(الرُحل) بدارفور يتقاسمون مياه الشرب مع المواشي و يفتقرون للخدمات

(الرُحل) بدارفور يتقاسمون مياه الشرب مع المواشي و يفتقرون للخدمات

في بلدة “وادي سايكو” الواقعة بين مدينتي كتم والسريف في ولاية شمال دارفور غربي السودان، يتقاسم السكان الرُحل من رعاة الأغنام مع مواشيهم مصادر مياه الشرب التي يسهرون على جلبها من قاع سحيق في عمق الأبار الشحيحة.

ومعاناة شريحة الرعاة الرُحل في الإقليم لا تقف عند مياه الشرب فقط وانما تمتد لتشمل كافة نواحي الحياة في الصحة والتعليم وبقية الخدمات الضرورية لبقاء الإنسان على قيد الحياة لجهة أنهم يتنقلون في البوادي يبحثون عن مناطق الكلأ لمواشيهم التي يعيشون عليها.

والجانب الصحي اكبر تحدى يواجه هذه المجموعة وفقا للناشطة المدنية بولاية شمال دارفور زينب عمرـ والتي تضيف لـ(عاين)، “تعاني نساء الرٌحل من عدم وجود خدمات الصحة الإنجابية والامومة والطفولة في مناطق حول –الدمر، منطقة سكن مؤقتة -لا سيما صعوبة الوصول الى قابلة قانونية متخصصه في سبيل متابعة حالهن أثناء الحمل او أثناء وبعد الولادة مما يؤدي إلى أمراض قد تؤدي للوفاة”.

وتدعو عمر، السلطات المحلية لضرورة معالجة الجوانب الصحية في مناطق الرُحل والقيام بتدريب وتعيين معاونين صحيين وتوفير قابلات مدربات بتلك المناطق التي يجتمع حولها السكان المتنقلين .

وفي الأعوام الماضية شيدت السلطة الإقليمية في بعض المناطق مراكز صحية حول مدينة كبكابية منها كالمنارة وامبلديسو ولكنها تفتقر للكوادر الصحية المؤهلة وللمعاونين الصحيين

ويقول البرلماني السابق عن دائرة الرًحل بمجلس تشريعي شمال دارفور، آدم اسحاق منان لـ(عاين)، ان انعدام الخدمات الصحية وقلة الكوادر الطبية وعدم وجود القابلات بمناطق الرُحل يعود الى رفض بعض القابلات من داخل المدن في العمل بالدمر لضعف الخدمات وانعدام المعينات الطبية اللازمة في هذا المجال علاوة على عدم وجود محفزات من قبل الحكومة للقابلات والكوادر الصحية بشكل عام .

وحول ازمة مياه الشرب، يقول منان “بعد انتهاء فصل الخريف من كل عام يعود الوضع الى حالة العطش التامة تضرب المراعي وان الرعاة يجدون صعوبة في الحصول على المصادر الخاصة بالمياه مع عدم صلاحية بعض مصادر المياه علاوة على أن بعضها مضر بصحة المواشي وعادة ما تتسبب المياه الملوثة في عمليات إجهاض للأغنام”.

وتفتقر مناطق الرعاة المتنقلين إلى المدارس ويستغل الأطفال بدلا عن التعليم في أعمال شاقة ويسهر معظمهم الليل في مصادر المياه والآبار لسقي الأغنام بطرق تقليدية وهي سحب المياه عبر “الدلو ” اداة لسحب المياه من عمق البئر. وفقا لمنان، الذي اشار الى انه في السابق يوجد نظام المدارس المتنقلة للرحل بأربعة فصول دراسية لكنها غير مجدية بسبب عدم وجود كفاءة من المعلمين.

ويقول معلم بمدارس المرحلة الاساسية في ولاية شمال دارفور، محمد عبدالله، لـ(عاين)، لابد من ضرورة وجود إحصائية رسمية لوزارة الشئون الاجتماعية أو للجهات المتعلقة بالمرأة والطفل بعدد الأطفال المحرومين من التعليم والصحة وكيفية معالجة الأزمة والآثار النفسية لاسيما وأن بعض الأطفال في مناطق الرحل يتعرضون لأمراض وأزمات نفسية بسبب الحروب والصراعات الاهلية.