قلق في العاصمة السودانية بعد تزايد الإصابة بـ(حمى الضنك) 

13 مارس 2023

يتزايد القلق بين سكان العاصمة السودانية، بعد تأكيدات رسمية بتزايد انتشار حمى الضنك في أنحاء متفرقة من الخرطوم، وسط مخاوف من كارثة صحية في ظل التردي الذي يعيشه النظام الصحي بالبلاد.

ويعيش سكان المناطق المتأثرة بحمى الضنك في العاصمة السودانية حالة من الهلع جراء الوباء الذي ينتقل بشكل سريع عبر لسعات البعوض الحامل للفيروس، وفق الأطباء.

سجلت الخرطوم 3 حالات وفاة على الأقل بحمى الضنك، و 1232 حالة اشتباه و613 حالة إصابة مؤكدة

وسجلت الخرطوم 3 حالات وفاة على الأقل بحمى الضنك، و 1232 حالة اشتباه و613 حالة إصابة مؤكدة بهذا الوباء الفيروسي، وذلك حسب ما افاد به مسؤول رفيع في وزارة الصحة الاتحادية في السودان لـ(عاين).

وينتشر مرض حمى الضنك حتى اللحظة بحسب ما سجلته المشافي، في مدينة الخرطوم وأمبدة الحارات 20، 10، 18، الى جانب محلية كرري، وسط توقعات بتمدد الوباء الى بقاع جغرافية أخرى من العاصمة السودانية.

تقول “ميساء محمد” من سكان امبدة الحارة العاشرة “ظهرت كثير من حالات الإصابة بحميات يعتقد انها حمى الضنك تم نقلها لمستشفى امدرمان، ويعيش حينا حالة من الخوف فالجميع يتذكر ما حدث لسكان مدينة الأبيض قبل فترة، فيقال عن هذا الوباء انه فتاك وقاتل”.

ويزيد من مخاوف ميساء وسكان ضاحيتها كما تروي لـ(عاين)، رداءة النظام الصحي في الخرطوم، فليس هناك مشافي عامة مهيأة يمكنها السيطرة على الوباء، بينما تشهد المستشفيات الخاصة غلاء في مقابل ما تقدمه من خدمات علاجية.

“أتتنا فرق من وزارة الصحة وقامت باقتحام المنازل ورشها وتعقيمها بالمبيد لكن هذا الشيء رغم أنه سلوك وقائي لكنه أغضب كثير من السكان واعتبروه انتهاكا لخصوصيتهم، في حين تفاعل آخرين مع فكرة التعقيم للقضاء على البعوض الناقل للفيروس المسبب لحمى الضنك”، تضيف ميساء.

لكن نائب مدير الإدارة العامة للطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة التابعة لوزارة الصحة الاتحادية في السودان، الدكتور الفاضل محمد محمود، يقول إن عمليات التفتيش والرش المنزلي واحدة من أهم التدابير التي وضعتها إدارته للقضاء على نواقل الفيروس، وهو عملية ضرورية تستوجب تعاون المواطنين.

ويضف محمود في مقابلة مع (عاين)، أن “وباء حمى الضنك في حالة تمدد مستمر في أحياء العاصمة الخرطوم وفي كل يوم تظهر حالات جديدة، ولكن ما يزال الوضع تحت السيطرة. ولفت إلى قيام إدارته بتخصيص مركز لعزل المصابين في مستشفى امدرمان التعليمي وتوفير المستلزمات الدوائية المطلوبة لمجابهة مضاعفات المرض الفيروسي الذي ليس له علاج محدد.

مسؤول صحي: انتشار حمى الضنك في 12 ولاية سودانية من أصل 18، والخرطوم والقضارف الأكثر تأثراً

 وتنتشر حمى الضنك في 12 ولاية سودانية من أصل 18، وتعتبر الخرطوم والقضارف شرقي البلاد الأكثر تأثراً بالوباء، وفق المسؤول الصحي الفاضل محمد محمود.

ويعود سبب انتشار المرض في بعض أحياء العاصمة الخرطوم خاصة أمبدة – حسب المسؤول نفسه، الى النقص الحاد في مياه الشرب حيث يضطر السكان الى تخزين المياه في أواني مختلفة تساعد على تكاثر نواقل الفيروس “الباعوض”، لافتاً الى اتصالات أجرتها وزارة الصحة مع هيئة المياه بالولاية لتوفير المياه للمواطنين عبر ناقلات كبيرة لإنهاء سلوك التخزين المضر.

“سوف نقوم بعمليات تعقيم لوسائل المواصلات بين الولايات السودانية وخطوط الطيران لمنع تسلل حمى الضنك لبقاع جغرافية أخرى في البلاد .. نعمل بجهد لمحاصرة هذا الوباء بمساعدة عدد من الشركاء المحليين والدوليين بينهم منظمة الصحة العالمية وغيرها، ونحتاج الى عمل توعوي وتكاتف من السكان أيضا”. يضف الفاضل لـ(عاين).

الصحة تقر بتلوث مياه الشرب في ثاني أكبر المدن السودانية
يعود سبب انتشار المرض في بعض أحياء العاصمة الخرطوم خاصة أمبدة – حسب المسؤول نفسه، الى النقص الحاد في مياه الشرب حيث يضطر السكان الى تخزين المياه في أواني مختلفة تساعد على تكاثر نواقل الفيروس

وبينما ينتشر المرض في الخرطوم التي تشهد بدورها تراجعا كبيرا في النظام الصحي يتجلى في تدهور بيئة المستشفيات العمومية ونقص في الكادر الطبي، وشح الإمكانيات المادية لقطاع الصحة الذي خصصت له نسبة ضئيلة في ميزانية الدولة للعام 2023 بلغت 14.7%، مقابل 10.7% للتعليم.

من جهته، يرى الصيدلي، علي عوض الله، أن واقع الحال الصحي ينذر بكارثة في العاصمة الخرطوم مما يتطلب تكثيف الحملات الاحترازية من تعقيم وغيره لمحاصرة وباء حمى الضنك.

“يحتاج مريض حمى الضنك لرعاية مستمرة لفترة محددة يتلقى خلالها محاليل وريدية لمقاومة أي مضاعفات قد  تطرأ، وهذا الشيء قد لا يتوفر في ظل الوضع المتردي داخل المستشفيات الى جانب عجز صندوق الإمدادات الطبية عن  توفير مجمل الادوية في الفترة الأخير بسبب نقص الأموال، وهذا يعتبر مؤشر خطير”، يقول عوض الله لـ(عاين).

ويضيف: “نناشد وزارة الصحة الاعتناء بالمناطق الطرفية في العاصمة وتكثيف عمليات الرش للقضاء على البعوض الناقل، لان اغلب سكان الأطراف لا يستطيعون شراء ناموسيات وليس لديهم مراوح او مكيفات هوائية تبعد عنهم نواقل الفيروس مما يجعلهم اكثر عرضة لحمى الضنك”.