قتيل في تظاهرات جابت المدن السودانية تستعجل تصحيح مسار الثورة
عاين – 30 يونيو 2020م
احتل ملايين السودانيين اليوم الثلاثاء الساحات العامة والشوارع الرئيسية في العاصمة السودانية الخرطوم ومدن الولايات في مظاهرات هادرة لإستكمال مسار الثورة السودانية والتنديد بالبطء الذي لازم الحكومة الانتقالية في تنفيذ أهداف الثورة واستكمال هياكل الحكم المدني في البلاد.
وقالت لجنة اطباء السودان المركزية، ان شخصاً مجهول الهوية قتل بعد تلقيه رصاصة رصاصة استقرت في الصدر مؤديةً إلى وفاته ولم يتم التعرف على بياناته. ونقل شهود لـ(عاين) من مدينة ام درمان انه سمع دوي لاطلاق الرصاص جهة شارع الاربعين بعد محاولة عدد من المتظاهرين عبور جسر النيل الأبيض باتجاه الخرطوم.
وجاب المتظاهرون في ذكرى 30 يونيو من العام الماضي الشوارع الرئيسة مرددين هتافات ويحملون لافتات كتبت عليها مطالب الثورة من الحكومة الانتقالية، وتجمع الآلاف في الاحياء عبر المسارات التي حددتها لجان المقاومة في شرق العاصمة بشارع الستين، واحياء غربي العاصمة في مناطق جبرة والكلاكلة بجانب احياء بحري وام درمان.
قبل الساعة الواحدة من ظهر اليوم تحركت عدة مواكب من نقاط مختلفة، من لفة جوبا مع شارع عبيد ختم، كما كان هنالك موكب قادم من جنوب الحزام، والتقت كل هذه المواكب والمسيرات في تقاطع شارع الستين مع لفة جوبا، عند الساعة الواحدة والنصف مع المشاركين من أحياء الخرطوم شرق المختلفة (الطائف – الرياض – المعمورة).
وقال محمد الطيب وهو احد المشاركين لـ(عاين):”المواكب التي دعت لها لجان المقاومة وتنسيقاتها في الثلاثين من يونيو هي تدشين لحراك تصحيح لمسار الحراك الثوري الذي إنحرف عن مساره حسب التقديرات والنقاط التي تمت إثارتها في المذكرة التي تمت صياغتها من قبلهم وتسليمها لمجلسي السيادة والوزراء والتي تحتوي على مطالب عاجلة يجب تنفيذها”.
واشار الطيب، إلى ان الحديث عن أن حراك الثلاثين من يونيو ذو طابع إحتفالي أو إحتفائي بذكرى هذا اليوم المجيد لا يستقيم ويعد مفارقاً لمعطيات الواقع وإرادة الشارع السوداني العازم على تصحيح المسار، في الذكرى الأولى لإنتفاض الشارع السوداني ضد محاولات كسر إرادته تدشن اللجان وتنسيقياتها حراكاً ثورياً أكثر جذرية وتصميماً على إكمال مهام الثورة وتحقيق غاياتها ومخاطبة قضاياها التي لازالت عالقة حتى الآن.
النازحون يشاركون
وفي ثاني اكبر المدن السودانية نيالا، ولأول مرة اشترك النازحون في المخيمات القريبة من المدينة في المظاهرات، وشاركت اعداد غير مسبوقة من نازحين مخيمات كلمة وعطاش ودريج في موكب جماهير مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور في موكب مليونية احياء ثورة ٣٠ يونيو.
وطالبت المسيرة بتحقيق السلام واستكمال هياكل الحكومة الانتقالية لاسيما تعين الولاة المدنين وابعاد عناصر النظام البائد من المواقع التنفيذية. وقال المتحدث باسم تجمع المهنين خلال مخاطبته الموكب، إن “المواكب السلمية ستتواصل لحين تحقيق حكومة مدنية ونظام ديمقراطي يستوعب كل انواع وثقافات المجتمع السوداني”. فيما اعرب النازح بمخيم دريج جمال آدم، عن تفاؤله بتحقيق مطالب الثورة السودانية طالما الشعب السوداني هو الذراع الاقوى لحماية الديمقراطية.
سلمية الفاشر
واحتشد الآلاف من المواطنين في ساحة الأحرار وسط مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان تلبية لمواكب ذكرى مليونية الثلاثين من يونيو التي هدفت إلى إحياء روح ثورة ديسمبر المجيدة والمطالبة بتصحيح مسار الثورة واكمال هياكل السلطة.
وشهدت المدينة تعزيزات عسكرية مع اغلاق عدد من الشوارع الرئيسية المؤدية الى الأسواق وأمانة الحكومة وقيادة الفرقة السادسة والمستشفيات بوسط المدينة التي اغلقت فيها المحلات التجارية أبوابها تنفيذاً لقرارات السلطات المحلية التي اعلنت في وقت متأخر “منتصف الليل” من يوم أمس باغلاق كافة الأسواق الرئيسية والفرعية والمتخصصة بمدينة الفاشر لليوم الثلاثاء .
ودفعت تنسيقية لجان المقاومة بشمال دارفور عدد من المطالب عبر مذكرته تحصلت (شبكة عاين)، على نسختها أبرزها إقالة والي الولاية من منصبه،وتفكيك قيادات النظام البائد من مؤسسات الخدمة المدنية بالولاية، واستكمال هياكل السلطة المدنية وتعيين والي مدني، والمجلس التشريعي .
ودعت المطالب إلى تحقيق القصاص لأسر الشهداء، وتقديم مرتكبي الجرائم إلى المحاكم ،وتسليم المطلوبين للجنائية الدولية ،وتعويض متضرري الحرب ،والإسراع في تحقيق السلام الشامل والعادل بين أطراف التفاوض،وإنهاء مظاهر معسكرات النزوح واللجوء وتوفيق أوضاعهم، بجانب إصلاح المؤسسة القضائية، وإعادة الهيكلة في منظومة الأجهزة النظامية والعسكرية، والعمل الجاد بالاهتمام بمعاش الناس والاقتصاد بصورة شامل.
وقال محمد سالم متوكل عضو تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر لـ(عاين)، أن “أهداف ومطالب الثورة لم تتحقق بعد، منها ملف السلا م،واستكمال هياكل السلطة المدنية خاصة في المجلس التشريعي الأمر الذي وصفه بوجود خلل واضح في سلطات التشريع والرقابة.
وأكد عضو لجان المقاومة،علي سليمان ادم، أن نجاح تسيير مواكب المليونية يكمن في وعي الناس وتحررهم من قيود النظام البائد مشددا على ضرورة انزال أهداف الثورة من خلال رؤى جديدة للحكومة الفترة الانتقالية.
رسائل في بريد الجميع
من جهته، قال عضو لجنة الميدان بتحالف قوى اعلان الحرية والتغيير، شريف محمد عثمان، لـ(عاين)، “كانت هناك محاولات عديدة لحرف مسار هذا اليوم لكن قوى الثورة بوعيها قطعت الطريق أمام قوى الردة و الظلام وهاهي اليوم تضخ دماء جديدة في ثورتنا معلنة ان لا تراجع و ان السودان فارق طريق الاستبداد الى الأبد وان السودانيين ماضيين في سبيل بناء دولتهم بكل قوة مدركين لكل تحديات الفترة الانتقالية”. واضاف ” رسائل اليوم هي في بريد الجميع أن السودان لن يعد إلى عهود الظلام”.