مدعي (الجنائية) يزور دارفور ويتعهد بعدالة نزيهة لضحايا الحرب

21 أغسطس 2022

تعهد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم أسد خان، تحقيق العدالة النزيهة لضحايا الحرب التي شهدها اقليم دارفور غربي البلاد لسنوات، وقال خان الذي بدأ زيارة للإقليم اليوم الأحد،  ” زيارتي إلى دارفور لأول مرة لتأكيد المسؤولية وخدمة العدالة بكل شرف ونزاهة ولمساعدة السودان للتعامل مع الاشكالات التي يواجهها مع المحكمة”.

وكان مدعي المحكمة وصل إلى البلاد مساء أمس، في زيارة رسمية تستمر لخمسة أيام من المقرر أن يلتقي خلالها مسؤولين في الحكومة بخصوص قضية دارفور، وغادر إلى ولاية جنوب دارفور في وقت سابق اليوم.

وتعتبر الزيارة هي الثالثة للمدعي العام للمحكمة الجنائية للسودان بشكل عام، والثانية للمدعي الحالي كريم اسد خان، حيث زار البلاد في أغسطس من العام الماضي برفقة وفد على رأسه كبير محامي الإدعاء جوليان نيكولز، وقابل خلال زيارته مسؤولي الحكومة الانتقالية التي أطاح بها انقلاب 25 أكتوبر الماضي بعد شهرين من زيارة المدعي العام.

وبحث خان في زيارته الأولى مع الحكومة، سبل التعاون حول ملف التحقيقات المتعلق بقضية دارفور وجرائم الحرب ووقع مذكرة تعاون معها بعد مصادقتها على نظام روما الأساسي، فيما علق على الإطاحة بالحكومة المدنية في أكتوبر الماضي بتقريره إلى مجلس الأمن أن الأحداث التي شهدها السودان وما ترتب عليها من انعدام الأمن وعدم الاستقرار، تشكل انتكاسة تطرح تحديات إضافية لعمل المحكمة في السودان.

وتطالب المحكمة الجنائية الدولية بتسليم الرئيس المخلوع عمر البشير، لاتهامه بجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية برفقة أربعة آخرين هم أحمد هارون وعبد الرحيم محمد حسين وعبد الله بندة وعلي كوشيب الذي سلم نفسة في يونيو من العام الماضي ويواجه 31 تهمة ووصلت محاكمته إلى الدائرة الابتدائية في إثبات التهم وتستمر جلسات الاستماع حتى الآن.

تسريع إجراءات المحكمة

“زيارة المدعي العام لا بد أن تكون ذات فائدة بتسريع إجراءات المحكمة البطيئة”، يقول عضو هيئة محامي دارفور، صالح محمود لـ(عاين) ويرجع محمود ذلك إلى عدم تعاون الحكومات السودانية مع المحكمة، مشيرا إلى وجود مذكرتين تفاهم تم التوقيع عليهما بين الحكومة ومكتب المدعي العام.

ونُقل المتهم في جرائم حرب بدارفور، علي كوشيب، للمحكمة الجنائية الدولية في يونيو من العام 2020  بعد أن سلم نفسه في جمهورية إفريقيا الوسطى، وكان أول مثول له أمام المحكمة الجنائية الدولية  15 يونيو 2020، وعُقدت جلسة اعتماد التهم أمام الدائرة التمهيدية الثانية في الفترة من 24 إلى 26 مايو 2021، وفي 9 يوليو 2021، أصدرت الدائرة التمهيدية الثانية بالإجماع قرارًا يعتمد جميع التهم التي وجهها المدعي العام ضد كوشيب، وتمت إحالته إلى المحاكمة أمام دائرة ابتدائية.

وأكد محمود، أن تسليم المطلوبين المتبقين عمر البشير وأحمد هارون وعبد الرحيم محمد حسين، أحد أبرز مطالب الضحايا، وتابع :” الضحايا كانوا في حيرة من أمرهم ويستغربون تأخر الإجراءات وتسليم المطلوبين”، وطالب بإتاحة الفرصة لمكتب المدعي العام لإجراء مزيد من التحقيقات وإبراز البينات وتسليم البيانات، الأمر الذي توقع أن يكون سبب زيارة المدعي العام لدارفور مباشرة، بجانب مقابلة الضحايا والاستماع لهم.