لليوم الرابع.. معارك أهلية عنيفة بمنطقة برام جنوب دارفور
عاين- 24 أكتوبر 2023
لليوم الرابع على التوالي، تشهد منطقة برام في ولاية جنوب دارفور غربي السودان، معارك أهلية دامية خلّفت قتلى وجرحى ومفقودين وسط مخاوف من تمدد القتال إلى مواقع أخرى بالمنطقة.
وأكد المدير التنفيذي لمحلية برام، محمد عبدالرحمن، استمرار القتال بين مجموعتي “السلامات والهبانية” الأهليتين والذي بدأ يوم السبت الفائت مما أعاد التوتر الأمني للمحلية والمحليات المجاورة.
وأشار المسؤول الحكومي، إلى سقوط عشرات الضحايا. وأكد صعوبة الحصر بسبب مشاكل التحرك في المنطقة للأسباب الأمنية التي خلفها القتال.
ويأتي هذا القتال في أعقاب مواجهات مستمرة منذ وقت في مناطق متفرقة بمحلية “كبُم” بولاية جنوب دارفور بين أهليتي “السلامات والبني هلبة”.
وتتصاعد وتيرة العنف الأهلي بجنوب دارفور في وقت الذي تدور فيه مواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع حول الفرقة السادسة عشر مشاة بمدينة نيالا عاصمة الولاية، ويتبادل الطرفان الاتهامات بتغذية الصراع الأهلي.
وخلّف القتال الأهلي بمناطق متفرقة في محلية برام جنوب الولاية، أوضاعاً إنسانية معقدة خاصة بعد توقف الخدمات العلاجية بجانب صعوبة الوصول إلى المناطق الآمنة لإنقاذ المصابين.
واتخذ القتال المتصاعد بين الجيش وقوات الدعم السريع بولاية جنوب دارفور طابعاً قبلياً عقب اندلاع معارك منذ أغسطس الماضي ما زالت مستمرة بين “السلامات والبني هلبة” في رئاسة محلية كبمُ وتمدد الصراع ليشمل مناطق واسعة.
وبث نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر ارتداء مقاتلين من الطرفين الزي الرسمي لقوات الدعم السريع بجانب مركبات قتالية تتبع لقوات الدعم تشارك في القتال وحرق القرى ونهب الممتلكات.
صعوبة التدخل الحكومي
وأشار المدير التنفيذي لمحلية برام، محمد عبدالرحمن، إلى جهود محلية وأهلية لوقف العنف ومنعه من التمدد إلى مناطق أخرى بجانب العمل على إسعاف المصابين، ودعا المجموعتين لوقف التصعيد والرجوع إلى حل الخلافات عبر العُرف الأهلي، لجهة صعوبة التدخل الحكومي في ظل الأوضاع التي تشهدها البلاد.
فيما يقول عضو في لجنة الصلح التي فصلت بين الطرفين في وقت سابق لـ(عاين):”القتال تجدد بين السلامات والهبانية يوم السبت بعد أن توقف بتدخل لجنة الصلح تحركت من ولايتي شرق وجنوب دارفور في مايو الماضي”.
وأشار عضو اللجنة الذي -فضل عدم ذكر اسمه- إلى أن القتال خلف نحو (162) قتيلاً- وفق افادات الطرفين خلال شهر مايو الماضي.
فيما نقل شهود عيان وصلوا مدينة الضعين لـ(عاين)، سقوط (23) قتيلا نتيجة المعارك الدائرة في برام. وأشاروا إلى صعوبة نقل الجرحى إلى ولاية شرق دارفور متوقعين ارتفاع عدد الضحايا نسبة لوجود عدد من المفقودين والإصابات الخطيرة.
ونقلت مصادر لـ(عاين)، إن المعارك دارت في بلدة (أم مرعي)، وتمدد القتال إلى بلدة (بابا) بالقرب من برام قبل أن تتحول المواجهات نهار الاثنين إلى مناطق (أم سبيخة).
والصراع بين المجموعتين صراع قديم متجدد حول الأراضي الزراعية والمراعي ويتبادل الطرفان اتهامات بسرقة الماشية والاعتداء على المركبات التجارية. وزاد ظهور مناجم الذهب في المنطقة من حدة الخلافات بين المكونات الاجتماعية.
وفي يونيو الماضي، أعلنت مجموعات البني هلبة، والهبانية، والتعايشة، والترجم، والفلاتة بولاية جنوب دارفور تأييدها لقوات الدعم السريع في حربها ضد الجيش السوداني.