محكمة (توباك) 29 مايو وأوضاع صحية صعبة لمعتقلي الديوم

 15 مايو 2022

تبدأ محكمة جنايات الخرطوم شمال في 29 مايو الجاري الموافق الأحد أولى جلسات محاكمة أربعة متهمين بقتل ضباط الشرطة العميد محمد علي بريمة أثناء إحتجاجات شعبية ضد الحكم العسكري في  13 يناير الماضي وسط العاصمة السودانية.

وكانت السلطات ألقت القبض على أربعة متظاهرين في يناير الماضي وهم محمد آدم الشهير بـ “توباك” ومحمد الفاتح ومصعب الشريف وأحمد الفاتح وتعرضوا إلى تعذيب شديد حسب ما أكدت هيئة محاميي الطوارئ وهي هيئة مستقلة معنية بالدفاع عن المعتقليين السياسيين ونشطاء المقاومة عقب الانقلاب العسكري.

وجرى تحويل المتهمين إلى سجن كوبر شمال العاصمة الخرطوم بعد سلسلة من التحقيقات الجنائية في فبراير الماضي وتقول عائلات المتهمين إن السلطات عرضت حياتهم للخطر بسبب التعذيب.

هزيمة الادعاءات

وتقول الشرطة إن ضابطا برتبة عميد  قتل طعنا بالسكين أثناء عمله في مكافحة الاحتجاجات الشعبية الرافضة للحكم العسكري في محطة شروني للحافلات خلال شهر يناير الماضي.

وأكدت عضو هيئة الدفاع عن المتهمين رنا عبد الغفار في تصريحات لـ(عاين)، أن النيابة أحالت القضية المعروفة إعلاميا بقضية توباك ورفاقه إلى محكمة جنايات الخرطوم شمال برئاسة القاضي المشرف.

واعتبرت عبد الغفار إحالة القضية الى المحكمة خطوة كبيرة للدفاع عن المتهمين مشيرة إلى أن هيئة الدفاع ستقدم بينات تثبت عدم صحة ادعاءات الشرطة حول مقتل العميد في مليونية 13 يناير بالعاصمة السودانية طعنا بالسكين بواسطة المتهمين.

وأضافت : “لدينا مقاطع فيديو وأدلة أخرى تثبت عدم صحة مزاعم السلطات السودانية حول مقتل العميد”.

السودان: انتهاكات جسيمة بحق المعتقلين في سجون الإنقلاب
محامية الدفاع : “لدينا مقاطع فيديو وأدلة أخرى تثبت عدم صحة مزاعم السلطات السودانية حول مقتل العميد”.

 

ونوهت عبد الغفار إلى أن وسائل الإعلام لعبت دورا كبيرا في وضع قضية توباك ورفاقه في المسار الصحيح وصولا إلى مرحلة المحكمة وهي إجراءات مطلوبة بالنسبة لهيئة الدفاع عوضا عن استمرار السجن دون محاكمة طبقا لرنا عبد الغفار.

وكانت القوات الأمنية فتحت النار على المتظاهرين في محطة شروني وسط العاصمة في “مليونية 17” بعد أربعة أيام فقط من توجيه الاتهام للمتهمين وقتلت سبعة محتجين تظاهروا سلميا ضد الحكم العسكري.

ولجأ الجيش الذي استولى على السلطة بانقلاب عسكري في 25 أكتوبر الماضي إلى اتهام المتظاهرين بقتل أفراد القوات الأمنية وهي اتهامات يقول قادة الحراك السلمي إن الغرض منها تشويه صورة الثورة الشعبية.

التحقيق مع معتقلي الديوم

من جهتها تقول عضو هيئة محامي الطوارئ ايمان حسن لـ(عاين)، إن الجلسة الأولى لمحكمة المتهمين في قضية مقتل عميد الشرطة محمد علي بريمة ستكون إجرائية وقالت إن هيئة الدفاع تقدمت بطلب للقاضي بالسماح لوسائل الإعلام بتغطية الجلسات.

وتؤكد حسن، أن هيئة الدفاع تتابع أوضاع المتهمين ووضعهم في الوقت الراهن أفضل من اي وقت مضى في السجن خاصة وأنهم تعرضوا الى تعذيب شديد.

وفيما يتعلق بترحيل ستة معتقلين من أعضاء لجان مقاومة الديوم الشرقية من التحقيقات الجنائية بالخرطوم بحري إلى سجن الهدى بأم درمان قالت إيمان حسن إن الغرض من ذلك وضع عراقيل أمام هيئة الدفاع وعائلات المعتقلين.

وتعتقل سلطات الانقلاب عدد من اعضاء لجان المقاومة السودانية والنشطاء المدنيين دون توجيه تهم او تقديمهم لمحاكمات.

وأشارت إيمان حسن إلى أن سجن كوبر هو الموقع المناسب بدلا عن سجن الهدى.

واستبعدت عضو هيئة محاميي الطوارئ إيمان حسن توجيه تهم رسمية للمعتقلين الستة من أعضاء لجان المقاومة المحتجزين منذ منتصف أبريل الماضي.

وكانت لجان مقاومة الديوم الشرقية أصدرت تعميما صحفيا السبت حول المعتقلين اكدت فيه “استمرار الاعتقال غير المشروع على 7 من ثوار منطقة الديوم الشرقية، 6 منهم في سجن الهدى مع إبقاء الثائر السابع في معتقلات المباحث الفيدرالية ببحري”.

وقال التعميم: تتواصل أيضاً معاناة المعتقلين من الظروف غير الإنسانية في السجون، فمع استمرار حبسهم دون تهمة و منعهم من مقابلة محاميهم و تصعيب زيارة الأسر لهم بنقلهم إلى ذاك السجن البعيد و الموجود في أطراف ولاية الخرطوم.

قوات من الجيش السوداني تواجه متظاهرين في الخرطوم 13 يناير 2022- عاين

وأشار إلى ممارسة السلطات المسؤولة عن الاحتجاز غير الشرعي للمعتقلين كل أنواع الانتهاكات و الإهمال المتعمد بغرض التعذيب الجسدي و النفسي، فبالإضافة لسوء الأوضاع في السجن من انعدام مياه الشرب النظيفة، و سوء تهوية زنازين السجن و غيرها.

ونوه التعميم لإصرار  السلطات على منع تلقي كل من المعتقلين (معتصم محمد و مؤمن سعيد) للرعاية الطبية التي يحتاجونها و بشدة، حيث يعاني معتصم من مرض الربو – الأزمة- و التهابات في الصدر و البول و منع من مقابلة الأطباء رغم حوجته الواضحة لذلك.

– كذلك يعاني المعتقل مؤمن من التهاب شديد في البول و أورام في مناطق متعددة من الجسد، حيث ذهبت أسرته لطبيب خارجي و بعد وصف الأعراض والحالة الصحية له، قال أن حالته تحتاج نقله إلى المشفى في الحال و وضعه تحت رقابة الأطباء لمدة لا تقل عن 72 ساعة.