“مواجهات بنيالا”.. صرف الأجور يتسبب في توترات أمنية بمدن دارفور
14 يونيو 2023
تجددت المواجهات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات والدعم السريع في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور على خلفية إعلان وزارة المالية صرف رواتب العاملين بالولاية من إيرادات ذاتية، الأمر الذي اعترضت عليه قوات الدعم السريع واشترطت صرف رواتب القوات.
ورهنت قوات الدعم السريع في ولايات دارفور صرف أي أموال بصرف استحقاقات للقوات أولاً قبل صدور قرارات سابقة عن قائد الجيش بتجميد حسابات قوات الدعم السريع بمصارف البلاد.
وأكد مصدر أمني لـ(عاين)، أن قيادة الفرقة السادسة عشر مشاة منعت صرف أي أموال لقوات الدعم السريع تنفيذاً لقرارات رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان القاضية بتجميد حسابات قوات الدعم السريع ووقف أي صرف لأفراد القوات التي وصفها بـ المتمردة.
وأفاد موظف بوزارة المالية في ولاية جنوب دارفور (عاين)، بأن الموظفين تجمهروا يومي “الاثنين والثلاثاء” أمام وزارة الزراعة المجاور لقيادة الجيش وهو الموقع المخصص لصرف رواتب العاملين لكنهم تفاجئوا بتأجيل عملية الصرف لدواعي أمنية. وأشار الموظف إلى أن أفراد القوات المسلحة طالبوهم بإخلاء المنطقة فوراً.
وجاءت مطالبة القوات المسلحة متزامنة مع تحريك قوات الدعم السريع مركبات قتالية في محيط سوق نيالا وشارع السينما “الثلاثاء” لمنع أي عملية صرف الأموال بجانب انتشار ملثمين يستغلون دراجات نارية.
وبعد ساعات قليلة دارت مواجهات مسلحة بين الطرفين بالأسلحة الثقيلة يوم الثلاثاء أدت إلى مقتل ثلاثة مدنيين باحياء السد العالي والجبل وجرح العشرات بعد سقوط أجسام متفجرة على المساكن.
وفي الثامن عشر من شهر مايو الماضي اندلعت مواجهات عنيفة بين الطرفين بعد نية القوات المسلحة سحب أموال من بنك السودان فرع “نيالا” لصرف رواتب قوات الفرقة السادسة عشر مشاة.
وتسببت المعارك التي استمرت لثلاثة أيام في مقتل (32) مدنيا وجرح العشرات بجانب نهب بنوك تجارية ومتاجر بسوق المدينة وحريق جزء من سوق نيالا الكبير.
وشهدت مدينة الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور توترات أمنية مماثلة بين الطرفين بعد ساعات من إعلان حكومة الولاية عن صرف مرتبات العاملين مما أضطرت الحكومة لتعليق صرف مرتب شهر مايو.
ويواجه العاملين بولايات دارفور ظروفاُ انسانية قاسية جراء تأخر صرف رواتبهم لأكثر من ثلاثة أشهر نتيجة القتال الدائر بين الطرفين.
فيما أكد مسؤول حكومي بولاية شرق دارفور، إنهم علّقوا صرف مرتبات العاملين لشهر مايو لأسباب أمنية. وأشار إلى أنهم تمكنوا من صرف استحقاقات شهر أبريل من إيرادات الولاية الذاتية و بإمكانهم صرف استحقاقات شهر مايو.
وفي ولاية شمال دارفور، أقر مدير وزارة المالية محمد موسى يحيى بوجود تقاطعات أمنية ومعوقات لم يسميها أدت إلى تأخر صرف مرتبات العاملين بالولاية.
وقال لـ(عاين): “لجنة المساعي الحميدة من مجتمع أهل الفاشر لوقف القتال بين الطرفين تجري اتصالات لتوفيق الأوضاع بين الطرفين بجانب تسهيل مهمة صرف المرتبات وتسهيل انسياب الخدمات الضرورية لتخفيف معاناة العاملين”.