تحقيقات أمنية مع قساوسة أقاموا شعائر دينية شمال السودان
عاين- 15 يناير 2024
تحولت احتفالات مجموعة من المسيحيين النازحين بمدينة وادي حلفا شمال السودان بأعياد الكريسماس في حديقة صغيرة إلى تحقيق أمني مع اثنين من القساوسة إثر منع عناصر من جهاز المخابرات المجموعة من إقامة الشعائر والاحتفالات الاثنين 30 ديسمبر 2024 بحجة عدم الحصول على التصريح الأمني.
اضطرت المجموعة إلى إيقاف الاحتفال في منتزه وسط مدينة وادي حلفا وأغلبهم من النازحين على خلفية اقتياد اثنين من ممثلي المجموعة إلى مكتب القوات الخاصة الذي يديرها عناصر من جهاز المخابرات، وأخبر رجال الأمن منظمي الاحتفال أنهم لن يسمحوا لهم بالاحتفال وإقامة الشعائر.
تحقيقات مع قساوسة
يقول كودي مبارك وهو مراقب للانتهاكات الدينية خلال الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي تدخل الشهر الـ 21 إن أسباب منع المجموعة من الاحتفال بحديقة عامة بمدينة وادي حلفا شمال السودان قبل يومين من أعياد رأس السنة الميلادية لم تكن مبررة سوى أن السلطات الأمنية أرادت قمع الحريات الدينية.
ونزح الآلاف من المواطنين إلى شمال السودان خلال الحرب بما في ذلك مدينة وادي حلفا الواقعة قرب الحدودية السودانية المصرية، ومن بين النازحين من يعتنقون الديانة المسيحية، ويقول كودي مبارك في مقابلة مع (عاين): إن “الانتهاكات بحق المسيحيين تتصاعد في المدن الصغيرة مثل وادي حلفا والمتمة وشندي لأسباب جهوية أو طائفية أو نفوذ المجموعات التي لا تعترف بحقوق الطوائف الأخرى”.
منع رجال المخابرات عشرات المواطنين من الطائفة المسيحية في وادي حلفا نهاية العام من ممارسة الشعائر
وفي 30 ديسمبر 2024 حضر شباب للاستعداد لأعياد الكريسماس بمدينة وادي حلفا وفي الدقائق الأولى لبداية البرنامج من على منصة وقفت فيها مجموعة احتفالية وصل عنصر من جهاز المخابرات، وأبلغ منظمو الاحتفال باستحالة استمراره دون الحصول على التصريح الأمني، وبينما سأل المنظمون رجل المخابرات عن الطرق التي تكفل استخراج التصديق الأمني أجابهم بأنه لا يعلم شيئا سوى ترديده الأوامر بإيقاف الاحتفال فورا.
استدعى رجال المخابرات اثنين من القساوسة إلى مكتب القوات الخاصة، وتعرضا إلى تحقيق مطول وفق مصدر كنسي تحديث لـ(عاين) من مدينة وادي مشترطا حجب اسمه، حتى لا يتعرض للملاحقة، وطُلب من رجال الدين المسيحي وضع الهواتف على الطاولة لغرض التفتيش بما في ذلك الدفاتر الورقية التي كانت تحتوي على برامج الاحتفال.
النزوح مع فقدان الحماية
ويوضح المصدر الكنسي أن مئات النازحين من الذين يعتنقون الديانة المسيحية وصلوا خلال الحرب إلى مراكز الإيواء بمدينة وادي حلفا ولذلك رأينا أهمية مواصلة عبادتهم وطقوسهم؛ لأن الناس عادة لديهم مختلف الديانات التي يجب أن لا ينقطعوا عنها حتى خلال الظروف القاهرة.
أما في مدينة المتمة بولاية نهر النيل لم تكن أوضاع المسيحين أكثر تحسنا من مدينة وادي حلفا حيث تعرض 38 مواطنا يعتنقون الديانة المسيحية إلى الحرمان من طقوسهم وممارسة الشعائر في موقع داخل المدينة لتعذر وجود كنيسة- وفق كودي مبارك.
وأضاف: “في حادثة المتمة منع الأهالي المجموعة من ممارسة الشعائر، وتكررت المضايقات بحقهم حتى اضطرت المجموعة إلى مغادرة المدينة نحو الولايات المجاورة، ونحن نرى أن مدن بورتسودان وعطبرة يمارس فيها المسيحيون الشعائر بحرية تامة دون أي انتهاك؛ لأنها مدن كبيرة، وفيها نسبة من الوعي بين أفراد المجتمع”.
وتابع مبارك كودي قائلا: “في حادثة المتمة الحادثة ذات أبعاد دينية وإثنية”.
تعرض مصلون في كنيسة بالحصاحيصا إلى الضرب من قوات الدعم السريع
ولم ينج معتنقو الطائفة المسيحية في مدينة الحصاحيصا الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع من الانتهاكات حسب مصدر كنسي تحدث لـ(عاين)، وتجمع 15 مواطنا في كنيسة وسط المدينة بتاريخ 30 ديسمبر 2024 وهاجمت قوات الدعم السريع المكان، وضربت جميع المتواجدين، ومنعت ممارسة الشعائر لنحو 177 نازحا يعتنقون الديانة المسيحية بمدينة الحصاحيصا شمال ولاية الجزيرة.
وكان قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان زار كنيسة الإنجيلية في أم درمان للوقوف على حجم الأضرار خلال الاشتباكات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأوضح الباحث في أوضاع الكنائس السودانية موسى مرسال لـ(عاين)، أن الهجمات العسكرية أوقفت نحو 18 كنيسة في العاصمة السودانية، ودمرتها بالكامل بالنهب والتخريب كما حولت قوات الدعم السريع كبرى كنائس الخرطوم في شارع 15 بالعمارات إلى ثكنة عسكرية وعربات قتالية، ومارست التنكيل برجال الدين.
وأردف قائلا: “لم تشهد عشرات الكنائس أية أنشطة خلال 21 شهرا من القتال المستمر؛ لأن المدن أصبحت خالية من المواطنين خاصة الخرطوم وود مدني والحصاحيصا” ولفت إلى أن السلطات السودانية لم تجري ترتيبات للطوائف المسيحية، على الرغم من وجود اعتراف بحقوقهم في القوانين والدستور.