عاين -20 فبراير2020م
تصدت قوات الأمن السودانية بعنف مفرط اليوم الخميس لآلاف المحتجين الذين حاولوا الوصول للقصر الرئاسي وسط العاصمة، وأطلقت قوات الشرطة عبوات الغاز المسيل للدموع بغزارة على المتظاهرين الغاضبين على احالة ضباط في القوات المسلحة انحازوا للشعب إبان اعتصام ملايين السودانيين أمام مقره القيادة العامة ابريل الماضي بجانب مطالبهم بهيكلة القوات المسلحة.
وحصدت عملية العنف الوحشي الذي جابهت به الشرطة المحتجين، ادانات واسعة، وطالب تجمع المهنيين السودانيين على اثرها رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك واستنادا لسلطاته التي خولتها له الوثيقة الدستورية وقانون الشرطة بالإقالة الفورية لكل من وزير الداخلية ومدير عام الشرطة ومدير شرطة ولاية الخرطوم واستبدالهم بعناصر وطنية تنتمي لهذه الثورة المجيدة، كما طالبه بفتح تحقيق رسمي حول ما حدث من عنف وقمع واتخاذ الإجراءات القانونية في مواجهة من أمر به. وقال التجمع في بيان اطلعت عليه (عاين)”ما حدث اليوم سقطة كبيرة تكشف عن استمرار توجه قيادات الشرطة وعملها بذات عقيدة النظام البائد، وميل السلطة القائمة لمصادرة حق التعبير بالطرق الوحشية”.
وانطلقت دعوات اليومين الماضيين من لجان المقاومة في الخرطوم، للخروج في مليونية ترفض اقالة ضباط القوات المسلحة وتدعوا إلى هيكلتها وتنظيف المؤسسة العسكرية من أنصار النظام البائد. وتجمع الآلاف في مواكب وسط الخرطوم هي الاكبر من نوعها مؤخراً واتجهت نحو القصر الرئاسي من شوارع عدة قبل ان تواجهها قوات الشرطة بوابل من الرصاص المطاطي وعبوات الغاز المسيل للدموع ما أسفر عن اصابات وسط المحتجين.
وأشعل المتظاهرين الإطارات فى تقاطع شارع القصر مع شارع الجامعة على مقربة من القصر الرئاسي واستمر الغاء قنابل الغاز المسيل للدموع ، ولاحقت قوات الشرطة المحتجين فى الشوارع المجاورة للقصر الجمهوري ووسط السوق العربي.
وكان رئيس مجلس السيادة الإنتقالي السوداني ، عبد الفتاح البرهان، قد اصدر الثلاثاء الماضي ، كشوفات تقاعد شملت ضباطا انحازوا للثورة التي اسقطت الرئيس السابق عمر البشير ، وبحسب بيان اصدره المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني، العميد عامر محمد الحسن، ان قيادة القوات المسلحة اصدرت كشوفات تقاعد للمعاش وترقيات حسب ما هو معتاد بداية كل عام جديد.وبعد تفريق المحتجين من وسط المدينة شهدت احياء عديدة في العاصمة وضع المتظاهرين متاريس وحرق للإطارات وإغلاق للشراع الرئيسية الامر الذي شل حركة المرور في هذه الاحياء تماماً، بينما تشهد احياء أخرى عمليات كر وفر بين الشرطة والمتظاهرين.
وكان تجمع المهنيين السودانيين- المخطط الرئيسي لثورة ديسمبر- اعلن فى بيان أصدره صباح اليوم الخميس دعمه لموقف لجان المقاومة التي دعت الى موكب لإعادة المفصولين من الجيش وبشكل خاص اولئك الذين انحازوا الى الثوار من الضباط الشرفاء، وقال البيان الذي اطلعت عليه (عاين)، “اننا في تجمع المهنيين السودانيين نضم صوتنا للجان المقاومة في الأحياء بكافة ارجاء السودان ونعلن رفضنا الكامل وشجبنا لمحاولة استبعاد هؤلاء الشرفاء من الضباط وضباط الصف من القوات المسلحة، فمن انحاز لثورة شعبه وحماه جدير بالاحتفاء والترقية والتقديم لمواقع القيادة، وكما نعلن دعم ومشاركة كافة أجسام التجمع في المواكب المليونية اليوم والتي تطالب بإعادة كل الشرفاء من الضباط وضباط الصف والجنود الذين تم استبعادهم من الخدمة العسكرية تعسفياً منذ 30 يونيو 1989، وهو ما يجب تلازمه مع عملية شاملة وشفافة لإصلاح وإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية يتم فيها إزالة تمكين عناصر النظام البائد من مفاصلها وتفكيك كافة المليشيات وبناء جيش وطني قومي واحد عقيدته ومهامه حماية الوطن والحدود، تحت الإشراف الكامل من السلطة التنفيذية ممثلة في مجلس الوزراء ” .
وخص تعميم صادر من القوات المسلحة الملازم اول محمد صديق الذي يعتبر أحد أبرز الضباط المساندين للثوار إبان اعتصام القيادة العامة أوضح فيه وقائع وأسباب إحالته للتقاعد للمعاش واعتبرته ً للحفاظ عليه وعلى سمعة القوات المسلحة، وقال المتحدث باسم القوات المسلحة العميد. ركن عامر محمد الحسن أن الملازم محمد صديق له ثلاثه مخالفات عسكرية تندرج تحت مخالفة الأوامر المستديمة وعدم إطاعة الأوامر حسب قانون القوات المسلحة، وذكر التعميم أن ملف المذكور يفيد بممارسته الاتصال ببعض الجهات السياسية وأنه كثير التعذر بالبلاغات المرضية خاصة أثناء تمضية دورات المظلات المتنوعة والتي خضع لها وبسبب ذلك لم يستطيع إكمالها ، وكشفت القوات المسلحة أن المذكور قام بتحريك مركبة مسلحة بها أفراد إلى قسم شرطة الحاج يوسف وأعتدى بالضرب والإساءة على ضباط الشرطة وإتلاف معدات، بناءً على هذا التصرف غير المسؤول فتحت في مواجهته ثلاثة بلاغات .