سوق شعبي بدارفور يعيد التعايش السلمي بعد سنوات الحرب

 نيالا –  13 فبراير2020م

بعد سبعة عشر عاماً من الحرب التي شهدها اقليم دارفور غربي السودان، يجتمع المواطنين في سوق مدينة كأس الشعبي بولاية جنوب دارفور لأول مرة بسلام بعد انتصار الثورة السودانية وسقوط نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، بعد أن قسمت الحرب مكونهم الاجتماعي، إلى فئتين واحدة تدعم الحكومة وأخرى تدعم الحركات المسلحة.

وسوق المدينة واحد من أكبر الأسواق بدارفور الذي توقفت الحركة التجارية به لفترة طويلة بسبب الحرب التي اندلعت في الإقليم في العام 2003 وانتشار عمليات النهب المسلح، هذا الى جانب انه كان في السابق يقع في محيط منطقة عمليات عسكرية لقربه من معاقل الحركات التي تقانل الحكومة وتتمركز أعلى جبل مرة، ومؤخراً تحول السوق الى احد الاسواق التي تغذي مدينة نيالا ثاني اكبر المدن السودانية بالالبان والفول السوداني وبقية المنتجات الزراعية.

وشهد سوق مدينة كأس التي تقع جنوب سلسة جبل مرة على بعد ٨٠ كلم غرب مدينة نيالا، انتعاشاً غير مسبوقاً بعد تدافع إعداد كبيرة من المواطنين والتجار من مناطق متفرقة من جبل مرة والقرى المجاورة التي تقع تحت سيطرة حركة تحرير السودان جناح عبدالواحد محمد نور ، الى جانب قرى ومدن ولايات جنوب، وشمال، وغرب ووسط دارفور ليشكل جميعهم نموذجاً للسلام الاجتماعي الذي افتقدته المنطقة منذ اندلاع الحرب في العام 2003. وارجع  التاجر في السوق، حاج أبكر، اسباب تجمع المواطنين من مختلف مكوناتهم الاجتماعية في سوق المنطقة، الى روح التعايش التي سادت المنطقة بعد استقرار الأوضاع الأمنية والتحول السياسي الذي تمر به البلاد.

وأشار أبكر، إلى ان هذا التحول شجع التجار والمواطنين من منسوبي الحركات المسلحة لدخول المدينة وانخراطهم في التبادل التجاري من دون قيود أو هواجس. وقال لـ(عاين)، إن “السوق أصبح نموذجا للتعايش بين مكونات دارفور التي ظلت تتقاتل لأكثر من ستة عشر عاما”. ودعا ابكر الجهات الحكومية والحركات المسلحة، لمزيد من التعاون لفتح الطريق أمام التجار والمواطنين لممارسة حقهم في البيع والشراء من دون تدخلات سياسية أو أمنية.

“ولأول مرة ومنذ سنوات، تعود الحياة للمنطقة”، تقول المزارعة، فاطمة ابوه، القادمة للسوق من منطقة قلول غرب جبل مرة، وتضيف أن “سوق مدينة كأس منحنا فرصة لتسويق منتجاتنا من الخضروات والفواكه بحرية..و كنا في السابق بين مطرقة المعارضة وسندان الحكومة”. وتشير فاطمة، خلال حديثها لـ(عاين)، إلى أن السوق جمع بين الرعاة والمزارعين الذين كانوا في صراع مستمر بسبب الموارد علاوة على أطراف الصراع في المعارضة والحكومة. ونوهت الى انه بانتعاش السوق زادت فرص كسب العيش للسكان المحليين لاسيما مجتمع النازحين الذين حرموا من فرصة التجارة والزراعة لفترة طويلة.