السودان: 5 قتلى في إشتباك أهلي بإقليم النيل الأزرق
5 أبريل 2023
لقي 5 أشخاص مصرعهم اليوم الأربعاء، إثر أحداث عنف أهلي في منطقة بكوري جنوبي مدينة الدمازين عاصمة إقليم النيل الأزرق السوداني، وسط مخاوف من تكرار إشتباكات دامية بين قبائل الأنقسنا والهوسا شهدها الإقليم العام الماضي.
وتضاربت الروايات الرسمية وشهود العيان، حول الأسباب الحقيقية للصراع، إذ أكد مصدران أهلي وعسكري تحدثا مع (عاين) أن مجموعة تتبع لقبائل الفونج هاجمت تجاراً في سوق بكوري بعد أن وردتها معلومات بأن هؤلاء التجار ينون الذهاب إلى جنائن مانجو مملوكة لمنسوبين إلى قبيلة الهوسا في منطقة “خرطوم بالليل” والتي تقع في حواكير الفونح.
وبحسب المصدرين فإنه تم قتل التجار وعددهم 5 أشخاص ينحدرون من عائلة واحدة، واتضح لاحقاً انهم ليسوا ذوي صلة بقبيلة الهوسا وكانوا يرغبون في استثمار المانجو، ولفت المصدرين إلى أن الأحداث صاحبها حرق مكتب الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش السوداني في المدينة.
فيما روى مصدر آخر، أن التجار كانوا يصطحبون بعض العمال وهم يرغبون في شراء شحنات من المانجو التي يصادف هذه الأيام موسم حصادها، من الهوسا وعندما علم بهم منسوبون لقبائل الفونج قطعوا طريقهم وقتلوهم مستخدمين الأسلحة البيضاء (عصي وسكاكين).
من جهتها، نفت المتحدث باسم حكومة إقليم النيل الأزرق فواتح النور البشير، أن تكون إشتباكات بكوري قبلية “بل نتجت من خلافات بين مواطنين وعمال حصاد المانجو، وأدت إلى مقتل 5 أشخاص داخل سوق بكوري جراء استخدامهم الأسلحة البيضاء”.
وقالت في بيان صحفي إطلعت عليه (عاين) إن “الأجهزة الأمنية باشرت مهامها وبسطت سيطرتها وتم اسنادها بقوات إضافية من الدمازين، كما تم اتخاذ كافة الأجراءات القانونية التي تحفظ للجميع حقوقهم”.
“عاد الهدوء إلى منطقة بكوري بعد إنتشار قوات الأمن وأكتشفت المكونات المحلية في المدينة بأن تقديراتها كانت خاطئة بشأن تجار المانجو الذين اتضح عدم صلتهم بقبيلة الهوسا التي لهم معها خلاف” يقول ياسر البشاري، أحد سكان بكوري في مقابلة مع (عاين).
وفي يوليو 2022م، شهد إقليم النيل الأزرق إشتباكات دامية بين قبائل الأنقسنا والهوسا، وذلك بسبب رفض الانقسنا منح الهوسا حق تكوين نظارة اهلية خاصة بهم، بحجة أنهم ليسوا أصحاب أرض. وخلفت المواجهات الدامية التي تجدد في سبتمبر من ذات العام 443 قتيلاً و678 مصاباً، ونزوح 67 ألف مواطن.
ويضيف البشاري “منذ أحداث العام الماضي لم يتمكن الهوسا من الذهاب إلى جنائن مانجو تخصهم في منطقة خرطوم بالليل جنوبي الاقليم لأنها تقع في المركز الجغرافي والثقل السكاني لقبائل الفونج، وبعد كل فترة تسري شائعات بأن الهوسا يرغبون في بيع اشجار المانجو الى مستثمرين الأمر الذي تحسب له الفونج وظلوا يترصدون حركة الوافدين الى المنطقة”.
وتابع البشاري: “بناء على هذه الشائعات قتل هؤلاء التجار وانتشرت حالة من الرعب في المنطقة ولكن الآن عاد الهدوء وبدت الحياة تعود لطبيعتها بعد أن تم نشر قوات من الجيش والشرطة في المدينة”.
ويشير باسل الأمين طه، ناشط حقوقي في إقليم النيل الأزرق في مقابلة مع (عاين)، إلى أن أحداث بكوري لا تنفصل عن سياق الصراع الكامن بين الفونج والهوسا والذي يحتاج إلى معالجات اجتماعية عميقة ومصالحات حقيقية”.
وقال طه:”رغم معاهدات الصلح التي تمت بين هذه القبائل عقب الاشتباكات العنيفة العام الماضي، ما يزال هناك مواطنين في الاقليم يتعرضون إلى تميز في العمل والتوظيف وغيره على اساس قبلي وهذا الأمر بحاجة الى معالجات اجتماعية عميق حتى يعم السلام المجتمعي”.
ويُحكم إقليم النيل الأزرق الواقع جنوب شرق السودان، بواسطة الحركة الشعبية شمال، قيادة مالك عقار بموجب تفاهمات تقاسم السلطة في اتفاقية جوبا للسلام الموقعة بين الحكومة السودانية الحركات المسلحة في 3 أكتوبر 2021م.