منع زيارة معتقلي المجتمع المدني وحقوقيون يحذرون من تلفيق تهم

10 أبريل 2022

تواصل الأجهزة الأمنية في السودان حملة اعتقالات ضد المدنيين وقادة الحراك السلمي المناوئ للانقلاب العسكري، فيما يحذر محامون من أن عودة عناصر أمن الرئيس مخلوع عمر البشير هي التي أعادت ظاهرة” تلفيق التُهم” بحق النشطاء وأعضاء لجان مقاومة.

وأوقفت الاستخبارات العسكرية في الخامس من ابريل الجاري، ستة من النشطاء في المجتمع المدني بمدينة أمدرمان أثناء مرورهم بنقطة ارتكاز أمني. واقتادت قوة  الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش السوداني الشبان إلى مقر أمني ووجهت القوة العسكرية التي نفذت الاعتقال إساءات بالغة للمعتقلين وجرى تفتيش حقائبهم وصادروا مقتنياتهم، بحسب ما فادت عائلاتهم (عاين).

ونقلت القوة العسكرية إلى سجن سوبا شرق العاصمة كلا من : “محمد أحمد جمال” و”محمود أحمد” و”أحمد الصادق” الشهير بـ”ميدو” و”محمد سليمان العبيد” و”محمد الفاتح” و”معتز النعيم”.

واليوم الأحد، نفذت عائلات المعتقلين، وقفة أحتجاجية امام مقر مكتب الامم المتحدة لحقوق الانسان بوسط الخرطوم للمطالبة الفورية بأطلاق سراحهم او تقديمهم لمحكمة عادلة على خلفية اعتقالهم ليلة الخامس  من ابريل الماضي بمدينة امدرمان بواسطة قوات الاستخبارات العسكرية  ومن ثم تحويلهم الى سجن سوبا، وقد ابلغ المحامون عائلات المعتقلين انه تم احتجازهم لمدة 21 يوماً على زمة التحقيق  دون توجيه اي تهمة جنائية  مع التحفظ على اجهزة الهواتف بالاضافة لاجهزة  الكمبيوتر  التي تخص المعتقلين.

وطالب المحتجون بضرورة الضغط على السلطات الامنية لوقف الاعتقالات التحفظية وتجميد قوانيين الطورئ.

اخفاء قسري

وذكرت ووالدة الفنان التشكيلي أحمد الصادق الشهير بـ”ميدو” لـ(عاين)، أن شهود عيان أكدوا اعتقالهم بواسطة قوة من الاستخبارات العسكرية وتم نقلهم إلى مبنى يتبع لوحدة عسكرية في سلاح المهندسين.

وفي مطلع العام الحالي أجرى قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان تغييرات على رئاسة الأركان وتغييرات طالت وحدة الاستخبارات في مسعى لملاحقة النشطاء المعارضين لانقلابه العسكري في 25 أكتوبر الماضي.

ومنذ مقتل الشهيد محمد اسماعيل الشهير بـ”ودعكر” من أعضاء لجان مقاومة الجريف شرق العام الماضي في مركز احتجاز أمني بالتعذيب يطالب حقوقيون بتسليط الضوء على مراكز احتجاز سرية تتبع للاستخبارات العسكرية وهي وحدة في الجيش السوداني إلى جانب استخبارات قوات الدعم السريع إذ أن هاتين الوحدتين ترتكبان أعمال عنف واسعة النطاق متهمة بقتل أعضاء في الحراك السلمي طبقا لنشطاء.

منع من الزيارة 

وقالت والدة الشاب المعتقل محمود – فاطمة بدر الدين في حديث لـ(عاين)، إن المعلومات التي المتوفرة لديها نقلهم إلى سجن سوبا وعندما ذهبت رفقة الأمهات تم منعهن من زيارة المعتقلين بأوامر من القوة التي نفذت الاعتقال على حد قولها.

وأشارت فاطمة بدر الدين، إلى أن الضابط المناوب ذكر أن الاعتقال يأتي على ذمة تحقيق يستمر 21 يوما ولا يمكن السماح بالزيارة ولفت إلى أنهن يشعرن بالقلق على سلامة ابنائهن.

ودرجت السلطات الأمنية على تنفيذ حملة اعتقالات تسبق التظاهرات الأسبوعية للحد من اتساع رقعة الاحتجاجات المناهضة للعسكريين ويحذر محامون من أن المجلس العسكري اعاد عناصر أمنية اشتهرت بتلفيق التهم الفاسدة للنشطاء والمعارضين كما كان يفعل نظام المخلوع.

وقالت والدة الفنان التشكيلي المعتقل، أحمد الصادق الشهير بـ”ميدو” لـ(عاين)، إن “اعتقال هؤلاء الشبان بهذه الطريقة تخفي “نية سيئة” لأن القضايا محلها الشرطة والمحاكم وأضافت : “ذهبنا إلى سجن سوبا بمعية بعض الأمهات وتم منعنا من مقابلتهم وتسلموا الملابس والنقود في الأمانات لادخالها لهم في السجن”.

وأشارت والدة أحمد الصادق الشهير بـ”ميدو” إلى أن سلطات سجن سوبا أبلغت الأمهات أن الجهة التي اعتقلتهم منعت الزيارة إلى حين اكتمال التحقيق خلال 21 يوما.

وتابعت: “تمت مصادرة هواتفهم النقالة والحواسيب المحمولة وجميع المقتنيات بواسطة القوة التي اعتقلتهم بغرض التحقيق”.

عودة أمن المخلوع

من جهته حذر الأمين العام السابق لنقابة المحامين الطيب العباس، من سلوك خطير ينتجه العسكريين بـ”تلفيق التهم” للنشطاء وقادة الحراك السلمي والمعارضين للمجلس العسكري.

وأشار العباس، إلى أن السلطات العسكرية درجت على تلفيق تهم ووضع أعضاء المقاومة في السجون ومنعهم من الحقوق التي تتمثل في التحري والضمانة ومقابلة المحامين أو حتى العرض على طبيب لأنهم بعضهم يتعرض للتعذيب المستمر.

وقال لـ(عاين)، “عودة عناصر أمنية من النظام البائد هي التي أدت إلى ظهور سلوك تلفيق التهم وتعذيب أعضاء المقاومة والمعارضين للانقلاب”.

ويؤكد العباس أن طريقة الاعتقال في الشارع مهينة للغاية ولا يتم ابلاغ الاسرة وهذا يصنف ضمن حالات الاخفاء القسري.