السودان: مقتل متظاهر ووحدات أمنية جديدة لقمع الإحتجاجات
5 مايو 2022
واجهت قوات الأمن السودانية اليوم الخميس تظاهرات حاشدة متجه للقصر الرئاسي وسط العاصمة بالقمع المفرط واتباع وسائل جديدة لمنع المتظاهرين من التقدم نحو القصر الجمهوري ما أسفر عن مقتل متظاهر دهسا بسيارة شرطة وإصابة آخرين.
ويقاوم السودانيون منذ الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي انقلابا عسكريا اطاح بالشق المدني في الحكومة الانتقالية التي تشكلت عقب الاطاحة بالرئيس عمر البشير في 11 أبريل من العام 2019.
وكان لافتاً اليوم غياب القوات المشتركة لاسيما الاحتياطي المركزي ذات المهام القتالية وقوات مكافحة الشغب التي تشارك باستمرار في قمع تظاهرات السودانيين المناوئة للانقلاب العسكري.
وفي بادرة غير مسبوقة، شاركت قوات السواري التابعة للشرطة مع تشكيلات شرطية أخرى في قمع الاحتجاجات، وشارك رجال شرطة مسلحون بزي مدني إلى جانب مشاركة افراد شرطة مسلحون على ظهر خيول في عمليات القمع والكر والفر التي استمرت لساعات على مقربة من القصر الرئاسي.
ويُعرف عن هذه القوة الشرطية عمليات الحراسة الليلية في المواقع التي يتعذر فيها دخول المركبات الشرطية في الأحياء وتعتمد على التنبيه وطلب النجدة.
ويقول محلل أمني لـ(عاين)، أن “ادخال هذه الوحدة من قوات الشرطة في عمليات قمع التظاهرات اليوم يحدث نقلة نوعية في طبيعة وأثر المواجهات بين القوات الأمنية والمتظاهرين نظرا لأنها سابقة جديدة ربما القصد منها الدخول في مواجهات مباشرة قد تصل لحد الاشتباك بالايدي بين هذه القوات والمتظاهرين ما يمكن تفسيره بأنه فخ خطط له ليصبح مبررا لعمليات قمع أوسع في حال وقوع أي اشتباك”.
مباغتة
وعلى غير المعتاد منذ اندلاع تظاهرات السودانيين ضد الانقلاب العسكري في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، حاولت قوة من الشرطة فض التجمعات عند نقطة التجمع الرئيسية محطة باشدار قبل تحرك المحتجين إلى القصر الرئاسي وسط الخرطوم.
ونقل عبد الله مهدي وهو أحد المشاركين في تظاهرات اليوم الخميس، تنويع قوات الشرطة لأساليب القمع الذي بدء من نقطة التجمع بمحطة باشدار ومحاولتها فضه إلى جانب محاولات تشتيت تركيز المتظاهرين على طول الطريق نحو القصر وجهة المتظاهرين النهائية.
وقال مهدي لـ(عاين)، “على غير المعتاد شاركت اليوم تشكيلات مختلفة من قوات الشرطة بما فيها قوات السواري وسط غياب قوات مكافحة الشغب والاحتياطي المركزي، لكن القمع نفسه مع اتباع وسائل جديدة للحد من وصول المتظاهرين للقصر الرئاسي وسط الخرطوم”.
وأشار عبد الله، إلى اعتماد القوات المشاركة في القمع على تشتيت وحدة المواكب وخلق جبهات مواجهة جانبية مع المتظاهرين إلى جانب تعقبهم من الخلف.
ولفت مهدي، إلى أنه ورغم تنويع قوات الشرطة في عمليات القمع تمكن المتظاهرين من التقدم والوصول إلى تقاطع شارع “عبد الرحمن” الذي يبعد عن القصر الجمهوري أمتار قليلة.
وأعلنت لجنة اطباء السودان المركزية، عن مقتل متظاهر “إثر دهسه بعربة تتبع لقوات السلطة الانقلابية تسببت بإصابته في الرأس والصدر والبطن”. ليرتفع قتلى الاحتجاجات المناوئة لإنقلاب 25 أكتوبر إلى (95).