“فزع” أهلي مسلح لمواجهة هجمات الدعم السريع بشمال كردفان

عاين- 23 سبتمبر 2023 

مع تراجع نفوذ الجيش السوداني في مناطق غرب وشمال كردفان اضطر رجال مجموعات أهلية بمحلية غرب بارا التي تبعد نحو 700 كيلومترا عن العاصمة السودانية إلى التسلح وشن هجوم على قوة من الدعم السريع قتلت سائقا ونهبت شاحناته في منطقة تقع غرب مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان.

شهدت محلية غرب بارا الخميس ما يطلق عليه شعبيا بـ”الفزع” وهي عملية جمع الرجال المسلحين من القبيلة لاسترداد المنهوبات أو الثأر من مقتل أحد أفراد القبيلة وتتنامى هذه العمليات في ولايتي شمال وغرب كردفان منذ شهرين.

قال محمد عجيب [1] وهو من مواطني محلية غرب بارا لـ(عاين) إن “الفزع الأهلي” تمكن من جمع حوالي 200 شاحنة على متنها  الرجال المسلحون ودار حامد لديها 11 “فزع” تمكنت من جمعهم خلال ساعات وتوجه المسلحون إلى منطقة “أم صميمة” الواقعة  جنوب غرب مدينة الأبيض.

وأضاف: “دارت معركة وتمكن الفزع الأهلي من إلقاء القبض على اثنين من جنود الدعم السريع الذين قتلوا السائق وتم نقلهما وتسليمهما إلى الحامية العسكرية التابعة للجيش في الأبيض”.

ويشكو المواطنون في شمال وغرب كردفان من انتشار عصابات النهب علاوة على إقامة جنود من قوات الدعم السريع حواجز أمنية على الطريق وفرض الرسوم المالية على الشاحنات التجارية التي تنقل المواد الغذائية بين مدينتي الأبيض وبارا.

ويقول سائقو الشاحنات إن العديد من عصابات النهب إلى جانب قوات الدعم السريع تنتشر في المنطقة ويفرضون على الشاحنة حوالي 500 ألف جنيه.

وفي الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع منذ أبريل الماضي تتحصن القوات المسلحة بالحاميات العسكرية لحمايتها من سيطرة قوات دقلو التي تحاصر أكثر من أربعة مقرات للجيش في العاصمة السودانية.

"فزع" أهلي مسلح لمواجهة هجمات الدعم السريع بشمال كردفان

 يقول محمد عجيب، إن قوة من الدعم السريع قامت بتصفية سائق الشاحنة وهو من مواطني منطقة “أم هجليج” وهي قرية تقع غرب بارا  التي يقطنها قبائل دار حامد.

وزاد قائلا : “تحركت المجموعة القبلية المسلحة إلى هناك وشنت غارة عنيفة على هذه العناصر ودمرت أيضا قافلة للدعم السريع كانت قادمة من الخرطوم وهي تحمل المنهوبات”.

وكان مجلس الوزراء السوداني المكلف أعلن قبل ثلاثة أشهر إغلاق طريق حيوي قرب الأبيض وبارا لأن قوات الدعم السريع تستخدمه لنقل العتاد الحربي إلى العاصمة السودانية لكن هذا الإجراء لم يقضي على إمدادات الدعم السريع كما يقول المهتم في شؤون الجماعات المسلحة، محمد عباس.

يقول عباس لـ(عاين) إن مناطق شمال وغرب كردفان تعانيان من اضطرابات أمنية وهجمات متتالية من قوات الدعم السريع على الأسواق والحاميات العسكرية ولم يتخذ الجيش حلولا لإنهاء هذه الهجمات بالتالي لجأت المجتمعات إلى التسلح لحماية المواطنين والممتلكات.

ويوضح عباس، أن تسليح القبائل تنامى العامين الماضيين مع ظهور عصابات النهب في مدن الأبيض وبارا والنهود وأم روابة لجأ العديد من التجار إلى شراء السلاح الروسي “الكلاشنكوف” لحماية متاجرهم والآن لا استبعد أن غالبية السكان هناك يحتفظون بالسلاح في المنازل لأن الجيش ربما لم يتمكن من توفير الحماية.

وتتمركز قوات الدعم السريع غرب مدينة الأبيض منذ بداية القتال في أبريل الماضي وتنفذ هجمات على أسواق وأحياء تقع شرق المدينة بينما يتصدى الجيش لهذه الهجمات من داخل الحامية العسكرية الواقعة في وسط الأبيض.