاشا شنقل طوباي. 

وحثت البعثة النازحين على الإبلاغ على الحادثة لدى سلطات الولاية. بينما اكد والي شمال دارفور اللواء الركن مالك الطيب خوجلي، أن السلطات احتوت الأحداث التي وقعت بين الرعاة والمزارعين بمنطقة شنقل طوباي، وحكومته اتخذت كل الإجراءات والتدابير لمنع وقوعها مرة أخرى، مطالبا اجهزته الامنية ان تتعامل مع كل بلاغات الاعتداء والجرائم التي تحدث ان تتعامل معها بصورة حاسمة، والعمل على بسط هيبة الدولة.  ذلك فيما أدانت احزاب معارضة وحركات مسلحة  الاحداث بينها حزب الامة القومي المعارض وحركة العدل والمساواة واتهمت حكومة ولاية شمال دارفور بالتقصير في حماية المواطنين. 

"عاين" تلتقي ضحايا وشهود عيان مجزرة "شنقل طوباي"
الحاجة ادم عمر شقيقة أحد القتلى تسرد قصة معاناتهم مع المجموعات الحكومية المسلحة بدارفور ’’ ده بيحصل كل مرة، المليشات بقوموا بضرب الناس وبجلدوهم، ونتتعرض للاغتصاب، لو مشينا نجيب حطب

قصص قتل وأدلة

يقول عمر ادم عمر، اخ احد القتلى في شنقل طوباي ل (عاين) ’’ انا اخوي مشي المزرعة، المسا متحرك جاي البيت، لاقوهم العدو في الطريق وكتلوهم،. ويضيف المرحوم ، ترك خلفوا تلاتة ابناء وأرملة، يحتاجوا التعليم والاعاشة، انا اطالب الحكومة ان تقوم بالمساعدة. بينما تقول شرع النور موسى في حديثها ل (عاين)’’ أنا اول زولة مشيت مكان الحادث، لقيتهم ميتين، والحرامية كتلوهم بسلاح كلاشنكوف وجيم ثري، لابسين كاكي وعندهم كدمول، راكبين جمال اربعة، الناس بلغوا الحكومة، ما قدرت تجي في نفس اليوم، جو متأخرين شديد، مشوا طوالي لفريق العرب، ماعارفين اتكلموا في شنو، لمن دايرين يمسكوا الحرامية، العرب هددوا ناس الحكومة عشان ما يعتقلوهم، قالوا امشوا استروا الميتين ‘‘.

لم يكن مصير علي نور أفضل من غيره من الضحايا اذ خرج للعمل صباحا ولم تجده اسرته الا قتيلا نهاية النهار، كما تقول زوجته عائشة اسحاق ادم. وتؤكد أرملة النور في حديثها ل (عاين) ان زوجها ذهب لعمله ولم يروه الا قتيلا. “هو مزارع ذهب للعمل لإعالة الأسرة، لقوهم في الشارع وقتلوهم، الناس كلمونا بموتو، قمنا مشينا محل الحادث لقينا المجرمين فاتوا، دخلوا في فريق العرب، ناس الامن قالوا للمواطنين يرجعوا، قالوا بجيبوا الحرامية، ناس الدعم السريع هم من كتلوا، كانوا راكبين جمال، والعرب بدخلوا جمالهم في المزارع بالقوة، ولو دايرين نطلعهم بطردونا، يغتصبوا النساء والرجال بكتلوهم، وبرضو بجلدو، نحنا دايرين أمن، والزول البعيل الأسرة كتلوهو، والجمال قاعدين في زراعتنا، بدون آمن ما نقدر نمشي الزراعة، قوات الدعم السريع ترتكب اغتصاب وجلد وقتل للناس، وفي بنات اغتصبوهم ناس الدعم السريع‘‘. 

الحاجة ادم عمر شقيقة أحد القتلى تسرد قصة معاناتهم مع المجموعات الحكومية المسلحة بدارفور ’’ ده بيحصل كل مرة، المليشات بقوموا بضرب الناس وبجلدوهم، وتتعرض للاغتصاب، لو مشينا نجيب حطب، وحاجات كتيرة ما بتتحسب، وتتفق مع البقية ان الاغتصابات بتكرر، العرب راكبين جمال ولابسين الكاكي، بقولوا لينا عبيد، انتو تزرعو القش والجمال تاكل، والحاجات اللي بتحصل ما شوية، والزرع البنزرعو باكلوهو.و تحكي الحاجة عن الحادث في حديثها ل (عاين) “الصباح مشوا الزراعة، مقيلين في زراعتهم، والمساء ورونا، لقوهم ناس ضربوهم، ومشينا لقيناهم ميتين، اخوي فضيل مات، ترك زوجتين خلفو‘‘.

