بعد الحرب.. هطول الأمطار يفاقم أزمة إرتفاع الأسعار بدارفور

20 يونيو 2023

شل الهطول الغزير للأمطار في إقليم دارفور غربي السودان حركة ترحيلات البضائع بين مدن الإقليم ما تسبب في إرتفاع غير مسبوق لأسعار المواد الغذائية والبترولية، لتضاف معاناة جديدة للمدنيين الذين يواجهون شبح ارتفاع الأسعار وندرة المواد الضرورية نتيجة الحرب المستمرة لأكثر من شهرين بين قوات الجيش الدعم السريع.

وبدون سابق إنذار وجد المواطنين بولايات دارفور أنفسهم أمام ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية والبترولية، وذلك بعد أسبوعين من الهطول المبكر للأمطار.

وفي الأسبوع الأول من شهر يونيو الجاري هطلت أمطار غزيرة في ولايات دارفور أدت إلى شلل كامل لحركة النقل بين المدن والمحليات من جهة وبين ولايات دارفور والدول المجاورة عبر التهريب من جهة أخرى، في محاولة لتعويض الفاقد جراء الواقع الذي فرضته الحرب.

وارتفع على أثر ذلك سعر برميل الجازولين إلى مليون جنيه في مدينة نيالا ثاني أكبر المدن السودانية وعاصمة ولاية جنوب دارفور بدلاً من (220) الف جنيه مما انعكس سلباً على ارتفاع أسعار كل شيء لاسيما مطاحن الغلال التقليدية التي يعتمد عليها السكان في وجباتهم الرئيسية بعد ارتفاع أسعار دقيق القمح بعد اندلاع القتال.

وتضاعف سعر تذاكر السفر والنقل إلى ثلاثة أضعاف علاوة على ارتفاع في أسعار المواد الغذائية مثل الدخن والذرة والخضروات، بجانب المواد الاستهلاكية الضرورية مثل الصابون الذي تراوحت أسعاره إلى 40 ألف جنيه للكرتونة بدلا من خمسة الف جنيه.

وبلغ سعر جوال الدخن 50 ألف جنيه بدلاً عن 35 ألف جنيه، والذرة 40 ألف بدلاً عن 25 ألف جنيه، بينما بلغت تعرفة الطحين الف جنيه لـ(الملوة) الواحدة بدلا من خمسمائة جنيه.

ويقول “محمد عثمان” وهو أحد التجار بالسوق الشعبي نيالا، لـ(عاين)، إن “الأسعار إرتفعت مباشرة منذ اندلاع الحرب لكنها ارتفعت مرة أخرى للضعف مع هطول أول الأمطار التي قطعت الطرق”.

وأشار عثمان، إلى أن التجار قاموا بتخزين البضائع رغم المخاطر الامنية لأنهم يدركون أن موسم الخريف يضاعف الأسعار خاصة مع استمرار الحرب.

وعزا محمد عثمان ارتفاع الأسعار بصورة الحالية إلى الندرة الناتجة عن توقف شركات الإنتاج والمصانع بجانب المخاطر الأمنية والنهب على الطرق الرئيسية وأضاف أن الأمطار أعاقت حركة النقل من دول الجوار وتسببت في ارتفاع حاد في أسعار الجازولين مما انعكس سلباُ على الغلاء.

وبالمقابل أفاد تجار وقود (عاين)، إن قوات الدعم السريع فرضت رسوم عالية على الوقود القادم عبر التهريب من الدول المجاورة بجانب مصادرة بعض تناكر الوقود القادمة من الأبيض والخرطوم على خلفية السيطرة على المواد البترولية مما تسبب في أزمة ارتفاع الأسعار في كل السلع.

ودعا عدد من المواطنين طرفي القتال والحركات المسلحة بضرورة المساعدة في إيصال المساعدات الإنسانية لجهة أن المواطن ما عاد يتحمل ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وتشهد ولايات شرق وشمال ووسط دارفور أوضاعاً انسانية مماثلة بسبب توقف حركة النقل وتخوف التجار من أعمال النهب المسلح نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية وسيطرة المليشيات المسلحة على الطرق الرئيسية بين المدن.

ويعيش آلاف المدنيين وضحايا الحرب في دارفور على أمل أن تصلهم المساعدات الإنسانية من ميناء بورتسودان في ولاية البحر الأحمر، بجانب دخول المنظمات الانسانية إلا أن التقاطعات الامنية بين طرفين النزاع تحول دون وصول أي مساعدات إلى مدن الإقليم التي تبعد نحو 2 ألف كيلومتر من ميناء بورتسودان.