أسباب وراء غياب قوات حركات سلام جوبا عن حماية المدنيين بدارفور
29 يونيو 2023
مع تصاعد عمليات العنف ضد المدنيين في دارفور عقب المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أكثر من مدينة وبلدة باقليم دارفور غربي السودان، يشتكي السكان المحليين من عدم تدخل قوات الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام جوبا في حماية المدنيين.
اتفاق السلام الموقع بين الحركات المسلحة والحكومة الانتقالية في أكتوبر 2020م والذي أفضى إلى إقرار تشكيل قوات مشتركة لحماية المدنيين، لم يضع حدا للعنف في الإقليم.
لكن هذه القوات لم تكن فاعلة على الرغم من توقيع الحكومة السودانية والجبهة الثورية” (حركات مسلحة) في مسار دارفور بروتوكول الترتيبات الأمنية تضمنت تشكيل قوات مشتركة بين القوات الحكومية والحركات المسلحة، لحفظ الأمن وحماية المدنيين في الإقليم، بسبب نقص الأموال.
ومع اندلاع الحرب في السودان 15 أبريل الماضي، توسعت رقعة العنف في الإقليم مع تحركات محدودة وغياب تام في بعض الأحيان لقوات الحركات المسلحة في حماية المدنيين بمناطق العنف- بحسب ما أفاد (عاين) شهود من هذه المناطق. الأمر الذي يكذبه حاكم إقليم دارفور، مني اركو مناوي الذي قال في لقاء جماهيري بمنطقة كورنوي في ولاية شمال دارفور، أمس الأربعاء ” عندما أتيت إلى دارفور لم أجد أي مؤسسات أمنية، فاضطرت لتكوين قوة مشتركة من حركات الكفاح المسلح لتأمين ونقل قوافل الدواء وتأمين المؤسسات والمرافق العامة والأسواق ومقار المنظمات”.
وأشار مناوي، إلى عدم توفر أي دعم للقوة المشتركة من أي جهة وإنها تعمل بالجهد الخاص.
“لا يوجد موقف سياسي في عدم حماية المدنيين في بدارفور، وأولويات العملية السلمية هي حماية المدنيين، وتأمين عودة النازحين الى قراهم، وهي واحدة من البروتوكولات التي نص عليها اتفاق سلام جوبا ممثلا في بروتوكول تكوين القوات المشتركة”. يقول نائب أمين الإعلام بحركة العدل والمساواة الموقعة على اتفاق سلام جوبا، حسن إبراهيم فضل لـ(عاين).
ويشير فضل إلى أن الموقعة على اتفاق سلام جوبا، أعلنت من بداية الحرب عن موقف محدد وأنها لا تدعم أي من طرفي الصراع، وبموجب المسؤولية الأخلاقية، كُونت دوريات لحماية الطرق الرئيسية في الإقليم”.
ويضيف: حسن: “نحن نعمل في أجواء يشوبها الحذر، لأننا لا نريد أن نكون جزءا من هذه الحرب المدمرة خاصة في ظل تعقيدات الوضع بدارفور، لذلك نعمل بكل ما أوتينا، لأن نحقق التوازن في حماية المدنيين، وتجنب الصدام”.
وأشار المسؤول في حركة العدل والمساواة، إلى مسارين يقول إن حركات اتفاق جوبا تعمل عليهما الأول مع القوى المجتمعية وتفعيل دور الإدارات الأهلية في ضبط التفلتات التي يقوم بها ضعاف النفوس الذين يستغلون الوضع لسرقة ونهب ممتلكات المدنيين، وآخر مرتبط بتكوين قوة مشتركة لحماية ولايات دارفور”.
بينما يؤكد الناطق الرسمي باسم حركة جيش تحرير السودان قيادة “مناوي”، الصادق علي النور، أن الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام ملتزمة بوقف إطلاق النار مع القوات النظامية، إضافة إلى مسؤولية حفظ الأمن في دارفور.
ويقول الصادق لـ(عاين)، “إستمرار المعاناة الإنسانية الناجمة عن الحرب الدائرة بين القوات المسلحة والدعم السريع، حال دون تنفيذ الاتفاقية، والانفلاتات الأمنية المتكررة، لكننا كونا قوات مشتركة لحماية القوافل الطبية من بورتسودان إلى ولايات دارفور المختلفة”.
القوة المشتركة تقول انها متمسكة بموقفها المحايد من الحرب الدائرة الآن- بحسب رئيس اللجنة الاعلامية للقوة المشتركة بمدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، الرائد أحمد حسين مصطفى.
ويشدد حسين في مقابلة مع (عاين) على أن “القوة سوف تعمل من أجل الحماية، والتأمين مهما بلغت العراقيل، والتحديات، ولم تتردد في الدفاع عن نفسها، ضد أي جهة تحاول اعتراض القوة المشتركة في واجبها”.
ويشير حسين إلى حادثة “عمار جديد” عندما تحركت القوة المشتركة من مدينة الفاشر في العشرين من يونيو الحالي متجهة إلى مدينة نيالا بغرض توصيل قافلة الامدادات الطبية وطاقم الاطباء الاتراك إلى المستشفى التركي بنيالا، وطاقم مهندسي محطة كهرباء المدينة، يشير حسين لتعرض القوة المشتركة المكلفة بحماية القافلة لكمين مسلح.
بينما يقول رئيس هيئة الأركان المشتركة من التحالف السوداني محمد اسحق آدم يونس، أن الحركات المسلحة بدأت في خطوات حماية المدنيين، باعتبار أن اتفاقية سلام جوبا تطرقت إلى قوة حماية المدنيين، وتعثرت العملية لعدم وجود الأموال، إضافة إلى تدهور الأوضاع الأمنية في دارفور، ونشاط المليشيات، وتنفيذها هجمات على القرى.