“أيام من المعارك”.. ماذا يجري في مدينة الدلنج بجنوب كردفان؟

عاين- 11 يناير 2024

تشهد مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان السودانية عمليات عسكرية واسعة بين الجيش وقوات الدعم السريع التي تسعى للسيطرة على المدينة منذ مطلع الأسبوع الجاري، وسط أنباء متواترة بمشاركة الحركة الشعبية – شمال في صد هجمات الدعم السريع على البلدة، الأمر الذي لم تؤكده أو تنفيه الحركة المسلحة.

ونقل شهود من الدلنج لـ(عاين) أن قوات عسكرية هاجمت الأحياء الغربية من المدينة بعد تسلل عناصر من قوات الدعم السريع إليها؛ مما أدى إلى نزوح المئات من السكان إلى منطقة القوز والدبيبات والأبيض.

وتتركز الاشتباكات المسلحة طوال الأيام الماضية في أحياء “ابوزبد، والمعاصر، والصفا” التي تقع في الجزء الغربي من مدينة الدلنج، وتسكنها مجموعات من المكون العربي خاصة قبيلة الحوازمة التي ينخرط العديد من أفرادها في صفوف قوات الدعم السريع.

وتسري مخاوف واسعة من تحول الصراع إلى حرب قبلية في الدلنج، بينما بدأ السكان في مغادرة المدينة وسط مناشدات من قادة الجيش بالمنطقة من أجل البقاء في منازلهم وعدم تركها.

وفي نهاية الأسبوع الماضي، سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة هبيلا الواقعة في الجزء الشمالي الغربي لولاية جنوب كردفان وهي أكبر مركز زراعي في المنطقة، وتضم مشاريع زراعية واسعة.

وتضم الدلنج التي تحاول قوات الدعم السريع اجتياحها اللواء 56 التابع للجيش السوداني، بينما تتمركز قوات الحركة الشعبية – شمال، شرق وجنوب المدينة حتى منطقة كرقل على الطريق المؤدي إلى كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان، وفق مصدر عسكري.

وبحسب مصدر محلي تحدث لـ(عاين) فإن قوات الدعم السريع نفذت هجوماً كبيراً أمس الأربعاء على الدلنج من الاتجاه الغربي، ووصلت حتى محيط الجامعة، ولكن الجيش تمكن من صد الهجوم.

وتداول ناشطون يوم الخميس مقاطع فيديو لجنود من الجيش السوداني يجوبون شوارع مدينة الدلنج في مشاهد احتفالية مع إطلاق الأعيرة النارية على الهواء، وهم يرددون هتافات تشير إلى انتصارهم على الدعم السريع والاستيلاء على بعض من عتاده العسكري، وسط تفاعل السكان في شوارع البلدة.

توتر شديد

ورغم ذلك تعيش الدلنج على وقع توتر شديد خشية تجدد الهجمات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع، مما زاد رغبة السكان في مغادرة المدينة المضطربة إلى وجهة آمنة.

وبحسب شاهد تحدث لـ(عاين) من الدلنج، فإن المعارك العسكرية تسبب في مزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية للمواطنين بعد إغلاق الأسواق وتوقف النشاط التجاري، وسط تذبذب في خدمات الاتصالات والكهرباء.

ويقول الشاهد إن المواطنين الذين نزحوا من هبيلا إلى الدلنج بعد سقوطها في يد الدعم السريع يواجهون مصاعب متضاعفة ووضع قاسي بعد أن وجدوا أنفسهم أمام نزوح جديد في حين تركوا كل ما يملكون خلفهم في منطقتهم.

وارتفعت وتيرة المعارك العسكرية في ولاية جنوب كردفان هذا الشهر بعد أن بدأت قوات الدعم السريع في الانفتاح جنوبا في الولاية، وهو ما أدى إلى مفاقمة الوضع الإنساني للمواطنين.

والقتال الذي اندلاع بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل من العام الماضي، ما زال محتدماً في العاصمة الخرطوم، وإقليمي دارفور وكردفان وولايتي الجزيرة وسنار جنوب شرق البلاد، وسط غياب أفق للحل السلمي، رغم كثرة الجهود الدولية والإقليمي لاحتواء هذا الصراع متطاول الأمد.