طالبات وطلاب دارفور ايقونات الثورة
تقرير عاين : 3 يناير 2019
الرد القاسي وعدم التجاوب الذي منيت به اتهامات الحكومة السودانية لابناء دارفور لا سيما منسوبي حركة تحرير السودان جناح عبدالواحد النور، يعد دون شك واحدة من أبرز مآثر الانتفاضة السودانية التي انتقلت من رفض الغلاء لطلب الكرامة واسقاط النظام وتتجه الآن وفقا لعدة مؤشرات لمطالب أكثر جذرية نحو وضع لبنات لما عرف ب “السودان الجديد
وردد المتظاهرون في موكب 31 يناير الشهير بصينية القندول بوسط الخرطوم هتافات ذات حس تضامني عالي يجسد معنى كان مفقودا تضامنيا وملحمية تجاه العبور نحو الوحدة الوطنية في السودان. وضجت جنبات وسط الخرطوم وردهات السوق العربي بهتاف (يا عنصري ومغرور كل البلد دارفور”.
وتواصل السلطات السودانية حملة تطهيرية شرسة ضد طلاب دارفور في الجامعات السودانية المختلفة، متهمة اياهم بالتآمر مع إسرائيل في اشارة عدها الكثيرون عنصرية ، وواجها الناشطون بحملة مضادة قوية. ولم تقف الاعتقالات في الخرطوم فقط منتقلة إلى سنار’ وبورتسودان وغيرهما
انين الوالدة
ولدي درس كافة المراحل التعليمية في نيالا إلى أن وصل الجامعة التي انتقل اليها بمدينة سنار كاول مسافة بعيدة يقتطعها منها لفترة زمنية طويلة وتضيف” ولدي قاعد معانا يوم ما طلع برا السودان وهو ذاتو ما عنده جواز ولدي واحد وهو اخو لاميرة لاعندي وراء ولا قدام بهذه الكلمات ابتدرت والدة المعتقل عيسى الحاجة مريم ابكر طالب جامعة سنار عيسى آدم الذي اعتقلته السلطات السودانية بذريعة القيام بأعمال تخريبة في كل من عطبرة ودنقلا هذا وتؤكد شقيقته اميرة قائلة لـ(عاين) ” عيسي جانا في رمضان الفات وسافر بعد العيد وهو متواصل معانا طوالي لحدي يوم السبت كان آخر مكالمة ويوم الأحد تلفونه كان مقفول يوم الاثنين الصباح سمعنا انه معتقل ” واصفة أن الاسرة على بكرة أبيها في قلق دائم منذ سماع الخبر وطالبت جميع المهتمين بالضغط على السلطات لإطلاق سراح شقيقها.
مسرحية حكومية
وكانت السلطات السودانية قد أعلنت في مؤتمر صحفي الاسبوع الماضي، ان هناك عدد من المواطنين السودانيين التابعين لحركة وجيش تحرير السودان قيادة عبد الواحد محمد نور تسللوا الى البلاد لتقوم بأعمال تخريبية بإشراف من جهاز المخابرات الاسرائيلي الموساد، الأمر الذي تم رفضه من جموع الشعب السوداني الذي خرج في اول مظاهرات يهتف بـ ” العنصري المغرور كل البلد دارفور” وكان مدير جهاز الأمن الوطني قد استبق ذلك بتصريحات دعى لها رؤساء تحرير بعض الصحف فحواها أنه تم القبض على خلية تتبع لحركة جيش تحرير السودان قيادة عبد الواحد نور قادمة الى البلاد من اسرائيل عبر كينيا وهي وراء الأعمال التخريبية بعطبرة والشمالية.
زملاء دراسة
يؤكد الطالب بجامعة سنار كلية الهندسة أحمد عمر أن الذين تم اعتقالهم من رابطة دارفور هم طلاب بجامعة سنار. موضحاً إن ” ما وجه بحقهم من تهم تلقيهم تدريب في أسرائيل و انتمائهم لحركة عبدالواحد ليس بصحيح خصوصاً نحن كطلاب جامعة سنار عارفين انهم ابرياء من كل التهم دي لأنهم متواجدين معنا بشكل يومي داخل الجامعة سواء في قاعات الدراسة أو المحافل الاجتماعية المختلفة في ولاية سنار”. ويذهب في ذات الاتجاه بهاء الدين أدم خريج قانون قائلاً لـ(عاين) ” يبلغ عدد الطلاب المرحلين من سنار 25 طالب تم ترحيلهم إجباريا للخرطوم تحت ظروف تعذيب نفسي وجسدي حتى يعترفوا بأنهم خلايا قادمة من إسرائيل ينتمون لحركة وجيش تحرير السودان وهنالك أثر ضرب واضحة على أجزاء من أجسادهم و لمعرفتي الشخصية القريبة بعدد من الشخصيات منهم عيسى آدم عيسى وهو طالب بجامعة سنار الذي ينتمي لمؤتمر الطلاب المستقلين وليس حركة عبد الواحد. اماالخريج الجامعي إمام الدين أكد لـ( عاين) ان هؤلاء الطلاب الذين تم عرضهم معروفون في الوسط الجامعي و لهم إسهاماتهم الاجتماعية والسياسية المختلفة وبينهم من ليست لهم أي علاقات بالحركات المسلحة محاولة اجهزة أمن النظام توصيف هؤلاء الطلاب بتلك الاتهامات لمجرد انتمائهم لدارفور في حد ذاته يعد انتهاك على أساس عنصري
مسلك السلطة