"عاين" تلتقي ضحايا وشهود عيان مجزرة "شنقل طوباي"

 

جرائم واغتصاب 

تقول إحدى القيادات النسوية بمعسكر شنقل طوباي’’ الامن غير مستتب في المعسكر، النازحين واوضاعهم تتدهور في المعسكرات  يوما بعد يوم. وتضيف “الناس البضربوا الناس مليشيا لابسين لبس الدعم السريع، هم البغتصبوا البنات، قائدهم بديهم التعليمات، عشان، دي الحاجات اللي تقابلنا داخل المعسكرات، سكان معسكر شنقل طوباي، يريدون نزع السلاح من المليشيات، عشان ما يكتلو المساكين، والأبرياء في زراعتهم، الحكومة نزعت السلاح من المواطن، لا تريد نزع السلاح من الزول المجرم، نتمني  ان يلقوا القبض عليهم، ونطالب بالأمن في المعسكر” 

حالة الاغتصاب بتحدث عادة لمن النساء بمشوا يجمعوا الحطب، ولما نمشي نفتح بلاغا لدى الشرطة ما تستجيب، وفي مرة حدث صدام بين مجموعتين، في اولاد اتجرحوا، ومشينا قسم الشرطة ما في اي عسكري، دايرين نفتح البلاغ، لان المليشيات ضربوا الشباب، قاموا رفعوا جرحي العرب، وجرحي معسكر النازحين ما رفعوهم، نتمنى أن يأتي الامن، عشان الناس يكونوا مرتاحين، انا هددوني كم مرة، عشان اتكلمت عن وضع المرأة في اليوناميد، الضابط قال، البتكلم يتحمل مسؤوليتو، قلت لنساء اليوناميد انا خايفة، لكن بعد ده، في حرية اتكلم في كل مكان، وتكرر، نتمني ان يجي الأمن‘‘. 

تشكو روضة اسماعيل محمد من استمرار حالات الاغتصاب حول المعسكر، لا سيما بالنسبة للفتيات اللائي يذهبن للعمل في الزارعة أو الاحتطاب. وتقول ل (عاين) إن زرعهم خارج معسكر شنقل طوباي، يتعرض لاعتداءات الابالة، وحتى الفتيات عندما يذهبن، يغتصبن”. وتمضي للقول ” جمع الحطب والقش يساعد النازحين في المعيشة، في السابق كانت منظمات الاغاثة، الآن لا توجد كروت للاغاثة، عندما نرسل البنات للاحتطاب يغتصبوهم، هذه المشاكل تكرر في فصل الصيف والخريف، والنازحين يعاملوا بإهانة شديدة، وكذلك نبلغ الشرطة دون أن نجد مساعدة منهم. وتكرر روضة شكواها بعدم استجابة الحكومة وكذلك بعثة الأمم المتحدة لشكواهم المتكررة من اعتداءات المليشيات المسلحة. 

صراعات قبلية

"عاين" تلتقي ضحايا وشهود عيان مجزرة "شنقل طوباي"

يدين احد شباب معسكر ابو شوك، عبدالحفيظ الغالي ابراهيم، احداث معسكر شنقل طوباي، التي راح ضحيتها أبرياء، ويعتقد أنهم في المعسكرات ضحايا هذه الحرب، يقول ل(عاين) مستنكر تكرار مثل هذه الجرائم ا، اذ ما يزال مواطنين يواجهون الموت والاغتصاب رغم الاتفاقية التي وقعت بين المجلس العسكري وقوي الحرية والتغيير التي تنص علي السلام الشامل في السودان، موجها أصابع الاتهام إلى مجموعات يعتقد انها تنتمي لبعض القبائل العربية قامت بهذه الجريمة. قبل ان يضيف “النازحين في معسكر ابو شوك، يواجهون مثل هذه الانتهاكات بصورة متكررة.  

محمد عبدالرحيم ادم، الناشط في قضايا المجتمع، بمعسكر شنقل طوباي، ينفي أن تكون النزاعات التي حدثت بين بين المزارعين والرعاة، مشيرا إلى الصراع الراهن يعد استمرار للنزاعات بين الحكومة والحركات المسلحة، يضيف ادم قائلا ل (عاين) اذا كانت الحكومة لديها دور حقيقي، لما حمل النازحين جثث موتاهم  مسافة 4 ساعات، الى ان وصلوا الى مقر والي شمال دارفور، كي يثبتوا للوالي أن منطقة شنقل طوباي جزء من الولاية، أن الوالي نفسه اكد لهم، انه لم يتلقى بلاغا عن الانتهاكات التي تحدث، والنازحين ارادوا اثبات ذلك للوالي. ويشدد آدم ان المليشيات المسلحة التي قتلت النازحين كانت ترتدي زي الدعم السريع، مؤكدا أنها هددت القوات الحكومية في المكان الذي قتل فيه النازحين.