تلوث بيئي يتسبب في اصابة أكثر من (100) طفل بالرمد في جنوب كردفان
عاين – 10– يونيو 2020م
شهدت مدينة تلودي خلال الأسبوعين الماضيين إصابة ما يزيد عن ال102 طفل بحالات مرض الرمد بقرية منجم التقولى وذلك بسبب التلوث والوضع البيئي المتردي في القرية التي تقع على بعد 18 كيلومتر غرب مدينة تلودي، وعلى بعد أقل من كيلو متر من مصنع السنط للتعدين.
وكانت المدينة شهدت عدداً من الأحداث المتعلقة بالتعدين في المنطقة منذ سبتمبر من العام الماضي، واعتصم سكان البلدة لأكثر من ثلاثة أشهر للمطالبة بترحيل مصانع التعدين التي تستخدم مادة السيانايد مما سبب أضرار صحية، لكن شركات التعدين لم تستجب لقرار والي الولاية المكلف بإيقاف عمل الشركات والتحفظ على مبانيها وآلياتها ليسفر الوضع عن اشتباكات في وقت سابق ما بين المواطنين وقوات الدعم السريع واعتقال عدد من المعتصمين وإصابة آخرين.
ومطلع يونيو الجاري، حددت السلطات المحلية بولاية جنوب كردفان 60 يوماً لنقل مصانع تعدين الذهب في بلدة تلودي في اعقاب احتجاجات للسكان لجهة استخدام هذه الشركات مواد سامة في عمليات تخليص الذهب. ونفذ نشطاء في المنطقة حملات إصحاح البيئة، وقال محمد حسين وهو احد المشاركين في الحملة لـ(عاين):”وصلنا إلى القرية من تلودي، وأقمنا لمدة 3 أيام، عقمنا خلالها الأسواق وأماكن الأغذية واللحوم، ومنابع توالد الذباب وعموم منجم القرية، وهو ما ساهم بشكل كبير في تقليل عدد الإصابات، لكن ما يظل الأمر في حاجة إلى مجهودات وتضافر كافة الجهات”.
وأبدى سكان القرية مخاوفهم من دخول فصل الخريف، الأمر الذي سيزيد من سوء الوضع الصحي في المنطقة ونسب التلوث.
من جهته، قال احد سكان المنطقة “شرف الدين فضل” لـ(عاين):” تعاني القرية من التلوث، في الأسواق ومحلات اللحوم، بالإضافة إلى أبار مياه الشرب، والوضع يحتاج إلى إصلاح كبير، وهو ما ناقشناه مع إدارة الشركة السودانية للموارد المعدنية وإدارة السلامة والبيئة، وتوصلنا إلى ضرورة إنشاء وحدة صحية في القرية، وتنفيذ بنود المسؤولية الاجتماعية”.