تطاول أمد الحرب يزيد رغبة المدنيين في مغادرة مدن دارفور

13 يونيو 2023

 تزايدت أعداد المدنيين المغادرين عواصم ولايات دارفور إلى الأرياف والقرى الآمنة بعد تراجع آمالهم في إنتهاء الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وطالت مدن عديدة في الإقليم.

ويواجه المغادرون مدن دارفور تحديات ومخاطر عدة أبرزها عمليات النهب المسلح من جهة، وارتفاع تكاليف النقل والترحيل من جهة أخرى، لكنهم يقولون إن فرص خروجهم من المدن في الوقت الحالي أفضل بكثير من الفترة السابقة قبل انخفاض حدة القتال.

ويتخوف الفارون من طول فترات الإقامة في الريف مع عدم توفر مصادر الدخل لجهة أن أغلبهم يعتمدون في العيش على مصادر دخل عائلاتهم الممتدة في هذه البلدات التي لجأوا إليها.

وتنعدم في الأرياف مراكز الإيواء والمنظمات التي تقدم المساعدات الإنسانية رغم مرور نحو شهرين على الحرب. بجانب ضعف وانعدام الخدمات الضرورية في أرياف إقليم دارفور.

ووجد عشرات الآلاف من المدنيين في مدن دارفور أنفسهم في خضم مواجهات مسلحة عنيفة بين الطرفين تسببت في انعدام أساسيات الحياة من الكهرباء والمياه والاتصالات بجانب صعوبة الحصول على الغذاء.

بعد أسبوع من التفكير قررت عائلة “آدم الحاج” الذي يسكن حي الامتداد بمدينة نيالا في ولاية جنوب دارفور، مغادرة منزلهم لأول مرة للعيش في بلدة صغيرة ضواحي محلية “برام” جنوب الولاية.

عائلة الحاج، التي تتكون ستة أفراد تدرك أن الطريق إلى برام محفوف بمخاطر النهب المسلح وحالة الفوضى ولا أمن حال كل الطرق بين مدن وبلدات دارفور، إلا أن ذلك كان أهون عليهم من سقوط المتفجرات التي أودت بحياة (35) شخصاً خلال يوم واحد بعدد من أحياء وسط مدينة نيالا بجانب نهب الممتلكات. وفقا لما أفاد آدم (عاين).

وتقيم قوات الدعم السريع مواقع عسكرية ونقاط تفتيش في أحياء السينما، الامتداد، الجمهورية، المزاد وسط المدينة بجانب الأحياء الشرقية والشمالية، مما جعل المدنيين عرضة لنيران للمخاطر.

اغلاق عدد من طرقات مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور بعد اندلاع المعارك في 15 أبريل 2023

ويشير آدم الحاج، انه ومنذ ان تم تقسيم مدينة نيالا- ثاني أكبر مدن السودان- إلى نصفين بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع وفقا للمبادرة المجتمعية لوقف القتال أصبحت أحياء وسط المدينة تخضع بشكل كامل لسيطرة قوات الدعم السريع مما دفع مئات الأسر لمغادرة منازلهم التي أصبحت اهدافاً عسكرية.

ويضيف الحاج: “البقاء أصبح شبه مستحيلاً لذلك قررت مغادرة مدينة نيالا إلى مناطق أسرتي الكبيرة في محلية برام”.

يلاحظ المسؤول في غرفة النقل بمدينة نيالا، عيسى داؤود، ارتفاع أعداد المغادرين لمدينة نيالا خاصة بعد تجدد المعارك رغم ارتفاع تكاليف السفر التي بلغت أربعة أضعاف.

ويقدر عيسى المغادرين يوميا لمدينة نيالا بحوالي (700) شخص يومياُ عبر محطة السوق الشعبي “نيالا” معظمهم إلى المحليات الجنوبية والغربية علاوة على المئات الذين يستأجرون وسائل نقل خاصة. ونوه عيسى في مقابلة مع (عاين) إلى أنه ومن خلال الأمتعة التي يحملها المسافرون إلى أنهم يخططون إلى إقامة طويلة.

وفي مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، فضّل مئات المدنيين النزوح للريف في هجرات عكسية من المدينة خاصة للمناطق الشرقية والجنوبية الشرقية للاستفادة من موسم الخريف لتعويض مصادر دخلهم لجهة أن القرى أصبحت أكثر أماناً من المدن في دارفور.

ودعا مدير عام وزارة الزراعة بولاية جنوب دارفور، حماد موسى القادمين إلى الأرياف بالتوجه للزراعة لتعويض مصادر دخلهم التي فقدوها بسبب الحرب والمساهمة في رفع الإنتاج الزراعي.

وتوقع حامد خلال مقابلة مع (عاين) أن تسهم عودة المئات إلى الريف في دارفور  في زيادة الرقعة الزراعية والاكتفاء الذاتي في الغذاء.