استمرار المعارك للأسبوع الرابع في العاصمة السودانية

8 مايو 202‪3
دخل الصراع المسلح في السودان إسبوعه الرابع وسط استمرار المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، فيما لم تحدث مفاوضات السلام الجارية في مدينة جدة السعودية تقدم كبير، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وقال شهود عيان في حديث ل(عاين) إن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش والدعم السريع في ضاحية الفتيحاب جنوبي امدرمان، وإشتباكات مماثلة في ضاحية بري شرقي مطار الخرطوم.
وبحسب الشهود، واصل الطيران الحربي التابع للجيش السوداني تحليقه في مناطق متفرقة في العاصمة الخرطوم، بينما واجهته قوات الدعم السريع بالمضادات الأرضية التي سمعتُ بكثافة في مواقع عديدة خاصة غرب أمدرمان.
واعتقلت قوة من الجيش السوداني، أثنين من شباب لجان المقاومة متطوعين في غرفة طوارئ مدينة بحري أثناء عبورهم بسيارة اسعاف لانقاذ احد المرضى، واتهمهم بالعمل مع الدعم السريع ولكن أعلن في وقت لاحق من يوم الإثنين، الافراج عنهما بعد ثبوت انهم متطوعين.
وفي صدمة صحية، خرج مستشفى أحمد قاسم في مدينة بحري واحد اهم مراكز علاج القلب في السودان عن الخدمة تماما يوم الاثنين. وقال أطباء إن المشفى توقف نتيجة لإنقطاع التيار الكهربائي عنه لمدة خمسة أيام على التوالي، وانقطاع المياه لمدة 25 يوما، داعين وزارة الصحة للتحرك العاجل لانقاذ ما يمكن انقاذه.
وما تزال حالة من الترقب الواسع تسود المشهد السوداني لمحادثات السلام بين الجيش وقوات الدعم السريع التي تحتضنها مدينة جدة برعاية امريكية سعودية، وسط آمال عريضة في أن تسفر عن وقف دائم لإطلاق النار في البلاد. وقالت وكالة فرانس برس نقلاً عن دبلوماسي سعودي، إن المحادثات الجارية بين ممثلي الجيش وقوات الدعم السريع الجارية في جدة لم تحدث تقدم كبير.
وأضاف الدبلوماسي “وقفا دائما لإطلاق النار ليس مطروحا على الطاولة، كل جانب يعتقد أنه قادر على حسم المعركة”. وتابع أن طرفي الصراع إنهما سيحاولان التطرق في المحادثات إلى الملفات الإنسانية فقط مثل فتح ممرات آمنة ولن يتفاوضا حول وقف الحرب.
ورغم الصورة غير المتفائلة التي نقلها الدبلوماسي السعودي، الا ان العالم يرمي بثقله لانجاح مفاوضات جدة بعد التدهور المريع في الأوضاع الإنسانية التي خلفتها الحرب الدائرة منذ منتصف ابريل الماضي. ووصل الى مقر المحادثات الاثنين، كل من مستشار الأمن القومي الأمريكي، بجانب مفوض الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث.
وقادت الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع الى تدهور مريع في الأوضاع الإنسانية، إذ خرجت 72% من مستشفيات الخرطوم عن الخدمة، كما اشتعلت أسعار مجمل السلع الاستهلاكية والذي فاقم الازمة المعيشية للمواطنين في ظل توقف الأعمال في كافة القطاع، وتوقف صرف الرواتب للعاملين في الدولة.
واتسع نطاق النهب والسلب، فبعد أن طالت متاجر ومصارف مؤسسات عامة وخاصة في انحاء متفرقة من العاصمة الخرطوم، لتتمدد وتنتقل بشكل متسارع الى الطرق القومية المؤدية الى الولايات لتهدد حركة الفارين من جحيم الحرب في العاصمة.
وقُتل 473 شخصاً من المدنيين والاصابات الى 2454 شخصاً، وفق اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان. كما نزح مئات الالاف من العاصمة الخرطوم الى الولايات ونحو دول الجوار.