نازحون بدارفور يقاطعون لقاءاً تشاورياً دعت له الحكومة قبل بدء مفاوضات جوبا
نيالا: عاين ٦ ديسمبر
صعدت عدد من تنسيقيات وقيادات النازحين في اقليم دارفور المضطرب غربي السودان، من مواقفها الرافضة للمشاركة في مفاوضات السلام التي من المقرر انعقادها في مدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان في العاشر من ديسمبر الجاري.
وأعلنت تنسقية النازحين واللاجئين بدارفور مقاطعة ملتقى جامع للتشاور حول تضمين قضايا النازحين في المفاوضات يعقد السبت في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور دعت له الحكومة الانتقالية وينتظر ان يشارك فيه الى جانب مفوضية السلام عضو مجلس السيادة محمد حسن التعايشي.
وقال نائب الأمين العام لتنسقية النازحين واللاجئين الشفيع عبدالله ” إن أي عملية سلام لا تشمل الشروط التي تقدم بها النازحين لرئيس الوزراء عبدالله حمدوك خلال أول زيارة له الى دارفور الشهر الماضي لا تمثلهم”. واضاف لـ (عاين) ان “بعثة اليوناميد قدمت لهم الدعوة للمشاركة في الورشة التشاورية التي تنعقد في نيالا غدا السبت لاختيار ٢٠ ممثلا تمهيدا لمشاركة النازحين في المفاوضات إلا أنهم رفضوا ذلك”.
وكان رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، تعهد الشهر الماضي في أول زيارة ولائية له بعد تعيينه شملت معسكرات للنازحين بولاية شمال دارفور، بالاستجابة لمطالب النازحين، في تحقيق العدالة والاقتصاص من كل مجرم وفاسد، وإحقاق العدالة من المظالم التي تعرض لها سكان معسكرات النازحين، باعتبارها واحدة من أولويات حكومته.
ويطالب النازحون بجمع سلاح المليشيات والقبض على المجرمين وتسليمهم للجهات القانونية للمحاكمة على راسهم الرئيس المخلوع عمر البشير وتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية، الى جانب إعادة الأراضي التي تم الإستيلاء عليها من قبل مجموعات اهلية على حساب اخرى وتأمين موسم الزراعة والحصاد وحماية قرى العودة الطوعية وتوفير خدمات الصحة والتعليم والمياه والكهرباء والطرق وضرورة مشاركة النازحين في المفاوضات المقبلة مشاركة حقيقية عبر إداراتهم المعروفة.
وقال علي عبدالله سليمان، وهو احد قيادات مخيم رواندا بمحلية طويلة بولاية شمال دارفور، لـ(عاين) ان النازحين لم يبلغوا بمشاركتهم في الملتقى التشاوري المذكور سواء بمدينة نيالا او الفاشر أو بالذهاب الى المفاوضات في جوبا. وأضاف ” لم تلتفت اي جهة الى معاناة النازحين والوقوف معهم حتى بعد التغيير التي حدث”. وزاد ” نريد تغييرا في كل شئ في الاختيار وفي التمثيل وغيره ولا يمكننا ان نصمت مرة اخرى”.
فيما حذرت القيادية النسوية في مخيم ابوشوك شمالي مدينة الفاشر، أم الحسن سليمان، من تجاوزات في التحضير والاختيار للمشاركة في المشاورات التي تسبق عملية السلام للنازحين”. ولفتت سليمان إلى أن المشرفات على اختيار النساء المشاركات في هذا الملتقى وملتقيات اخرى يمثلن أذرع النظام البائد”.
وقالت ام الحسن لـ(عاين)، “لن يكون هناك سلاما حقيقيا بهذه العقلية والسياسات القديمة، لذا يجب أن يتم اختيار المشاركات من أهل الشأن حتى لا تتم عرقلة عملية التفاوض وتنتج عنها محاصصات في المناصب وتظل المرأة تعاني في مخيمات النزوح”.
إلى ذلك، أعلن تجمع نازحين ولايات دارفور مقاطعة عمل الملتقى، قبل أن يتهم التجمع مفوضية السلام ووفد التفاوض بإقصاء نازحي الولايات الثلاث غرب دارفور، وسط دارفور وشرق دارفور واقتصارها في ولايتي شمال وجنوب دارفور.
وأشار بيان للتجمع اطلعت عليه (عاين)، إلى وفد الحكومة المفاوض وعضوه محمد التعايشي لم يراع العامل الزمني المناسب في ترتيب ومخاطبة إدارات النازحين المعروفة للإستعداد وتجهيز النازحين لدخولهم مباحثات السلام، لافتا الى أنهم لا يريدون تكرار تجربة مفاوضات السلام السابقة في أبوجا والدوحة