السودان: اشتباكات بين الجيش والحركة الشعبية جنوبي الدلنج

عاين- 30 يوليو 2024

اندلعت اشتباكات مسلحة الثلاثاء بين الجيش والحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال، قيادة عبد العزيز الحلو في منطقة كركراية جنوب غرب مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان، وذلك بعد أشهر من التهدئة بين الطرفين.

وتخضع كركراية الواقعة على طريق الدلنج – كادوقلي وتبعد عن الدلنج جنوباً بنحو 8 كلومترات، إلى سيطرة الحركة الشعبية – شمال، بينما يتمركز الجيش في نهاية حدود الدلنج في الاتجاه الجنوبي عند مطار المدينة.

واستيقظ سكان الدلنح على أصوات المدافع والرصاص، مما أثار الرعب وسط المواطنين وأصحاب المحال التجارية، لكن الحياة عادت إلى طبيعتها في المدينة بعد توقف الاشتباكات، والتي استمرت لنحو ساعتين صباح اليوم، وفق شهود تحدثوا مع لـ(عاين).

وبحسب الشهود، فإن الاشتباكات بدأت حوالي الساعة الثامنة صباحاً بتدوين مدفعي عال من داخل الدلنج، وبعدها نشب اشتباك مباشرة بين قوات الجيش والحركة الشعبية شمال في الاتجاه الجنوبي الغربي من المدينة، واستمرت بشكل متقطع لنحو ساعة ونصف، وبالتالي توقفت تماماً.

شبه مناوشات

وقال مصدر أهلي لـ(عاين): “ما تم بين الحركة الشعبية والجيش أشبه بالمناوشات غير معلومة الأسباب، لكن يرجح أن يكون طرف تعرض لإطلاق نار، وأعقبه اشتباك محدود وبالتالي توقف.. ظل الجانبان قريبين من بعض لعدة أشهر، ولم تحدث أي احتكاكات، ولا أعتقد وجود مستجدات تستدعي التصعيد العسكري بينهما”.

وساد هدوء طويل بين الجيش والحركة الشعبية – شمال، وكانت تقارير تحدثت عن تصديهما على نحو مشترك لهجوم قادته قوات الدعم السريع للسيطرة على مدينة الدلنج في يناير الماضي، وعادت الشعبية بعد هذه المعارك، وتمركزت في منطقة كركراية جنوبي الدلنج.

وتضاربت أقوال مصدرين آخران تحدثا لـ(عاين)، إذ ذهب أحدهم إلى أن الجيش تصدى لهجوم قادته قوات الحركة الشعبية – شمال لدخول الدلنج، ولاحقها حتى منطقة كركراية، بينما ذكر الآخر أن قوة من الجيش تحركت بعد تلقيها شكاوى بتعرض المزارعين في كركراية إلى مضايقات وقيود من مسلحين يتبعون للحركة الشعبية، فاشتبكت معهم.

تجمع مواطنيون في احد مناطق جنوب كردفان- ارشيفية 

وبعد شهرين من اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023م، وسعت الحركة الشعبية – شمال قيادة عبد العزيز الحلو، عملياتها العسكرية في جنوب كردفان، وتمكنت من السيطرة على مناطق جديدة جنوب وشرق وشمال غرب العاصمة كادوقلي حتى تخوم هبيلا، كما سيطرت على الطريق الرابط بين كادوقلي والدلنج، وتتمركز عند منطقتي كرقل، وكركراي، جنوب غرب الدلنج.

تفاقم الكارثة

وتسببت اشتباكات اليوم الثلاثاء في حالة من الذعر وسط سكان مدينة الدلنج، قبل أن تشهد هدوء، وتعود الحركة إلى طبيعتها، كما فتحت الأسواق وكل المحال التجارية التي كانت متوجسة في بداية اليوم الثلاثاء.

وتؤوي مدينة الدلنج آلاف النازحين، فروا إليها من هبيلا والمناطق المحيطة بها بعد اجتياحها من قبل قوات الدعم السريع في مطلع العام الجاري، وهم يعيشون تحت ظروف إنسانية سيئة، ويهددهم شبح المجاعة، وسط غلاء طاحن في مجمل أسعار السلع الغذائية بما في ذلك الذرة التي وصلت إلى مستوى قياسي من الغلاء.

وكان تقريراً لـ(عاين) وثق لتعرض سكان مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان خاصة النازحين إلى الجوع، مما اضطرهم إلى أكل ورق الأشجار ومخلفات عصر الزيوت “الامباز” في ظل غياب تام لكافة أشكال التدخلات الإنسانية في المنطقة.

ويخشى أحد المتطوعين في ولاية جنوب كردفان تحدث لـ(عاين) من تصاعد المعارك بين الجيش والحركة الشعبية شمال، لأن ذلك سيقود إلى تفاقم الكارثة الإنسانية الموجودة أصلا، أي تدهور أمني في الدلنج، سيقود آلاف المدنيين إلى الموت.

وفي مايو الماضي، فشلت محادثات بين الجيش والحركة الشعبية قيادة عبد العزيز الحلو في العاصمة جوبا، وتبادل الطرفان وقتها الاتهامات بشأن المتسبب في انهيار المفاوضات التي كانت تحت بند إيصال المساعدات الإنسانية إلى ولاية جنوب كردفان.