سودانيون يقاومون الانقلاب العسكري بإغلاق العاصمة
22 مارس 2022
شلَّ الحراك الجماهيري المقاوم للانقلاب العسكري في السودان العاصمة الخرطوم واغلاقها بوضع المتاريس على شوارعها الرئيسية، استجابة للدعوات التي اطلقتها لجان المقاومة التي تقود الإحتجاجات الشعبية ضد حكومة الانقلاب تميهيدا للأضراب العام.
واستجابت مدن وأحياء العاصمة للجدول المعلن من قبل لجان المقاومة بالولاية والذي حدد اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء لإغلاق العاصمة بالتزامن مع الإضراب المستمر للمعلمين السودانيين.
ويقاوم السودانيون منذ الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي انقلابا عسكريا أطاح بالحكومة الانتقالية.
وشهدت مدينة أم درمان إغلاق شوارع رئيسية وفرعية وداخل الأحياء، وجرى اغلاق شارع الوادي وشارع النيل ام درمان وشارع الأربعين والشوارع الفرعية للأحياء السكنية المتاخمة لهذه الشوارع الحيوية، وبحسب مصطفى سعيد أحد سكان ام درمان، فأن اليوم الأول من حملة تتريس شوارع ولاية الخرطوم كان ناجحا بنسبةٍ كبيرة، فمن خلال تجواله لاحظ خلوها من المارة في ساعات الذروة التي تشهد ازدحاماً واختناقاً مروريا في الأيام العادية”.
وأشار سعيد لـ(عاين)، إلى ان الشوارع الرئيسية بمدينة أم درمان أغلقت بالكامل منذ ليلة الثلاثاء، ولحقت بها شوارع فرعية.. فمثلا شارع النيل أم درمان أغلق بالكامل قبالة حي ابروف وبيت المال منذ الليل، نسبة لاستشهاد أحد أبناء المنطقة في موكب أمس. أما في مدينة الثورة فقد تم تتريس شارع الشنقيطي والنص، إلا أن شارع الوادي كانت حركته طبيعية.
وأضاف” كانت هناك محاولات متواصلة من قبل القوات الأمنية لإزالة المتاريس؛ خاصة بشارع العرضة والموردة، بنهاية اليوم تمكنت القوات الأمنية من إزالة بعضها ” .
وفي وقت مبكر من صباح اليوم أغلق المحتجون شوارع مدينة بحري اذ لم يتمكن من معظم المواطنين من الخروج الى العمل وممارسة حياتهم اليومية وأغلق شارع المعونة الرئيسي بواسطة سكان الاحياء .
وبدا وسط مدينة الخرطوم شبه خالي من المركبات والمواطنين على غير العادة وأغلقت معظم المحال التجارية أبوابها. وفي بقية احياء الخرطوم اغلق المحتجين طرق رئيسية أبرزها شارع الستين، محمد نجيب، الصحافة زلط، شارع جبرة ، وإغلاق كامل لمنطقة الديوم الشرقية والامتداد ومنطقة البراري.
ويقول المتحدث الرسمي بإسم لجان مقاومة الخرطوم ، عثمان احمد لـ(عاين)، ان الدعوة الى التتريس الهدف منها التصعيد وزيادة الضغط على السلطة الانقلابية، وهناك استجابة كبيرة لدعوات الإغلاق .
واضاف “الاغلاق نجح بنسبة أعلى من توقعاتنا لها وذلك لأن الثوار والثائرات تمرسوا على التنسيق في العمل النضالي السلمي ووجد دعم واسع من سكان الأحياء” .
وبحسب عثمان، أن إعلان المتاريس يومي “الثلاثاء والأربعاء” تضامناً مع قضايا معلمي السودان وإضرابهم المعلن و تأكيداً منا على استرداد كرامة المعلمين بعد الانتهاكات التي قام بها المجلس العسكري عبر قواته العسكرية، وكان واضحاً عدم إحترام المعلم والتعدي عليه بالضرب بالسياط أمام طلابه وسلسله من الاعتداءات والسياسات الاقتصادية الممنهجة تجاه المعلمين التي تعمل على زيادة معاناة المعلم .
وبنجاح الإغلاق في العاصمة، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي، ياسر عبد الله، بأن لجان المقاومة أثبتت أنها صاحبة الصوت الأعلى بعد الإستجابة الواسعة لدعوتها والشلل الكامل الذي أصاب الحياة في العاصمة الخرطوم اليوم. وقال عبد الله لـ(عاين)، “الإغلاق الذي تم اليوم للعاصمة للدخول في عصيان شامل”.
وينوه عبدالله، إلى أن فئات جديدة بدأت في الانضمام لمقاومة الانقلاب إلى جانب قوى الثورة بسبب الضائقة المعيشية لا سيما سيما وأن السلطة الانقلابية لا تملك حلول للأوضاع الاقتصادية”.