معارك (نيالا) تضطر الآلاف للنزوح وسط مخاوف من تمدد العنف

عاين- 5 سبتمبر 2023

مع إستمرار القتال بين الجيش والدعم السريع في مدينة “نيالا” غربي السودان يقاوم آلاف النازحين الفارين الى بلدات وقرى بدارفور من أجل البقاء والتكيف مع الأوضاع المعيشية الجديدة، وسط مخاوف من تحول القتال إلى عنف أهلي في القرى والبلدات الآمنة.

وتأتي المخاوف في أعقاب اندلاع أعمال العنف أهلي بين مجموعتي “السلامات” و”البني هلبا” الأهليتين في المناطق الغربية لمدينة نيالا ، و”الهبانية” و”السلامات” جنوب المدينة بالتزامن مع المواجهات المستمرة بين الجيش والدعم السريع.

ومنذ ثلاثة أسابيع تشهد مدينة “نيالا” ثاني أكبر المدن السودانية مواجهات وصفت بـ الأعنف منذ اندلاع القتال بين الجيش والدعم السريع في الخامس عشر من أبريل الماضي، في محاولة الطرفين السيطرة على المدينة التي تمثل بعداً استراتيجياً في الصراع.

ومن مدينة “الضعين” عاصمة ولاية شرق دارفور التي تعدّ من أكبر مراكز استقبال الفارّين من مدينة “نيالا” والعاصمة الخرطوم، يقول حماد محمود الموظف بالخدمة المدنية في ولاية جنوب دارفور لـ(عاين)، إن الحرب أجبرته على تغيير مهنته إلى بائع تجزئة “للصابون والبسكويت والشاي” في سوق المدينة بعد استيرادها بواسط تجار إلى أسواق شرق دارفور من دولة جنوب السودان.

 و”حماد” هو واحد من بين نحو (30) الف نازح وصلوا “الضعين” من مدينة نيالا جراء الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع، فيما فرّ كثيرون إلى ولايات أخرى وعبر آخرين الحدود إلى البلدان المجاورة.

وفي مدينة “عديلة” بولاية شرق دارفور، يروى محمد علي عبدالله تفاصيل تغيير مسار ونمط حياته من مهندس معماري بأحد الشركات المقاولات الهندسية الكبيرة إلى مزارع صغير يقاوم من أجل توفير قوت أسرته.

ويقول محمد علي لـ(عاين)، “منذ أن غادر منزله في مدينة نيالا وترك كل ما يملك تمكن من استئجار قطعة أرض زراعية وقام بفلاحتها بمساعدة أحد أقاربه وتمكن من زراعة سبعة فدان من الذرة وثلاثة فدان من الفول السوداني”. وتابع: “انا واسرتي نستعد للحصاد بجهدنا الذاتي لأول مرة في حياتنا”.

لا تدخل إنساني

وتشير مفوضية العون الإنساني بولاية شرق دارفور إلى أن أعداد المدنيين الفارين من مدينة “نيالا” إلى الولاية يتزايد، ووفقاً لآخر إحصائية وصل نحو (31) ألف مدنيا لمدينة “الضعين” بجانب محليات أخرى خلال ثلاثة أسابيع من تصاعد أعمال العنف المتواصلة علاوة على (490) الف عبروا الحدود براً إلى دولة جنوب السودان عبر بوابة ولاية شرق دارفور فيما لا تزال حركة تدفق المدنيين مستمرة لجنوب السودان.

ومع تفاقم سوء الأوضاع الانسانية التي تواجه النازحين لا تزال فرص التدخل الإنساني معدومة في عدد من بلدات ولايات دارفور بسبب إستمرار العمليات القتالية بين الطرفين- بحسب ما أشار إليه مفوض العون الإنساني بولاية جنوب دارفور السابق، جمال يوسف.

ويستبعد يوسف في مقابلة مع (عاين)، أي تدخل إنساني في دارفور في ظل الظروف الحالية لجهة أن كل المنظمات الانسانية غادرت دارفور وتم نهب مقراتها، واصفا أوضاع النازحين بـ”الكارثة لاسيما في القرى حول مدينة نيالا” قبل أن يحذر من عواقب وخيمة لاستمرار الأوضاع بشكلها الحالي.

وأضاف جمال:”الحرب غيرت مسار حياة العديد من المدنيين من أجل تأمين قوتهم اليومي.. آلاف العائلات تحول افرادها إلى عمالة في المزارع بالمناطق الآمنة.. العمل مقابل الأكل والشرب بعد فقدانهم الأمل في تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية”.