قادة حركات يساندون الجيش والدعم السريع تعلن اتفاقها مع قادة ميدانيين

عاين- 16 نوفمبر 2023

أعلن قادة حركات مسلحة في دارفور وموقعة على اتفاق جوبا، المشاركة في العمليات الحربية مع الجيش السوداني في كل جبهات القتال ضد الدعم السريع، في وقت أعلنت الأخيرة توصلها لاتفاق مع قادة القوة المشتركة للحركات المسلحة للتنسيق والعمل المشترك.

في الأثناء، بادرات كيانات أهلية ومجتمعية وقادة في الحركات المسلحة بدارفور، بإجراء مفاوضات ولقاءات مكثفة للحيلولة دون وقوع مواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع بمدينة الفاشر العاصمة التاريخية لإقليم دارفور غربي السودان.

وقالت قوات الدعم السريع إنها توصلت مع قيادات ممثلين للحركات المسلحة مسار دارفور الخميس إلى اتفاق مبدئي حول العمل والتنسيق المشترك من أجل أمن واستقرار الإقليم وحماية المواطنين خاصة في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور والإقليم.

ويأتي الاتفاق في أعقاب حشد قوات الدعم السريع لشن هجوم على المدينة بغرض السيطرة على الفرقة السادسة مشاة بعد سيطرتها على ثلاث فرق عسكرية للجيش في الإقليم، ما أدى إلى موجة نزوح واسعة للمدنيين

ونشرت قوات الدعم السريع على حسابها على منصة (X) “تويتر سابقاً” نص اتفاق مع قيادات ميدانية ممثلين لكل من حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي، تجمع قوى تحرير السودان، حركة تحرير السودان (مناوي) وحركة العدل والمساواة إلى تفاهمات مع قادة قطاعات الدعم السريع بولايات دارفور برئاسة الرجل الثاني في الدعم السريع عبدالرحيم دقلو إلى تشكيل قوة مشتركة مع قوات الكفاح المسلح لتأمين الإقليم، والتنسيق والعمل المشترك لمصلحة الوطن والمواطن.

بجانب التمسك باتفاق سلام جوبا وتطويره للوصول لاتفاق سلام شامل ودائم، وتأمين كل الأنشطة الإنسانية وقوافل الإغاثة، فضلاً عن محاربة الظواهر السالبة التي تهدد الأمن والاستقرار.

تسوية الأمر الواقع

وكان نشطاء وقيادات سياسية وإدارات أهلية أطلقوا أمس الأربعاء، “مبادرة الطريق إلى السلام الدائم” بوثيقة حملت نداء “لا للحرب نعم للسلام” بمدينة الفاشر العاصمة بالتزامن مع مشاورات ومفاوضات يقودها قيادات حركات مسلحة وأعيان محليين مع طرفي النزاع لمنع القتال بالمدينة.

وبدا أن المفاوضات والمبادرات المجتمعية الجديدة، أدت إلى نتائج إيجابية، وذلك بعد أن شهدت مدينة الفاشر هدوءاً نسبياً وعودة النازحين إلى أحياء شمال وشرق المدينة، وذلك بعد أسبوع من الاشتباكات المسلحة وتبادل إطلاق النار المباشر.

وفي مايو الماضي، قاد مجتمع مدينة الفاشر مبادرة وقف إطلاق نار بين الجيش وقوات الدعم السريع أوقفت المواجهات بين الطرفين في المدينة لأكثر من ستة أشهر قبل أن تنهار في مطلع نوفمبر الجاري.

وقال عضو مبادرة “نداء لا للحرب نعم للسلام” موسى محمد حسن، خلال مؤتمر صحفي بالفاشر أن “المبادرة تهدف لوقف نزيف الدم ومحاربة خطاب الكراهية وتعزيز ثقافة السلام والسلم الاجتماعي، بجانب معالجة الآثار والانقسامات الحادة التي أحدثتها الحرب وسط المجتمع بدارفور بغية إيقاف الحرب بشكل نهائي”.

وكانت منظمات حقوقية دولية ومحلية، حذرت من وقوع مجازر وانتهاكات إنسانية بمدينة الفاشر، مماثلة لانتهاكات شهدتها بلدة “أردمتا” بولاية غرب دارفور صاحبت سيطرت الدعم السريع على قيادة الفرقة الخامسة عشر، وذلك حال اجتياح الدعم السريع المدينة.

ويرى الباحث بمركز دراسات السلام في جامعة الفاشر محمد آدم علي، أن فرص التقارب بين الحركات حول إدارة شؤون ولايات دارفور أصبحت ضرورية ومهمة أقرب من أي وقت مضى. داعيا إلى مواصلة جهود كل المبادرات لتجنيب المدن مآلات الحرب.

ولفت آدم في مقابلة مع (عاين)، إلى ضرورة توصل مكونات المجتمع السياسية والاجتماعية إلى تقارب وجهات نظر وتقديم تنازلات لصالح معالجة الآثار والانقسامات الحادة بالمجتمع التي خلفتها الحرب المتراكمة في دارفور، لجهة أن تقديم التنازلات والعفو أصبح ضرورة للمجتمعات في السودان عامة ودارفور خاصة.

خروج عن الحياد

إلى ذلك، أعلنت الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا مسار دارفور خروجها عن الحياد ومشاركتها في العمليات العسكرية في كل الجبهات دون تردد، وأدانت بشدة انتهاكات “مليشيا الدعم السريع المتمردة وممارساتها المعادية للوطن والمواطن والجرائم ضد الإنسانية بما فيها حق الحياة”.

كما أعلنت في الوقت ذاته تمسكها المطلق بوحدة السودان أرضا وشعبا، ولن تفرط فيها، وقالت دونها المهج والأرواح، ولن تسمح بتمرير أجندة تفكيك السودان الجارية الآن.

وأكدت في بيان تمت تلاوته في مؤتمر صحفي عصر اليوم الخميس بفندق الربوة ببورتسودان، ظهر خلاله حاكم الإقليم مني أركو مناوي، ورئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم، إنها لن تسمح بتفكيك السودان، كما لن تسمح بأن تكون دارفور بوابة لتفكيك السودان.

وحذرت القوى التي تسعى لتمزيق السودان من الاستعانة بالدوائر الأجنبية والمرتزقة وعابري الحدود، وتسعى لإقامة دويلات مستقلة على أنقاض الدولة السودانية.

ووجهت رسالة لدولة تشاد طالبت فيها القيادة التشادية بالتوقف عن دعم وإسناد “المليشيا” في حربها ضد السودان، وذلك بالكف عن إمدادها بالمؤن والعتاد العسكري والمرتزقة وفتح حدودها ومجالها الجوي ومطاراتها وأراضيها وهو أمر استنكره المواطن التشادي قبل السوداني.

كما دعا البيان، المجتمع الدولي والإقليمي وكافة دوائر انتماء السودان لاتخاذ موقف واضح لوقف الحرب والمحافظة على وحدة السودان وسيادته. وطالب الاتحاد الأفريقي بوقف الانتهاكات وجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكب الآن في دارفور دورته الثانية. وطالب بعض دول الإقليم الداعمة للمليشيا في حربها ضد السودان بالكف الفوري عن تدخلها في الشأن السوداني.