وتدخلت هيئة محامي دارفور رافضة العنصرية الممنهجة التي ظل يتعرض لها ابناء اقليم دارفور خاصة شريحة الطلاب وقال المحامي عبد الباسط محمد يحي لـ(عاين) أن ما حدث لطلاب دارفور في الحراك الجماهيري الأخير في الولايات والعاصمة هو نموذج لمَسلك السلطة في التعامل مع طلاب دارفور، ويزيد في ولاية سنار خرجت الجماهير منددة بالوضع الاقتصادي المتردي ومطالبة برحيل النظام الحاكم استمرت التظاهرات لثلاثة أيام متوالية وقد وجدو تضامن من طلاب الجامعة، في صبيحة الثالث والعشرين من ديسمبر المنصرم “اقتحمت قوة مدججة بالسلاح منزل يسكنه طلاب من دارفور واقتادت منهم 25 طالب جميعهم من اقليم دارفور ويدرسون بجامعة سنار وفي اليوم الثاني تم نقلهم إلى الخرطوم وتم تعذيبهم لانتزاع اعتراف منهم بشكل إجباري تهديدي وتم عرضهم في تلفزيون السودان بادعاء أنهم ينتمون لخلية مخربة تم تدريبها في إسرائيل وأنهم ينتمون لـ(عبدالواحد محمد نور
مسرحية أخرى بالدروشاب
ويضيف يحي لقد تم العرض بشكل تراجيدي مسرحي لا يصدقه عقل أي إنسان واعي ، في الاختراقات القانونية المرتكبة. ويعلق على هذا الجزئية عضو رابطة طلاب دارفور فيصل صالح بالقول “الشعب السوداني هو عارف ان التظاهرات بدت بشكل تلقائي وبإرادة المواطن السوداني وحده وان ادعاء جهاز الأمن ما هو إلا محض افتراء” ويتسائل : إن كان جهاز الأمن يعلم بدخول خلية مخربة بالفعل ويعلم تعدادهم فردا لماذا لم يقم بالقبض عليهم قبل إحداث أي ما تخريب مزعوم ؟ واصفاً ما تم بـ”الخرق القانوني وهو وصف ما يتعلق بفصول الجريمة مسبقا قبل وقوعها، خاصة وأنه حدد الهدف وتم القبض على هؤلاء الطلاب وإجبارهم على الاعتراف بجريمة لا يعلمون عنها شيئا . لإخراج مسرحية هزيلة للشعب السوداني. وهو ما يخالف نصوص واضحة في الدستور الانتقالي 2005 المعدل ونصوص أخرى في الاتفاقات الدولية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، المادة 29 من الدستور تنص على أن :”لكل شخص الحق في الحرية والأمان ولا يجوز إخضاع احد للقبض أو الحبس ولا يجوز حرمانه من حريته او تقييدها إلا لأسباب ووفقا لإجراءات يحددها القانون “. موضحاً إنه في حادثة شبيهة لطلاب سنار حدثت فى الخرطوم اقتحامات لطلاب دارفور بمنطقة الدروشاب في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة الموافق 27/12/2018 وأثناء الاقتحام لمنزل الطلاب أطلقوا عليهم وابل من الرصاص الحي بشكل مباشر وتم اعتقال تسعة من طلاب دارفور جميعهم يدرسون في جامعة الزعيم الأزهري في كليات مختلفة كما تم الترويج لهم إعلاميا بواسطة جهاز الأمن بأنهم ينتمون لخلية تخريبية وأطلقت عليهم تهم جزافية وتصويرهم بطريقة مشينة ومهينة إنسانيتهم .
رفض شامل
من جهتها رفضت حركة وجيش تحرير السودان قيادة عبد الواحد محمد نور الاستهداف العنصري لطلاب دارفور او اي مجموعة اخرى وقال الناطق الرسمي باسم الحركة محمد عبد الرحمن الناير ان الهدف الأساسي من اعتقال الطلاب والتركيز على طلاب دارفور هي محاولة من النظام لضرب الانتفاضة الشعبية التي تجتاح البلاد وأن النظام يسعى ل٫لك بتقسيم السودان إلى مناطق جغرافية إثنية، وعرقية بَقيضة جداً لشل الانتفاضة وأفشال إرادة المتظاهرين. لكننا نعلم تماماً بمثل هذه المخططات . يجب علينا تفويت الفرصة على النظام وعدم الانجراف لمثل هذه الألاعيب والحيل واشاره أن هنالك توجيهات صارمة للطلاب بالداخل لضبط النفس وعدم الانجرار وراء العنف مهما كلف الامر والالتزام بمطالب الشعب لنيل الحرية والكرامة المتساوية.
وتابع أن كل المسرحيات التي يحيكها النظام عبر وسائل إعلامه المختلفة وعبر الممارسات الفعلية والانتقائية هي دلالة على أن النظام آيل للسقوط ولم يتبقى له الا تقسيم السودانيين ومحاولة ضربهم ببعض . لكن يقينا تماما أن المعارضة السودانية وعلى راسهم حركة جيش تحرير السودان واعية لمثل هذه المخططات.كما اناشد عبر (عاين) جميع عضوية الحركة وجماهير الشعب السودان بمختلف مناطقهم الجغرافية وانتماءاتهم السياسية الالتزام بسلمية المظاهرات وتفويت الفرصة على النظام لإجهاض الثور حتى الوصول للهدف وهو إسقاط النظام الذي بات قريباً. هذا وقد رفض الشعب السودان مسرحية وزير الدولة بالإعلام وتناولت وسائل التواصل الاجتماعي بسخرية موقف الحكومة السودانية تجاه أبناء الوطن بغية إخماد الثورة. وهتف المتظاهرين بعنصرية نظام الحكم في السوداني بعبارات ” يا العنصري المغرور كل البلد دارفور“.