قمع مفرط لتظاهرات الخرطوم واعتقال قياديين بـ(الشيوعي)
19 مايو 2022
حال استخدام مفرط للقوة الأمنية دون وصول متظاهرين إلى القصر الرئاسي في الإحتجاجات التي شهدتها العاصمة السودانية اليوم الخميس ضد الحكم العسكري الذي دخل شهره السابع، فيما اعتقل الأمن السكرتير السياسي للحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب، وعضو المكتب السياسي والمدافع الحقوقي صالح محمود عقب عودتهما من جنوب السودان اليوم.
واستبقت القوات الأمنية تجمع المتظاهرين في مناطق جنوبي العاصمة و”محطة الغالي” بإطلاق الغاز المسيل للدموع إلى جانب نشر عناصر ترتدي الزي المدني في شوارع السوق العربي لمنع التجمعات السلمية حسب افادات شهود عيان لـ(عابن).
تكتيكات أمنية جديدة
وجاءت احتجاجات اليوم بدعوة من تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم لإسقاط الحكم العسكري الذي بدأ في تغيير الإجراءات الأمنية لتقليص الرقعة الميدانية للتظاهرات بتوغل مركبات عسكرية وقوات مكافحة الشغب إلى الأحياء.
لجنة الأطباء.”قوات الانقلاب تطلق قنابل الغاز المسيل للدموع مباشرةً على أجساد الثوار وبكميات كبيرة معرضة حياة الثوار للخطر عبر الاختناق أو إصابة الأجزاء الحيوية في الجسم كالرأس والعنق والصدر والبطن”.
ولجأت القوات الأمنية إلى “إجراءات جديدة” هذا الشهر عقب صدور “أوامر أمنية مشددة” بمنع وصول المحتجين إلى محيط القصر الجمهوري وحصر التظاهرات في الأحياء.
ومع استمرار عمليات التراجع والتقدم بين المتظاهرين وقوات الأمن التي استخدمت القنابل الصوتية وعبوات الغاز والرصاص المطاطي احتمى آلاف المحتجين قرب حديقة رئيسية في حي الخرطوم 2 وأغلقوا الشوارع بالكتل الخرسانية وإشعال النار في الإطارات القديمة.
وأنهى المحتجون التظاهرات في المساء مع تعرض العشرات إلى إصابات على مستوى العين والجسد بالرصاص المطاطي وعبوات الغاز جرى نقلهم إلى المستشفيات.
وقال “مجذوب” 20 عاما و الذي شارك في الاحتجاجات إن التكتيكات الجديدة لقوات الأمن تستدعي إعلان مواكب فجائية لشل قدرتهم على “القمع الأمني” وأشار إلى أن درجات الحرارة المرتفعة أثرت على المتظاهرين.
ومع ذلك يعتقد مجذوب ان مناهضة الانقلابيين لن تتوقف ويتوقع وصول المتظاهرين إلى القصر الجمهوري الأسابيع القادمة وأضاف : “يكفي أن رسالة رفض الانقلاب العسكري قد وصلت”.
تنسيق أمني بين جوبا والخرطوم
داهمت قوة أمنية منزل سكرتير الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب علاوة على اعتقال عضو المكتب السياسي والمدافع الحقوقي صالح محمود من مطار الخرطوم عقب عودتهما من جنوب السودان اليوم وأجبرتهم سلطات الأمن في جوبا على الإقامة الجبرية وأفرجت عنهما بعد ساعات حسب بيان صادر عن الحزب الشيوعي الأربعاء.
وقالت نجلة سكرتير الحزب المعتقل، جوليا الخطيب لـ(عاين)، أن “سيارة على متنها أفراد يرتدون الزي المدني داهموا منزل عائلتها بالعاصمة السودانية و اقتادوا والدها إلى جهة غير معلومة”.
وأكدت جوليا، أن والدها ذهب من مطار الخرطوم إلى المركز العام للحزب الشيوعي وعاد إلى المنزل وتعرض للاعتقال.
وتتزامن حملة الاعتقالات التي طالت قيادات الحزب الشيوعي مع خطوات وضعتها الآلية الثلاثية المعنية على طاولة العسكريين بتسهيل الحوار بين السودانيين بتهيئة البيئة السياسية والإفراج عن المعتقلين السياسيين.
كما دانت هيئة محاميي دارفور اعتقال الخطيب ورئيس الهيئة صالح محمود وقال مصدر من الهيئة لـ(عاين)، إن الاعتقال بدأ من جنوب السودان ولفت إلى أن جوبا لم تعد وساطتها ذات مصداقية وثقة من الأطراف السودانية المناهضة للانقلاب العسكري.
وأضاف : “ما حدث في جوبا مع قيادات الشيوعي مقدمة للاعتقال بإيعاز من المخابرات السودانية”.
تحذيرات لـ”يونتامس”
ومن جهة أخرى أرسلت وزارة الخارجية السودانية تحذيرات مبطنة لبعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان الـ”يونتامس” قبل أسابيع من تجديد تفويض البعثة الشهر القادم رسميا.
وقال وكيل وزارة الخارجية السفير علي الصادق في مؤتمر صحفي اليوم الخميس بمباني وزارة الخارجية بالعاصمة السودانية إن البعثة تركز على الجانب السياسي دون الجوانب الأخرى.
وذكر الصادق أن الحكومة السودانية قدمت مصفوفة للأمم المتحدة لتصحيح مسار البعثة على حد تعبيره.
وقال الصادق إن النقد الذي يوجه للبعثة ليس الغرض منه شخص معين ولا العملية السياسية الجارية والتي تعد البعثة جزءاً منها.
وتابع وكيل وزارة الخارجية السفير علي الصادق: “السودان خلال العامين الماضيين لم يتلق سوى 400 مليون دولار من المجتمع الدولي منها 20 مليون دولار لدعم برنامج ثمرات ولم تجلب البعثة دولارا واحدا ويجب أن تستقطب مبالغ كبيرة لمساعدة البلاد”.
ودعا الصادق بعثة يونتامس إلى عدم الخروج عن التفويض الممنوح لها. وقال انها لم تنفذ الكثير من المطلوبات التي جاءت من أجلها.